بعد تفكيك “أزرق أبيض”.. إسرائيل صوب تشكيل حكومة طوارئ
أثار انتخاب رئيس كتلة كاحول لافان “أزرق – أبيض” بني جانتس رئيسًا للكنيست الإسرائيلي بعد حصوله على 74 صوتًا من إجمالي الأصوات، حالة من التكهنات وردود فعل غاضبة لا سيما ممن تحالفوا معه من الأحزاب الأخرى، متهمينه بأنه خانهم وتخلى عن شعاره بإسقاط نتنياهو.
ورأى مراقبون وسياسيون خلال أحاديثهم لموقع قناة الغد، أن نتنياهو هو الرابح الأساسي من وراء تولى جانتس رئاسة الكنيست، لأنه سيضمن لنتنياهو البقاء في رئاسة الحكومة، وكذلك نجاحه بتفكيك خصومه السياسيين، وأن التوجهات ستذهب نحو حكومة طوارئ إسرائيلية.
اتهام بالخيانة
وقال خبير الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، إن بني جانتس من خلال توليه رئاسة الكنيست الإسرائيلي، تخلى عن رئاسة الحكومة، وذلك ضمن الاتفاق المبرم بين معسكر اليمين بزعامة نتنياهو مع حزب “أزرق – أبيض” بزعامة جانتس، أي أن خلال سنة ونصف حتى أيلول القادم حتى 2021 سيكون نتنياهو، وسيكون بالمرحلة الحالية جانتس رئيس للكنيست وهذا جزء من اتفاق لتشكيل الحكومة.
وأوضح شديد أن هذا معناه موافقة من جانتس على شروط نتنياهو، الذى استطاع أن يحقق الإنجاز الأكبر وهو تفكيك وتمزيق تحالف أزرق – أبيض، المكون من ثلاثة أحزاب، وبالتالي نتنياهو سيكون رئيسا للحكومة وجانتس قائمًا بالأعمال ووزيرًا للخارجية بالمرحلة الأولى وجابى أشكنازي وزيرا للجيش.
وتابع: ومن أجل تمريرها وإنجاحها سيكون نتنياهو مضطرًا لزيادة الحقائب الوزارية لإرضاء الجميع، وقد تصل الحكومة المقبل، ونجد أن بعض الأحزاب التي تحالفت مع جانتس الآن تتهمه بالخيانة وأنه تخلى عن شعاره بضرورة استبدال وتغيير نتنياهو .
مصالح مشتركة
من جهته رأى الكاتب و المحلل السياسي راسم عبيدات ، أن المصالح هي من تتحكم في الانتخابات الإسرائيلية، وليس القيم والمبادئ، فنتنياهو نجح في فكفكة تحالف كاحول لافان ” أزرق- أبيض” بزعامة جانتس، وسيصبح رئيس حكومة الطوارئ والتي هي حكومته، وسيأتي “بيائير لبيد” لكي يكون زعيم المعارضة، بدلا من أيمن عودة زعيم “القائمة المشتركة”.
وأضاف عبيدات أنه لذلك على “القائمة المشتركة” أن تدرك وكل المراهنين على جانتس أنه ليس جيفارا، وأن نتنياهو وجانتس وجهان لعملية واحدة، ولا يمكن الوصول إلى حلول وسط مع الصهاينة، ويجب التخلي عن وهم تغيير إسرائيل من داخلها، فنتنياهو وجانتس مع استمرار الاحتلال ومع الاستيطان واستمرار ” الأبارتهايد” والعنصرية، ومع خطة صفقة القرن ومع الضم والتهويد.
اليمين الفاشي
وحول رد القائمة المشتركة على خطوة جانتس، قالت عضو المشتركة عايدة توما سليمان:” إن قرار جانتس الارتماء بهذا الشكل في أحضان بنيامين نتنياهو، واليمين الاستيطاني، هو عودة فعلية منه إلى مرتعه الأصلي، ولكن سرعان ما سيتكشف له، أنه عمليا دخل إلى المربع الأخير في حياته السياسية القصيرة”.
وذكرت توما سليمان، أنه حينما قررت” القائمة المشتركة” التوصية على جانتس، لم تتملكنا أوهام، بل كان هذا قرارا ضد نتنياهو بالأساس، لأننا وعدنا جماهيرنا أن نكون رأس حربة في مقاومة اليمين الفاشي، إلا أن جانتس عاد إلى أصوله، إذ لم يستوعب أنه يتم تكليفه، بقوة القائمة المشتركة، كممثل برلماني وحيد للجماهير العربية والقوى التقدمية اليهودية.
حكومة طوارئ
وكان الكنيست الإسرائيلي، انتخب الخميس الماضي زعيم ائتلاف “أزرق أبيض” بيني جانتس المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو رئيسا للكنيست الإسرائيلي، في خطوة قد تؤدي إلى تشكيل حكومة طوارئ مشتركة بينهما، وصوت لصالح جانتس 74 عضوا من أعضاء الكنيست، و18 ضده، من أصل 120 عضوا في الإجمالي.
وعقب انتخابه، قال جانتس في أول خطاب له كرئيس للكنيست: “هذه ليست أياما عادية في ساعة الطوارئ تتجه إلينا أنظار مئات آلاف الإسرائيليين الذين خسروا مصدر رزقهم في الأيام الأخيرة، وأن حالة الطوارئ هذه هي أيضا ذروة أزمة حكومية وبرلمانية، هي الأكثر صعوبة وتعقيدا منذ قيام إسرائيل.
