بعد تميز في ليفربول.. ترينت ألكسندر-أرنولد يستعد لكأس العالم
يبدو أن اختيار ترينت ترينت ألكسندر-أرنولد ضمن تشكيلة إنجلترا في كأس العالم لكرة القدم المقبلة في روسيا يمثل قدرا من المخاطرة من الناحية النظرية لكون اللاعب لم يخض أي مباريات دولية مع منتخب بلاده من قبل كما أنه شارك في 26 مباراة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
لكن من المتوقع أن يمنح جاريث ساوثجيت مدرب إنجلترا الظهير الأيمن لليفربول والبالغ من العمر 19 عاما فرصة المشاركة الدولية لأول مرة غدا الخميس في اللقاء الودي الذي يجمع إنجلترا وكوستاريكا ليواصل المدافع تألقه اللافت هذا الموسم.
ولاحت الفرصة أمام ألكسندر-أرنولد أسرع من المتوقع هذا العام بعد تعرض ناثانيال كلاين الظهير الأيمن الأساسي في ليفربول لإصابة طويلة قبل أن يبتعد لاحقا بديله جو جوميز.
ودفع المدرب يورجن كلوب في النهاية بالشاب خريج أكاديمية ليفربول ألكسندر-أرنولد الذي انتهز الفرصة وقدم عروضا أثارت الإعجاب رغم محاولة منافسيه استغلاله والتركيز عليه بسبب نقص خبرته.
وقال اللاعب الشاب إنه استشعر هذا الإحساس بأن منافسيه يحاولون استغلال نقص خبرته خاصة أمام مانشستر سيتي في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا وهو ما ساهم بصورة كبيرة في صقل شخصيته.
وكثف سيتي من هجماته من خلال الجناح الأيسر ودفع ليروي ساني لمواصلة الضغط لكن ألكسندر-أرنولد تماسك ونجح في إفساد هجمات سيتي وأسهم بالتالي في نجاح ليفربول في تحقيق فوزه الشهير.
وقال ألكسندر-أرنولد “أعتقد أن الأمر كان واضحا للغاية في مباراة مانشستر سيتي. لكنها كانت واحدة من المباريات التي تمنحك فرصة العمر لإثبات نفسك في مباراة كبيرة.
“هذه هي نوعية المباريات التي يريد كل لاعب أن يخوضها. ولهذا فعليك أن تبذل قصارى جهدك لتبرهن أنك مدافع يصعب استهدافه”.
وأضاف معلقا على فوز ليفربول 5-1 في مجموع المباراتين أمام مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي “الفريق يكون ضعيفا بمقدار الحلقة الأضعف لديه. حاولت أن أثبت أنني مركز قوة وأبرهن على قوة الفريق ككل. أعتقد أن هذا ما أظهرناه”.
وأظهر ألكسندر-أرنولد ثقة بالنفس في التصدي لمحاولات مهاجمي سيتي استغلاله وهو ما أبهر ساوثجيت بشكل واضح.
وقال مدرب منتخب إنجلترا “كان أداؤه رائعا. ظهرت شخصيته في المباريات التي كان يتعرض فيها لضغط حقيقي وبرزت قدراته على التعامل مع تلك المواقف والتغلب عليها”.
وربما لم يعد منافسوه ينظرون إليه على أنه نقطة ضعف يمكن استغلالها لكن ألكسندر-أرنولد يقول إن طبيعة الظهير تعني أنه قد يصبح مستهدفا خلال المباراة وعليه فإن المدافع يحتاج للتحلي دوما بقوة شخصية تمكنه من التعامل مع تلك المواقف المفاجئة التي يتعرض فيها لضغط.
وأضاف “تكون هناك لحظات ينجح فيها أحد المنافسين في تجاوزك كمدافع وخلال المباراة يقرر الفريق المنافس أن هذا المدافع هو ’الحلقة الأضعف’ التي يلزم التركيز عليها.
“عليك في هذه الحالة أن ترد بقوة ولا تنتظر أي توجيه من جانب المدرب أو غيره فالأمر يتعلق بك في المقام الأول وبزملائك الآخرين في الملعب والتعاون بينكم للرد بقوة”.
* ثقة هادئة
ويتحدث ألكسندر-أرنولد دون صخب لكنه يتمتع بثقة كبيرة وصلابة ممزوجتين بنضج يتجاوز سنوات عمره. وقال إنه يبعد عن نفسه خطر الغرور بتذكير نفسه ببساطة بالثقة التي منحه إياها الآخرون.
وأوضح “كنت دوما أثق في نفسي وأقول إنني في الملعب لسبب معين وانه تم منحي الفرصة لسبب معين. المسألة دوما هي أن توضح الأسباب التي دفعت المدرب أن يمنحك الفرصة.
“وهذا ما أحاول أن أفعله وان أجعل المدرب يفخر بي وأن أظهر للجمهور وللجميع السبب الذي جعله يمنحني الثقة”.
وأظهر ألكسندر-أرنولد قدراته مجددا في قبل نهائي دوري الأبطال أمام روما الإيطالي رغم أن مسيرته القارية انتهت بخسارة فريق المدرب كلوب 3-1 أمام ريال مدريد في النهائي الذي أقيم الشهر الماضي في كييف.
وكان أمام ألكسندر-أرنولد أسبوع واحد فقط ليتجاوز مسألة الهزيمة قبل أن يتم إخطاره بضمه للمعسكر التدريبي لمنتخب إنجلترا في سانت جورج بارك وقال إنه تمكن من تجاوز هذه الهزيمة وآثارها المحبطة.
وأضاف “من ناحية المبدأ فإنه من الصعب أن تنسى مثل هذه التجربة لكنها مضت وانتهت الآن.. لا يمكن العودة للخلف. إنها واحدة من التجارب التي يجب أن تستخلص منها النتائج الإيجابية والسلبية ثم تمضي في طريقك على أن توظف ما تعلمته في الموسم المقبل”.
وسيساعد هذا النهج المميز الكسندر-ارنولد بالتأكيد في مباراة الغد في وقت يحاول فيه أن يظهر كلاعب يمكن الوثوق فيه ويحظى بمستقبل واعد بديلا لزميله كيران تريبيير الذي ربما سيكون الخيار الأول في مركز الظهير الأيمن لمنتخب إنجلترا.
