بعد توديعه سوتشي.. مهرجان الشباب يفتح لروسيا نافذة حوار مع العالم

سوتشي – مينا حبيب

ازدحم مطار سوتشي، لكن هذه المرة بالمغادرين الذين قضوا أسبوعًا في واحدة من أجمل مدن روسيا المطلة على البحر الأسود، سوتشي التي تشتهر بطبيعة خلابة تتنوع بين جبال عالية يزين الثلج رؤوسها، وتنتشر الخضرة على أرضها، بينما تحتضن مياه البحر الأسود. هي المدينة السياحية التي تقع في إقليم كراسنودار كراي بروسيا الاتحادية.

أما الفعالية التي جذبت أنظار العالم هذه المرة فكانت مهرجان شباب العالم في نسخته العشرين، والذي حضره أكثر من عشرين ألف شاب من 188 دولة.

قبل شهر مارس بدأ توافد المشاركين الذين وقع عليهم الاختيار لتمثيل بلدانهم، وكان عليهم إجراء مسحة كإجراء احترازي للتأكد من عدم الإصابة بفيروس كورونا أو الإنفلونزا من النوع A أو B.
وفي شوارع سوتشي لم يكن من الصعب ملاحظة الإجراءات الأمنية المكثفة وانتشار الشرطة في كل مكان تقريبًا، لكن هذا لم يؤثر في الأجواء الهادئة واستمتاع الزوار.

وعلى بوابات المركز الأوليمبي، توافد المشاركون بحماس يحملون أعلام بلادهم وهم يعبرون عن عاداتهم وثقافاتهم بالطريقة التي يفضلونها، رافعين شعار: «الجميع أصدقاء.. لا كراهية ولا أعداء».

نجحت موسكو هذه المرة أيضًا في تأكيد قدرتها على تنظيم كبرى الفعاليات بنجاح، وتوصيل صوتها إلى المجتمع الدولي، رغم الحصار المطبق من كل اتجاه، والذي تواجهه. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد أعرب عن ثقته بأن المهرجان سيكون داعمًا لمستقبل أفضل وفرصة للحوار بين مختلف شعوب العالم في أجواء مليئة بالثقة والصداقة.

لم يكن الحوار وتكوين الصداقات الهدف الوحيد من المهرجان، فبين جنباته، لم تتوقف الفعاليات على مدار سبعة أيام ليتخطى عددها 800 فعالية، من بينها عروض فنية وثقافية وترفيهية، والعديد من الأحداث التعليمية والرياضية وفي مجالات العلوم الأخرى.

وازدحمت الأجنحة بممثلي مختلف دول العالم التي تستعرض عاداتها وثقافاتها، بمشاركة أكثر من خمسة آلاف متطوع، و1500 متحدث وما يزيد على 3000 فنان، في حين كان الحضور العربي لافتا، وحملت أكتاف كثير من الشباب الكوفية الفلسطينية كتعبير عن دعم أهل غزة ورفضهم للحرب الدائرة هناك منذ أشهر.

ولم يخل المهرجان أيضًا من رسائل سياسية روسية مثل تلك التي أطلقها نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف خلال كلمته في المهرجان، بأن العملية العسكرية في أوكرانيا ستنتهي بنصر روسيا وهزيمة النازيين الجدد، فيما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من استمرار تدخل الغرب في الحرب الأوكرانية ووجود خبراء عسكريين ومدربين غربيين في أوكرانيا منذ فترة طويل. لكن السياسة لم تكن هي الوجبة الرئيسة للمشاركين في المهرجان، بحضور طاغ لبقية الأنشطة الفنية والثقافية والترفيهية.

وحرصت العديد من الشركات والمؤسسات الروسية على تقديم الدعم للمهرجان شباب العالم فنيًّا ولوجستيًّا، بهدف إنجاحه، وتوفير سبل الراحة للوفود المشاركة، مع الاستفادة منه في الدعاية السياحية لروسيا، والتعريف بمؤسساتها التجارية والصناعية الروسية، وكان من بينها الشركة الحكومية للطاقة النووية روساتوم التي حرصت على مناقشة مستقبل التكنولوجيا النووية والحفاظ على البيئة مع الشباب، وإطلاق عدد من المشاريع المستدامة، وجرى الإعلان في إحدى الجلسات عن إطلاق النادي البيئي الدولي «النظام الإيكولوجي»، الذي يستهدف تنظيم تبادل الخبرات بين القادة البيئيين لمختلف البلدان، وعقد أحداث تعليمية ومؤتمرات، ودعم أفضل الممارسات من أجل بيئة أفضل ومكافحة تغير المناخ.

وبين أبرز الفعاليات التي شهدها مهرجان شباب العالم، كانت مسيرة لآلاف الشباب يرتدون ملابسهم التراثية، وأظهرت أعلام العديد من الدول في أثناء سير الآلاف من مشاركي المهرجان بشوارع مدينة سوتشي، ما مثّل فرصة سانحة للآلاف للتعرف على ملامح من ثقافة الدول الأخرى.

وارتدت الوفود الزى التقليدي لبلادهم للتعريف بثقافاتهم المختلفة، وظهر الجلباب المصري والعباءة الخليجية والزى السوري وكذلك مختلف الأزياء الآسيوية والإفريقية. واستمتع الشباب المشاركون بقضاء الأمسيات في الحفلات الموسيقية والبرامج الحوارية مع الفنانين المشهورين وغيرهم من المشاركين في المهرجان، بالإضافة إلى المشاركة في مناقشات وجلسات حوارية وتدريبية، ومشاهدة العروض المتنوعة.
ومر أسبوع الشباب وحان وقت الرحيل، فبدأ المشاركون في المغادرة، لكنهم حملوا مع أغراضهم ذكريات ستصحبهم لسنوات طويلة. هؤلاء تبادلوا خبراتهم وأفكارهم، ونجحت روسيا في تغيير صورتها النمطية في أذهان كثير من شباب العالم. هؤلاء الذين اقتربوا من الشعب الروسي وتعرفوا عليه فلم يعد غريبًا عنهم. وصارت روسيا في عيون كثير من زوارها أرضًا للفرص والتعليم المتميز والتطور التكنولوجي وراعية لحوار منفتح يسعى لجعل العالم أكثر شفافية وأكثر عدلًا.

شاهد| البث المباشر لقناة الغد

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]