بعد تعثر مشاورات تشكيل الحكومة.. هل يعود المغرب لصناديق الاقتراع؟

أعلن الجامع الأزهر إقامة صلاة الغائب غداً عقب الانتهاء من أداء صلاة الجمعة؛ ترحما على أرواح ضحايا زلزال المغرب والعاصفة «دانيال» في ليبيا، وذلك بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر.

كان الأزهر الشريف قد أعرب عن كامل تضامنه مع الشعبين المغربي والليبي، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب الأراضي المغربية، والإعصار والفيضانات العنيفة التي أصابت شرق ليبيا، ما أودى بحياة الآلاف، فيما لا يزال الآخرين في عداد المفقودين.

كما تقدم فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الشعبين الليبي والمغربي، في ضحايا الزلزال والإعصار المدمرين، داعيا العالم للانتفاضة من أجل إغاثة المحاصَرين والمنكوبين، وتقديم يد العون للمتضرِّرين، والإسراع لإنقاذ الأرواح.

وضرب زلزال المغرب الجمعة الماضية ، ما أسفر عن وفاة 2946 قتيلا معظمهم في إقليم الحوز، إضافة إلى أكثر من 5500 مصاب، بحسب ما أعلنته الداخلية المغربية.

وتسببت العاصفة دانيال في كارثة إنسانية بمدن عدة في الشرق الليبي، وتسببت الأمطار الغزيرة والسيول وانهيار سدي درنة في سقوط أكثر من 5500 جثة و10 آلاف مفقود و7 آلاف جريح على خلفية السيول الناجمة عن العاصفة دانيال، بحسب جهاز الإسعاف الليبي.

يسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن، اليوم الإثنين، بدعم من فرق إنقاذ أجنبية للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال المدمر، الذي خلف 2122 قتيلا على الأقل.

من جانبها أفادت مراسلة الغد في  قرية إيمينتالا بضواحي مراكش، التي تبعد حوالي 25 كيلوا متر من مدينة أمزميز، أن جهود الإنقاذ متواصلة لإخراج العالقين، مشيرة إلى أنه تم انتشال 30 جثة، مع استمرار البحث عن أحياء تحت الأنقاض خصوصا بعد الاستعانة بفرق متخصصة لمعرفة الأحياء تحت الأنقاض، عبر استخدام معدات وتقنيات حديثة في عمليات البحث.

وأشارت إلى أن أبناء المناطق المنكوبة يساعدون فرق الإنقاذ بدورهم في البحث عن ناجين أو في انتشال الجثث، مشيرة إلى أن فرق الانقاذ تجد صعوبة في الوصول للمناطق المنكوبة بسبب وعورة الطرق التي تضررت من الزلزال.

وذكرت مراسلة الغد أن حجم الدمار كبير جدا ورائحة الموت تفوح في كل مكان، حيث كانت الهزة شديدة جدا تسببت في انقسام في الجبل الواقع في قرية إيمينتالا.

وأشارت مراسلة الغد إلى أن فرق الإنقاذ الإسبانية باشرت عملها وذلك بعد وصولها للمغرب عقب عرض إسبانيا المساعدة على المغرب مما قد يسهم في تسريع عملية إخراج العالقين.

من جانبه قال مراسل الغد في مراكش، إن عمليات البحث مستمرة في عموم المناطق التي ضربها الزلزال والتي سجلت تضررا، حتى أخر عالق أو مفقود تحت الركام كما أكدت عليه تصريحات المسؤولين.

وذكر مراسلنا أن عملية الوصول لبعض المناطق المنكوبة تشهد صعوبة نتيجة سقوط قطع كبيرة من الصخور تسببت في سد هذه الطرق وتعمل فرق الإنقاذ على رفع هذه السدود لإتاحة الفرصة لفرق الإنقاذ للوصول للمناطق المتضررة خصوصا في المناطق الجبلية، مع تخوفات من هزات ارتدادية قد تفاقم الأزمة وما زال خطرها قائم.

وقال مراسلنا إن الحكومة تعمل على تفعيل دور كافة المؤسسات، وإقامة مستشفيات عسكرية وتشكيل لجان، لدراسة إعادة الإعمار وتقديم الدعم اللازم للمتضريين في مختلف المدن، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الدول نسقت مع السلطات المغربية، لبيان احتياجاتها العاجلة لتوفيرها، خصوصا الخيام والمستلزومات الطبية.

