بعد زلزالي هاتاي.. هل باتت تركيا مركزا نشطا للزلازل؟

زلزالان جديدان في ولاية هاتاي جنوب تركيا، أضافا ضحايا ومتضررين إلى قائمة زادت عن 45 ألف ضحية جراء الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا قبل نحو أسبوعين.

الزلزالان أثارا مشاعر هلع إضافية من حدوث المزيد من الزلازل، والخشية من امتدادها الى مدن أخرى في البلاد، فهل باتت تركيا مركزا نشطا للزلازل؟ وكيف يمكن لجهود الإنقاذ أن تجاري احتياجات قد تتضاعف؟ وما هي الأولويات التي يتعين على السلطات أن تراعيها في مثل هذه الظروف العصيبة؟

هذا هو محور نقاش الفقرة الثانية لحلقة اليوم الثلاثاء من برنامج «وراء الحدث» الذي يعرض عبر قناة «الغد».

دعم نفسي

قالت مريام عطا الله، المتحدثة باسم الصليب والهلال الأحمر في تركيا، إن الزلزالين اللذين ضربا تركيا بالأمس سببا هلعا كبيرا في هاتاي وغيرها من المناطق، مشيرة إلى أنها كانت في غازي عنتاب لحظة وقوع الزلزالين، وقد شعرت بهما.

وأضافت، في تصريحات لـ«الغد» من غازي عنتاب، أن فرق الإنقاذ والشركاء على الأرض وفي مقدمتهم الهلال الأحمر التركي كانوا موجودين في تلك المنطقة بالفعل، وبالتالي لم تكن الاستجابة بطيئة، مشيرة إلى أن قوة الزلزال كانت أخف من قوة زلزال 6 فبراير/ شباط، لكن السكان شعروا بأن هذا الزلزال أقوى نتيجة الصدمة والخوف الذي يسيطر عليهم، فحالتهم النفسية لديهم ليست على ما يرام، مؤكدة أن الهلال الأحمر التركي إلى جانب قيامه بتأمين المأوى المؤقت والبطاطين للمتضررين فإنه يقدم الدعم النفسي لأولئك الذين يعانون من آثار الصدمة.

وعن حجم العجز في الاحتياجات الأساسية، قالت مريام عطا الله إن الشركاء على الأرض يقومون بتوزيع كل المساعدات من طعام وبطاطين ومياه للشرب، وجميعها أغراض متوفرة، لكنهم الآن يفكرون في كيفية إيجاد حلول مستدامة للمتضررين والمشردين، لأن هناك من الناس من لا يعرف أين يذهب، وهناك من خسروا وظائفهم، ومن هنا لا بد من التفكير في حلول مستدامة دون الاكتفاء بالإغاثة الطارئة فقط.

وأكدت أن الهلال الأحمر التركي لديه فريق خاص لتأمين الدعم النفسي الأولي للأطفال وأهلهم والأكبر سنا، وهناك فريق صحي تابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يشرفون على الوضع ويحصون النواقص حتى يمكن استكمالها.

وبخصوص الأطفال الذين فقدوا أسرهم، قالت إنه في الـ11 منطقة الأكثر تضررا، هناك خيام يأتي إليها الأطفال لأداء بعض التمارين لدعمهم نفسيا.

متى يستقر زلزال تركيا؟

قال الدكتور مدحت الريس، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن زلزال تركيا تسبب في خوف شديد جدا لكل المحيطين بالمنطقة، فالكل الظن أن الزلزال وقع وأن الموجات الارتدادية بدأت تضمحل، ومع وقوع زلزال أنطاكيا أدرك الناس أن الزلزال لم يضمحل وأن الموجة اتسعت، وهو ما خالف شعور الناس الذين كانوا يشعرون بأن الأمور بدأت في الاستقرار.

وأضاف، في تصريحات لـ«الغد» من القاهرة، أنهم في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية كانوا يأملون في أن تستقر الأمور، لكن زلزال الأمس أعاد إلى الأذهان زلزال 6 فبراير/ شباط.

وأشار إلى أنه بالنظر إلى جيولوجيا المنطقة، نجد أن الفالق الذي كان يسجل هزات بسيطة، حدثت له إثارة فحدث زلزال الأمس بقوة كبيرة، منوها بأنهم كانوا يأملون في أن يستقر الزلزال بعد أسبوع، لكن الهزات الارتدادية ليس لديها وقت محدد، موضحا أن الفالق عندما تحرك نتج عنه طاقة لا بد أن تخرج حتى يستقر الفالق من جديد بعد أن يتخلص من كل الطاقة الموجودة فيه، وهذا يستغرق وقتا يحدده عدد الزلازل، وقد سجل حتى الأمس 6 آلاف زلزال، وكان من الممكن أن يصل العدد إلى 10 آلاف زلزال.