فتح قرار وزارة الخارجية الأمريكية، بإدراج حركة “حسم” الإخوانية، كمنظمة إرهابية أجنبية، بابا واسعا للتساؤلات، حول إمكانية أن يكون هذا القرار مقدمة لوضع جماعة “الإخوان” على قوائم الإرهاب الدولي.
وقال محللون ومتخصصون في شؤون الحركات المتطرفة، إن هذا القرار من الخارجية الأمريكية، من الطبيعي أن يكون متعلقا بقرار آخر قادم، يتعلق بوضع تنظيم “الإخوان” الدولي على قوائم الإرهاب، لاسيما أن التقارير التي قامت على إدراج “حسم” كمنظمة إرهابية مسلحة، تظهر وتثبت أن هذه الحركة جناح وميليشيا مسلحة لجماعة “الإخوان” ومرتبطة بها.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أنها عززت من العقوبات على حركة سواعد مصر ، المعروفة باسم حركة حسم ، من خلال إدراج الحركة كمنظمة إرهابية أجنبية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية.
وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنها أدرجت أيضا كلا من يحيى السيد إبراهيم موسى، وعلاء علي علي محمد السماحي على لائحة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص بموجب المادة 1(أ) (2)(ب) من الأمر التنفيذي رقم 13224 لأنهما قائدين في حركة “حسم”.
من جانبه، يقول الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، والإرهاب الدولي، منير أديب، إن القرار الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية بوضع حركة حسم على قوائم الإرهاب، هو مقدمة لقرار أخر بوضع جماعة “الإخوان” على قوائم الإرهاب، مستبعدا أن يقتصر الأمر على “حسم”، الذي يعتبر حركة فرعية وميليشيا مسلحة للجماعة، وترك التنظيم الرئيسي الذي تخرج منه تلك الأذرع الإرهابية.
وأوضح أديب، في تصريحات لـ”الغد”، أنه على الرغم من أن قرار الخارجية الأمريكية الصادر بوضع حركة “حسم” الإخوانية على قوائم الإرهاب جاء متأخرا، إلا أنه يعطي إشارات شديدة الأهمية، باحتمالية مواجهة الدول التي تدعم جماعة الإخوان.
واتفق معه في ذلك، الباحث في ملف الحركات المسلحة أحمد سلطان، الذي قال إن القرار الأمريكي الأخير تجاه حركة حسم يعد بمثابة تطور فارق في مكافحة الإرهاب العالمي.
ولفت سلطان إلى احتمالية أن يكون القرار الأمريكي ضد حركة حسم، مقدمة لوضعها على قوائم الإرهاب التابعة للأمم المتحدة، ويسوق جماعة “الإخوان” إلى قوائم الإرهاب الدولي، مشيرا إلى أن الموقف الأمريكي ليس وليد الصدفة، إنما جاء ضمن حملة استغرقت عدة سنوات في مواجهة الإخوان، وحركاتها المسلحة.
وفي 3 ديسمبر الماضي، قدم عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور الجمهوري تيد كروز، مشروع قانون أمام الكونجرس لوضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب.
وأوضح كروز، أن طرح القانون أمام الكونجرس من شأنه تعزيز موقف الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب والتطرف، ومحاربة انتشار التهديدات الناجمة عن التشدد، لافتا إلى أن الحلفاء في العالم العربي خلصوا إلى اعتبار الإخوان جماعة إرهابية تسعى لبث الفوضى في الشرق الأوسط.
ودعا كروز، السيناتور الجمهوري، الخارجية الأمريكية إلى وضع الإخوان على قائمة الإرهاب، مؤكدا أن التنظيم مسؤول عن تمويل الإرهاب والترويج له، وشدد على مواصلة العمل لاتخاذ إجراءات ضد الجماعات التي تمول الإرهاب.