من جهته، ذكر المتحدث باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، في مؤتمر صحفي، أن هناك تعليمات ملكية صدرت لكافة المصالح الحكومة والمدنية والعسكرية، لا سيما الطبية بالتدخل السريع والفعال، مشيرا إلى أن العمل مستمر لإغاثة المتضررين.

وأشار إلى استمرار العمل في المؤسسات الطبية العسكرية والمدنية، حيث حشد 1000 طبيب و 1500 ممرض من القطاعين العام والخاص.

بدوره، قال الناشط المدني عز الدين أزيان من إقليم الحوز، إن الجهود تمضي على قدم وساق من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، لتخفيف وطأة الحدث الجلل الذي وقع بالمغرب، ومحاولة التخفيف على الأسر التي فقد أكبادها وعوائلها، مشيرا إلى أن هناك مجهودات حكومية متواصلة مع المختصين، والتأكيد على بدء برنامج استعجالي لا يقبل التأجيل، للتخفيف من حدة الأزمة والبدء بإقليم الحوز، الذي تضررر بشكل كبير.

وأضاف أزيان في مداخلة مع قناة الغد، أنه لا مجال لنشر معلومات خاطئة عن الزلزال، مشيرا إلى أن الحكومة المغربية شكلت خلية أزمة للتنسيق، ومتابعة كل ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف الحصول على إعجابات دون التحقق من المعلومة المنشورة.

وقال إن بعض الأخبار الزائفة تنشر وتستغل في نشر الخوف وترويع المواطنين، مشددا على أن كل خبر كاذب يُنشر يجب أن يُعاقب صاحبه، مشيرا إلى قيام الحكومة بتشكيل لجان، لمتابعة كل ما ينشر من أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى ضرورة الاعتماد على البيانات الرسمية التي تنشر من قبل الحكومة فقط، وأن الإعلام الأجنبي يجب أن يستقي أخباره من مصادرها الرسمية لتفادي الأخبار الزائفة.

وذكرت وزارة الداخلية المغربية، في بيان، أن السلطات المغربية استجابت في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ.

وأكدت أن هذه الفرق بدأت التواصل مع نظيراتها المغربية، لتنسيق جهودها.

وقالت إسبانيا، إنها أرسلت 86 عامل إنقاذ إلى المغرب مع كلاب متخصصة في البحث عن ضحايا، في حين أقلعت رحلة إنسانية قطرية، مساء أمس الأحد، من قاعدة العديد الجوية في ضواحي الدوحة، وفق صحافي في وكالة فرانس برس.

وأشارت الداخلية المغربية إلى إمكان «اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة» إذا اقتضت الحاجة، مؤكدا ترحيب المملكة «بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم».

وأعلنت دول عدة بينها فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل، استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب وعبرت عن تضامنها معه بعد الزلزال الأعنف الذي شهدته المملكة.

وفي انتظار انتشار فرق الإنقاذ الأجنبية على الأرض، بدأت السلطات في نصب الخيام في الأطلس الكبير حيث دمرت قرى بكاملها جراء الزلزال.

ويعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة، من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصا في قرى إقليم الحوز مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية في وسط المملكة.

والزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6.8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، هو الأقوى يتمّ قياسه في المغرب على الإطلاق.

 

وسجلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز 1351 وفاة. ويمتد هذا الإقليم في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية، لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.

وفي مواجهة حجم الدمار، تشهد مدينة مراكش حملات تضامن مع المتضررين والجرحى، خصوصا لجهة التبرع بالدم، حيث أقبل العديد من سكان المدينة إلى المستشفيات للمساعدة، بينما قام آخرون بجمع مساعدات غذائية.

وصرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومقره جنيف، مليون فرنك سويسري (1.1 مليون دولار) من صندوق الاستجابة لحالات الطوارئ للكوارث التابع له، لدعم عمل الهلال الأحمر المغربي الميداني.

وتقرر تعليق الدراسة في 42 (دائرة) في الأقاليم التي ضربها الزلزال اعتبارا من، اليوم الإثنين، وفق ما أعلنت وزارة التربية الوطنية، أمس الأحد.

