بعد زيارته للشرق الأوسط.. هل ينجح بلينكن في وقف التصعيد الإسرائيلي؟

خفضُ التوتر كان فحوى الرسالةَ التي جاء بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى منطقذة الشرق الأوسط، فجولته حققت ما يشير الى إمكانية تراجع أجواء التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ما سمح بتقديم تعهدات يمكن أن يؤدي تنفيذها الى تغيير صورة الأوضاع المتوترة الراهنة.

وزير الخارجية الأمريكي أعلن عقب لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ما يوحي بأن الولايات المتحدة هي التي بدأت أولى خطوات خفض التصعيد وليس إسرائيل، كما تعهد بلينكن بتوطيد العلاقات مع السلطة الفلسطينية، وأعلن عزم واشنطن على إعادة فتح القنصلية الامريكية في القدس، وتعهد بتقديم 50 مليون دولار من المساعدات للسلطة الفلسطينية والاتفاقِ على توفير خدماتِ الجيل الرابع من الإنترنت للمناطق الفلسطينية.

وأكد بلينكن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ملتزم بحل الدولتين، وأن بلاده تعارض أي خطوات تقوض حل الدولتين كتوسيع المستوطنات وهدم المنازل، ودعا الى المحافظة على أفق الأمل بإحداث تغيير.

جاء ذلك وسط تقديرات تشير الى أن الرئيس عباس حصل على ضمانات قد تفتح الطريق أمام لجم الهجمات الإسرائيليةِ في مناطق السلطة، ورفعِ التجميد عن الأموال الفلسطينية المحتجزة، ووقف سياسات التهجير ضد الفلسطينيين.

وخصص برنامج «وراء الحدث» الذي يعرض عبر فضائية «الغد» حلقة اليوم الثلاثاء، للحديث عن زيارة الوزير الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط.

بلينكن يسعى لإنقاذ إسرائيل 

قال الكاتب والباحث السياسي باسم أبو سمية، إنه على الرغم من أن بلينكن جاء إلى المنطقة في جولة رابعة، إلا أنه لم يحقق أي شيء ملموس، أو بعض ما كان يريده الفلسطينيون، من التوصل إلى التهدئة في الأساس، وكذلك العودة إلى الحوار، ومنع إسرائيل من استكمال إجراءاتها التي تؤدي يوميا إلى قتل الفلسطينيين الأبرياء.

وأضاف في مداخلة لـ«الغد» من رام الله، أن حقيقة الأوضاع أن السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس دائما ملتزم بالشرعية كما قال في كلمته الدولية، وملتزم بالحوار وبمعاهدة أوسلو، على الرغم من أن إسرائيل أعلنت أكثر من مرة وفاة هذه المعاهدة، وبالتالي كل ما ذكر سواء في التقرير أو في كلمات بلينكن أو في خطاب أبو مازن هي مجرد عناوين، وخصوصا ما تحدث عنه الوزير الأمريكي بلينكن.

وتابع أنه من الناحية العملية هناك أسباب معلنة وواضحة بشأن زيارة بلينكن، وأسباب أو تداعيات لم تعلن حتى الآن، مشيرا إلى أن من بين الأسباب الواضحة أن بلينكن هرع إلى المنطقة لإنقاذ إسرائيل من المأزق التي وجدت نفسها فيه، وخصوصا لكي تبقى تحت السيطرة الأمريكية، بسبب أن هناك أعضاء متطرفين ومتشددين في الحكومة الإسرائيلية، والولايات المتحدة لا تريد أن يرتكب هؤلاء أعمالا «مجنونة» تؤدي إلى توريط أمريكا أو إحراجها أمام المجتمع الدولي، وبالتالي تبقى إسرائيل تحت السيطرة الأمريكية كما كانت سابقا.

زيارة بلينكن لم تفِد الفلسطينيين

قال المحلل السياسي، زياد الحموري، إنه خلال الفترة الماضية، بدءا من معاهدة أوسلو، حتى اليوم، لم يكن الموقف الأمريكي في ذات مرة حياديا، بل كان دائما داعما لإسرائيل، وكأنه يعطي الضوء الأخضر لكل الإجراءات الإسرائيلية.

وأوضح الحموري في مداخلة لـ«الغد» من القدس المحتلة، أنه، على سبيل المثال، في كل زيارة يجريها أي مسؤول أمريكي خلال الفترة الماضية للمنطقة، كانت إسرائيل تُصعّد من خلال زيادة الإعدام والاستيطان والاستيلاء على الأراضي، ولم نكن نرى موقفا حازما من الولايات المتحدة، بل بالعكس، هناك تعليقات باستمرار من جميع المسؤولين الأمريكيين بأن إسرائيل محمية بكل ما تفعله، وبالتالي فإن جزءا كبيرا من موضوع الاستيطان والاستيلاء على الأراضي كان مدعوما بشكل واضح من الولايات المتحدة، التي استعملت الفيتو أكثر من مرة لحماية الاستيطان، ولعدم أخذ أي قرار ضد إسرائيل.

