بعد سقوط مشين.. ما هي الخيارات أمام نتنياهو؟
اقتلعت عاصفة الرشوة والغش وخيانة الأمانة، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من سدة الحكم، وللمرة الأولى في تاريخ إسرائيل يتم تقديم لائحة اتهام ضد رئيس وزراء وهو على رأس عمله.
ويري مختصون بالشأن الإسرائيلي، في تصريحات لموقع قناة الغد، أن نتنياهو سيحاول أن يعمل على تأجيج الأوضاع السياسية من أجل إنقاذ نفسه من السجن، إلا أن ذلك سيجابه بمواقف سياسة سواء من داخل حزبه الليكود الذى يمكن أن ينقلب عليه، كما سيجابه بمواقف على الساحة السياسية في إسرائيل التي ترفض أن يكون نتنياهو في الحكم.
تهديد من الليكود
وقال حسن لافي المختص بالشؤون الإسرائيلية “التهديد الرئيسي بالنسبة إلى نتنياهو الآن، سيكون من داخل حزب الليكود، فنتنياهو يخشى أن تحدث حال من حالات التمرد عليه على أثر تلك لوائح الاتهام، سواء بالذهاب إلى تشكيل حكومة مع بيني جانتس حاليا وبذلك تكون الضربة القاضية لنتنياهو، وأما على المدى القريب في حال الذهاب إلى انتخابات جديدة يتم تشكيل لوبي ضد نتنياهو داخل مركز الحزب يبعده عن رئاسة الحزب.
وأوضح، بأنه ليس من المستغرب أن نتنياهو قبل يومين أعلن أنه لن يقيم انتخابات داخلية في الليكود لاختيار قيادة جديدة في حال الذهاب إلى انتخابات ثالثة الأمر الذي أثار حفيظة منافسه من داخل الحزب جدعون ساعر الأكثر حظوظاً لخلافته في الحزب.
وحول التهديدات التي يطلقها نتنياهو بأن خوض معركة حربية سيكون طوق نجاة له قال لافي “لا أعتقد أن المؤسسة العسكرية والأمنية ستسمح لنتنياهو بالقيام بمغامرة تجلب على إسرائيل الوبال، خاصة وأن أي فعل أمني أو عسكري الآن سينظر إليه أنه يخدم أجندات نتنياهو الشخصية البحتة، ما يفقد الجيش والأمن الحيادية السياسية أمام الجمهور الإسرائيلي فلا يرغب الجيش أن يفقد لقب “جيش الشعب” ويتحول إلى مرتزقة تخدم مصالح نتنياهو.
السجن ينتظر نتنياهو
من جهته قال الباحث في الشئون الإسرائيلية نهاد أبو عوض “إن نتنياهو يعيش الآن مأزق سياسي كبير، فهو قد خاصم كل مراكز القوى في إسرائيل من القضاء و الأجهزة الأمنية و الإعلام والدبلوماسية الخارجية، ولم يبقى مركز مهم إلا و خاصمه نتنياهو و سعى لإضعافه لتثبيت حكمه، لذا تجد الآن الكل يطالب نتنياهو بأن يتنحى.
وأضاف عوض، والآن الاتهامات ثبت ضد نتنياهو، و هذه الاتهامات تطعن في أهلية نتنياهو كرئيس للحكومة، علما أن التهمتين 1000 و2000 يطعنان بنتنياهو بشكل شخصي لأنه خان الأمانة واستخدم الخداع ولا يصح أن يبقى في سدة الحكم، أما الأخطر هي القضية 4000 والتي تتحدث عن رشوة وهذه جريمة عقوبتها السجن ، وكل المؤشرات توحي أن حبل الإدانة يلتف حول عنق نتنياهو.
وتابع عوض حديثه، وبالتالي على نتنياهو أن يخلي مكانه، للدفاع عن نفسه إلا أنه لا يريد ذلك ، وقرر خوض معركة ضارية و يحاول أن يستخدم كل ما تبقى له من نفوذ لكي ينجو بجلده من هذه الاتهامات، وما يحدث الآن مأزق للنظام السياسي في إسرائيل.
التنحي المرتقب
وأفادت قناة الإسرائيلية الحادية عشرة، بأن المستشار القانوني لحكومة الاحتلال افيحاي ميندلبليت سيبت خلال الأيام المقبلة في عدة مسائل لها تبعات بقرار مقاضاة نتنياهو.
ورجحت أن يقرر ميندلبليت في نهاية المطاف بأن على نتنياهو الاستقالة من مناصبه في الوزارات التي يشغلها بسبب وجود حكم قضائي في هذا الشأن، أما بخصوص صلاحية نتنياهو في الحصول على تفويض بتشكيل ائتلاف حكومي فإن المستشار القانوني لن يتعجل في حسم أمره من هذه القضية.
وتشير نتائج استطلاع للرأي العام نشرته قناة “ريشِت” إلى أن 56% من الجمهور الإسرائيلي يرون أن نتنياهو لا يستطيع البقاء في منصبه بعد أن قرر المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت تقديمه إلى العدالة بتهم الفساد.
وأنه في حال أن جرت بانتخابات خلال هذه الفترة فإن حزب” أزرق – أبيض ” كحول لفان سيتفوق على الليكود في الانتخابات القادمة بفارق 3 مقاعد، وسيحصل كحول لفان 36 مقعد، بينما الليكود سيحصل على 33 مقعد، أما القائمة العربية ستحصل على 13 مقعد.
