بعد زيارته لقطر.. المشيشي يعود إلى تونس خالي الوفاض
اختتم الوفد الحكومي التونسي، برئاسة رئيس الوزراء هشام المشيشي، زيارة رسمية إلى قطر، والتي استغرقت 3 أيام وكانت نتائجها مخالفة لما روّجت له قيادات من حركة “النهضة”، بأن تلك الزيارة ستثمر دعماً “سخياً” و”غير مسبوق” لتونس.
بينما أفادت وسائل إعلام تونسية أن المشيشي عاد من الدوحة “خالي الوفاض”، مؤكدة عدم توصل الاتفاقات بين تونس وقطر إلى الاتفاق حول أي قرض جديد.
فيما كشفت صحيفة “الشارع المغاربي” أن القيادة القطرية لها تحفظات حيال ما روجته حركة النهضة على الزيارة، وأنها لا ترغب في نصرة طرف سياسي على حساب الآخر، وتتجه لتنسيق علاقاتها مع رئاسة الدولة بشكل مباشر.
ولم تخلو زيارة المشيشي إلى قطر من حملات التشكيك والاتهامات، ففي الوقت الذي أعلن فيه عدد من قيادات حركة النهضة أن الزيارة هي من أجل تجسيد نتائج الزيارة الخاصة التي قام بها رئيس الحركة، راشد الغنوشي، منذ أسابيع وهي زيارة تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي، انتقدت عدة اطراف هذه التصريحات والتي تؤكد ما يسمى “دبلوماسية الظل” التي تمارسها “النهضة”، حيث تريد أن توهم الراي العام انها المتحكم الفعلي في العلاقات بين البلدين، علاوة على التسويق لصورتها عبر رئاسة الحكومة احد اهم رؤوس السلطة في البلاد.
وقال الكاتب الصحفي التونسي، حسان العيادي، إنه لا يمكن وصف تلك الزيارة بأنها زيارة تمثل الدولة التونسية بشكل كبير، إنما تأتي لاستكمال مسار حركة النهضة، لافتا إلى تصريحات لأحد قيادات الحركة بأن زيارة المشيشي تأتي استكمالا لزيارة الغنوشي للحصول على هبة قدرها 2 مليار دولار وبعض الاستثمارات.
ولفت إلى أن الزيارة رافقها تكتم إعلامي في الجانب القطري، ما يفيد بأنها فُرضت على الدولة التونسية.
من جهتها اتهمت حركة النهضة رئاسة الجمهورية بمحاولة تعطيل زيارة رئيس الحكومة إلى قطر والتي تأتي ضمن أبعاد اقتصادية وفق تعبيرها، حيث ستسهم الزيارة في دفع عجلة الاستثمار عبر توقيع عدد من الاتفاقيات.
غير أن عدة قراءات سياسية ترى أن هذه الزيارة ربما كانت ستكون كذلك لو لم تكن حركة “النهضة” هي التي تقف وراء تحريك رئاسة الحكومة لتصبح وكأنها المحرك الرئيسي لهذه الزيارة.
وتشهد العلاقة بين كل من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والبرلمان الذي يترأسه، راشد الغنوشي، تأزماً وشبه قطيعة منذ أشهر بسبب اختلاف المواقف والتوجهات السياسية.
وقال المحلل السياسي التونسي، بلحسن اليحياوي، إن “النهضة” تحاول أن تقدم نفسها كعنصر فاعل على المستوى الدولي، وتحاول أن تؤكد على روابطها المتينة مع قطر وغيرها، إلا أن هذا للتغطية على الزيارة المفاجئة التي قام بها الغنوشي إلى الدوحة، إذ استُدعي على عجل إلى قطر لحضور “مجلس تأديب” عن آداء حركة النهضة في الفترة الأخيرة ورئيسها.
ولفت اليحياوي، خلال لقاء على شاشة الغد، إلى أن قطر تسعي للتقارب مع الرئيس التونسي، قيس سعيد، لذا لا يمكن للدوحة أن تقدم لخصوم الرئيس التونسي أي دعم من أي نوع، ورأى أن سعيد هو رئيس منتخب ومستمر في ولايته بخلاف المشيشي الذي يمكن تكليف غيره في أي وقت.
فيما قال المحلل السياسي، محمد الفوراتي، إن نتائج زيارة المشيشي لم تكتمل بعد، إذ هناك تصريحات من قيادات قطرية بمساعدة تونس على تجاوز أزمتها الاقتصادية، لافتا إلى أن قطر تريد أن تتعامل مع الدولة التونسية بعيداً عن بعض المماحكات السياسية التي تعطل أي محاولة لفك الحصار على الاقتصاد التونسي.
وتابع أنه لا يوجد طرف يتحكم في مسألة العلاقات بين الدول.
