بعد حل الكنيست نفسه.. هل يطيح قانون التجنيد بنتنياهو؟
قال مختصون في الشأن الإسرائيلي، إن إسرائيل ستدخل في أزمة سياسة وبرلمانية كبرى، في حالة أن فشل بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومته، في ظل الصراع القائم حول قانون تجنيد “الحريديم” أي المتدينين، وذلك بعد إعلان رئيس حزب “يسرائيل بيتنو” افيغدور ليبرمان عن إصراره على تشريع القانون بأي ثمن.
وذكر المختصون في أحاديث منفصلة لموقع قناة الغد، أنه في حال تعثر تشكيل حكومة بإسرائيل، فإن ذلك معناه الذهاب إلى انتخابات مبكرة جديدة خلال 90 يوما، أي أنه خلال عام واحد 2019 ستشهد إسرائيل دورتي انتخابات برلمانية، وذلك بعد أن وافق الكنيست بشكل مبدئي الليلة الماضية على اقتراح لحل نفسه فيما وصلت جهود بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة إلى طريق مسدود، وهذا يشكل خطر على مستقبل نتنياهو السياسي.
وأوضح المختصون أن حل الكنيست لنفسه، وتحديد موعد جديد لإجراء انتخابات يحتاج إلى تصويت نهائي، وهذا لن يتم قبل ليلة غد الأربعاء الذي تنقضي فيه المهلة الممنوحة لنتنياهو ليعلن تشكيل حكومة يمينية عبر التوصل إلى حل وسط يرضي طرفي الخلاف حول قانون التجنيد المثير للجدل في إسرائيل، وهما حزب ” يسرائيل بيتنو ” الذى حصل على 5 مقاعد من جهة، و الحزبان الحريديان “يهدوت هتوراه” الذى حصل على 8 مقاعد و”شاس” الذي حصل أيضا 8 مقاعد.
العودة لصندوق الاقتراع
وأوضح المختص بالشأن الإسرائيلي فايز عباس:” أن نتنياهو يواجه العديد من المشاكل، التي ستؤثر بشكل كبير عليه، خاصة أنه حتى هذه اللحظة تعثر في تشكيل الحكومة، وحسب القانون الإسرائيلي إذا لم يستطيع نتنياهو تشكيل هذه الحكومة حتى منتصف ليلة الأربعاء، على نتنياهو أن يبلغ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بفشله”.
متابعا حديثه، وهذا الأمر سيدفع بالرئيس الإسرائيلي إلى بتوكيل شخص آخر من الكنيست لتشكيل الحكومة، لكن نتنياهو لا يريد أن يصل إلى هذا الوضع، لذلك قرر وزراء في حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية عن حزب “الليكود”، بزعامة بنيامين نتنياهو، التقدم بمشروع قانون يقضي بحل البرلمان والعودة إلى الصناديق، ما لم يتم تشكيل حكومة جديدة، بحلول مساء الأربعاء ، وإذا ما تم التصويت عليه في القراءات الثلاث، فإنه لا يمكن للرئيس الإسرائيلي التدخل ويتم الاتفاق على تعيين موعد لانتخابات جديدة.
وأشار عباس إلى أن استمرار ليبرمان على موقفه من قانون التجنيد، سيكون حجر العثرة أمام نتنياهو في محاولة أخيرة منه لتشكل حكومته و إلا هذا التعثر أما نتنياهو سيكون معناه الدفع نحو انتخابات جديدة بإسرائيل، و حسب ما يريد ليبرمان لا يمكن أن يكون هذا مقبول على الحاخامات و الأحزاب الدينية ، لذلك كل محاولات نتنياهو للتوصل لحل وسط مع الحرديم تم الاتفاق عليها، إلا أن مع ليبرمان لم ينجح بالتوصل لأى حلول ، و الذى أعلن بشكل واضح أنه لا يخشى الانتخابات وأنه أول من سيصوت على حل الكنيست الإسرائيلي.