وأضاف أن زيارة بلينكن لم تعطِ شيئا للفلسطينيين، بل بالعكس، هناك تصريحات على كل المستويات بشأن زيادة الاستيطان وهدم المنازل والتنكيل بالفلسطينيين، وإغلاق بعض المناطق بالقدس على غرار ما تم في 2016 و2017 حينما تم إغلاق مناطق بأكلمها، ولم نسمع أي تعليق من الولايات المتحدة لوقف كل هذه الأمور بشكل فوري، من خلال منع الاستيطان ووقف الإجراءات التي تتخذ ضد المقدسيين وقضايا هدم المنازل والقتل، إذ إن لدينا حتى اليوم حوالي 30 شهيدا تم قتلهم بدم بارد ودون محاكمات ودون، على مرأى ومشهد من العالم.

وأشار إلى أنه يرى أنه لا يمكن تطبيق حل الدولتين، إذ لا يمكن قيام دولتين بالوضع الراهن، ولا يمكن خلق أي تواصل حتى بين المدن وبعضها وبين المدن وقراها.

أمن إسرائيل أولا ثم ملف إيران

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، طارق فهمي، إن اختيار مصر في بدايات الجولة التي أجراها بلينكن للمنطقة يعكس دلالات مهمة متعلقة بتوجيه البوصلة السياسية والأمنية، بمعنى أن القاهرة لها دور كبير في القطاع، ولها دور مباشر في العلاقة مع السلطة الفلسطينية وأيضا مع إسرائيل.

وأشار فهمي في مداخلة لـ«الغد» من القاهرة، إلى أنه لا يجب أن ننسى أن الاتصالات دارت بين الحكومة الإسرائيلية والحكومة المصرية، وبالتالي فإن اختيار القاهرة يفرض أنها لديها مصداقية للتحرك في كل الاتجاهات فلسطينيا وإسرائيليا وعربيا، وبالتالي هناك صيغة أو مقاربة الولايات المتحدة تسعى إليها لتأكيد الحضور المصري بتبعات الملف وما يمكن أن تحمله التطورات المقبلة.

وأضاف أن المهم الآن لا يقتصر على الموقف الأمريكي فقط، وإنما الموقف الإسرائيلي أيضا، لأنه الموقف الأهم، فالتصريحات التي صدرت عن بلينكن سواء في القاهرة أو في رام الله أو في إسرائيل تعكس روية وتأكيد على الثوابت منها فكرة حل الدولتين، فهذا الأمر مطروح منذ سنوات طويلة دون تغيير، ومن الضروري الآن تحويل الأقوال إلى أفعال مرتبطة بالسلوك الأمريكي، كيف سيضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف تمدد أي عمليات يمكن أن تُطرح، وبالتالي هذه خطوة أولى نتمنى أن تؤدي إلى نتائج ملموسة.

وشدد فهمي على أن زيارة بلينكن للمنطقة حملت في طياتها التأكيد على أمن إسرائيل أولا، ثم الملف الإيراني الذي يعتبر لها هو الأساس وليس أي ملفات أخرى.

مجرد وسيط

قال المحلل السياسي المختص بالشؤون الأمريكية، إيريك هام، إنه يعتقد أن الفلسطينيين عليهم أن يثقوا في الأمريكيين، وأن الوضع الآن يختلف كثيرا عن سابقه.

وأضاف في مداخلة لـ«الغد» من واشنطن، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحاول أن تبني الثقة، وأن تظهر بمظهر الوسيط، ولذلك فنحن نرى أن بلينكن يقول إن الولايات المتحدة الآن تختلف عما كانت عليه منذ أن بدأ حكم بايدن قبل سنتين.

وتابع أن الولايات المتحدة ما زالت ترى أن الدولة الإسرائيلية هي شريك، ولكن أيضا هناك سياسات تخرج من البيت الأبيض وهي محايدة، ومجموعة من أعضاء الكونجرس كانوا يؤيدون الموقف الفلسطيني، ووجدنا الكثير من الأمريكيين يؤيدون وجود سلام عادل وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وشدد المحلل السياسي الأمريكي على اعتقاده في أن الولايات المتحدة تقترب بشكل كبير من موقف محايد وليس من إسرائيل فقط، وأن الكونجرس الآن يدفع الإدارة الأمريكية لتقف موقفا محايدا بين الجانبين، وأن حكومة بايدن باتت مجرد وسيط أمين بين الدولتين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]