وتبنت الحكومة مشروعا لإحداث «الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية»، سيفتح لتلقي التبرعات.

ويهدف المشروع إلى تغطية نفقات تشمل خصوصًا «إعادة بناء المنازل المدمرة»، و«التكفل بالأشخاص في وضعية صعبة، خصوصا اليتامى والأشخاص في وضعية هشة»، وأيضا «التكفل الفوري بكافة الأشخاص بدون مأوى جراء الزلزال، لاسيما فيما يرتبط بالإيواء والتغذية وكافة الاحتياجات الأساسية».

وإضافة إلى الحصيلة البشرية والدمار، أثار الزلزال خشية على مصير مواقع تاريخية خصوصا في مراكش حيث تعرضت المدينة القديمة ومواقعها المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي إلى أضرار بسبب الزلزال.

وقال المدير الإقليمي لمكتب اليونيسكو في المغرب العربي، إريك فالت «يمكننا أن نقول بالفعل إن الأضرار أكبر بكثير مما توقعنا. لاحظنا تشققات كبيرة في مئذنة (جامع) الكتبية البناء الأكثر شهرة، ولكن أيضًا التدمير شبه الكامل لمئذنة مسجد خربوش» في ساحة جامع الفنا.

والمغرب غير معتاد عموما على الزلازل المدمرة. واعتبر هذا الزلزال الأعنف «استثنائيا»، نظرًا إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير. زيادة على أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.

احتفت منظمة الإيسيسكو بما يزيد على ثلاثة ملايين زائر استقبلهم، المعرض الدولي للسيرة النبوية الذي نُظم بالعاصمة المغربية الرباط في نوفمبر الماضي.

النسخة الأولى من المعرض خارج المملكة العربية السعودية، أقيمت بتنظيم مشترك بين الإيسيسكو ورابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء.

متابعون لفعاليات المعرض، رأوا أنه كان فرصة لإيصال رسائل تؤكد على قيم التسامح والتعايش وتواجه خطاب الكراهية ضد الدين الإسلامي.

معرض يعد النسخة المتجولة الأولى من معارض السيرة النبوية والحضارة الإسلامية خارج المملكة العربية السعودية التي تحتضن المدينة المنورة مقرها الرئيس.

في مكوناته متحف للسيرة النبوية و بانوراما الحجرة النبوية الشريفة و معرض يهم صلة المغاربة بالجناب النبوي الشريف.

بتصميم مبتكر استعملت فيه احدث التقنيات نجح المعرض في تحقيق أهدافه كما يدل على ذلك عدد الزوار.

رقم قياسي استحق الاحتفاء به في احتفالية كبيرة جمعت نخبة من الشخصيات الدينية و السياسة و الديبلوماسية .

رسائل تجاوز صداها حدود فضاء العرض , بعث بها المعرض الدولي للسيرة النبوية من عاصمة الانوار, توكد على كونية قيم التسامح و التعايش .

من جانبه قال الدكتور عبد الإله بن عرفة – نائب المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو، إن هذا المعرض الذي أقيم للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية والذي تحتضنه الرباط جاء بتوافق 3 مؤسسات دولية وهي الإيسيسكو ورابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء.

وأوضح في مقابلة مع قناة الغد، أن ما حدث هو نموذج للتعاون المشترك في العمل المشترك بين المنظمات الثلاث وهذه نقطة نثمنها.

وتابع، المعرض أقيم في الرباط والتي هي عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي،وهو يعد أبرز الفعاليات التي عرفت رعاية من الملك محمد السادس كما حظي المؤتمر الذي انبثقت عنه برعاية الملك أيضا.

وذكر أن هناك حالة من التحول حدثت للزوار بكافة أصنافهم واهتماماتهم ودياناتهم، لترسيخ ثقافة السلام والتسامح، وقد لمسنا ذلك جيدا خصوصا بعد ما شهده العالم خلال الفترة الماضية من هجمة شرسة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعلى مقدسات في عدد من الدول.

وأضاف، حدث نوع من التفاعل وردود الفعل وقتها، لكن لابد من التربية والتثقيف بالقدوة، والرد الحصاري أبلغ رد عندما نرى إقبال من مسلمين وغير مسلمين لحضور المعرض لمعرفة سيرة الرسول الكريم وغيره من الأنبياء والرسل الكرام.