حكومة ضعيفة وآيلة للسقوط
ووفق ما ذكره تلفزيون “كان” الإسرائيلي فإنه تم تحديد 27 آب/ أغسطس المقبل موعدا لإجراء الانتخابات في إسرائيل في حال استمرار وصول المفاوضات بين الأحزاب إلى طريق مسدود .
وأوضح التلفزيون الإسرائيلي، أن صعوبات كبيرة لا تزال أمام نتنياهو في المحاولة الأخيرة لتشكيل حكومة، و يأتي ذلك على خلفية وصول جهود بنيامين نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي إلى “طريق مسدود”، ويتعين على البرلمان الإسرائيلي، إجراء تصويت نهائي، من غير المرجح إجراؤه قبل يوم الأربعاء، من أجل تحديد موعد الانتخابات.
وكان حزب “يهدوت هتوراة” المتدين أعلن أنه اتخذت قرارا بالإصرار على أن كل من يتعلم ويدرس كتابه المقدس فإنه سيستمر بدراسة وتعلم التوراة بدون إزعاج، وسنصر على موقفنا بشدة”. وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن رؤساء تحالف أحزاب اليمين اجتمعوا مع “يهدوت هتوراه” وأعربوا عن دعمهم لهم بخصوص قانون التجنيد.
وحول السيناريوهات المتوقعة للأزمة الإتلاف بإسرائيل قال الباحث و المختص بالشأن الإسرائيلي الدكتور جهاد ملكة :” إنه بعد أن أصبحت مهمة بنيامين نتنياهو تشكيل حكومته الخامسة شبه مستحيلة إن ذلك سيفتح الباب أمام عدة سيناريوهات أولها أنه يمكن أن يلجأ إلى الكنيست لطلب منحه الثقة على ائتلاف ضيق ب60 صوتا ومعارضة 55 صوتا في حال امتناع ليبرمان عن التصويت ضدها وبذلك تكون حكومته ضعيفة وآيلة للسقوط وهذا السيناريو سيتبخر في حال أصر ليبرمان على التصويت ضد الحكومة.
أما السيناريو الثاني وفق ما قاله ملكه هو، أن يكلف رئيس دولة الاحتلال شخصية أخرى لتشكيل الحكومة بعد القيام بمشاورات مع جميع الأحزاب الإسرائيلية وزعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس هو الذي يمكن أن ينجح بتشكيل حكومة.
ورأى ملكة، أن السيناريو الثالث هو وقوع أزمة سياسية وبرلمانية كبيرة لم تحدث من قبل في إسرائيل حيث من المتوقع أن يدعو الليكود لحل الكنيست والذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة في غضون 90 يوما ما يعني أن إسرائيل ستشهد دورتين لانتخابات برلمانية في عام واحد وهذا لن ينقذ نتنياهو لأن ملفات الفساد اقتربت منه كثيرا والنجاح في انتخابات مقبلة مهمة مستحيلة له مما يعني انتهاء حياته السياسية والذهاب للسجن بتهمة الفساد.
ويرفض ليبرمان الانضمام لائتلاف نتنياهو الحكومي، ما لم يلتزم الحزب بإقرار صيغة مشروع قانون التجنيد الذي يفرض الخدمة العسكرية على أعضاء الأحزاب الحريدية المتفرغين لدراسة التوراة، وهو أمر يرفضه “يهدوت هتوراه و”شاس”.
ومع مشارفة انتهاء المهلة الثانية والأخيرة لنتنياهو لتشكيل حكومته (تنتهي منتصف ليلة الأربعاء المقبل)، فإن حزب” الليكود ” بات يجري استعداداته لإجراء انتخابات جديدة.
وكانت انتخابات أبريل أفضت إلى حصول كل من حزبي الليكود وأزرق أبيض على 35 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، لكن ينظر لنتنياهو بأنه الفائز نظرا لخروج النتيجة بأغلبية تنتمي لليمين.
