بعد صدور الحكم في  قضية «اغتيال الحريري».. هل يتنازل «أولياء الدم» لمصلحة لبنان؟

خمسة عشر عاماً مضت بين لجان التحقيق الدولية، وجلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، حتى وصلت إلى النتائج التي سيُعلنها الحُكم اليوم، وهي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه الأصابع إلى متهمين، ويصدر حكم قضائي دولي بحقهم.

كثيرةٌ هي الأوصاف التي تُطلَق من هنا وهناك على هذا اليوم، بين من يعتبره «تاريخياً» ومن يراه «مفصليّاً»، لأنه اليوم الذي انتظره اللبنانيون أكثر من 15 عاماً، لكشف «حقيقة» الجريمة..وصدور قرار المحكمة الدولية ـ اليوم ـ بالحكم على المتهمين بالمشاركين في جريمة إغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق، رفيق الحريري، سيكون الأول من نوعه في تاريخ الجرائم السياسية الكبرى التي شهدها لبنان، منذ أواسط الخمسينات من القرن الماضي.

 هل يتنازل «أولياء الدم» ؟

ومع تباين التوقعات حول ردود الفعل المرتقبة، عقب صدور الحكم، أصبح التساؤل الحائر داخل الدوائر السياسية في بيروت: هل يتنازل «أولياء الدم» عن «الملاحقة للثأر»،  من أجل مصلحة لبنان واستقراره، خاصة في ظل تلك الظروف الملبدة بالتوتر الساخن، والتشابكات السياسية، والاحتقان الشعبي.

كانت التوقعات ان يكون يوم صدور الحكم «يوما مفصليا» في لبنان، وأن تكون له تداعيات واسعة، رغم أن الإعلان عن أسماء المتورطين في الجريمة ليس سرا، بل بات معروفا، ولكن صدور الحكم يترتب عليه مواقف دولية متوقعة خاصة من جانب الولايات المتحدة وفرنسا، مما يينعكس على الوضع الداخلي يهياكلة وطوائفة السياسية، بحسب المحلل السياسي اللبناني، زهير الماجد.. ومضيفا للغد: هذه التوقعات كانت قبل «الانفجار ـ الكارثة» الذي ضرب بيروت يوم 4 أغسطس/ آب الجاري، وسحب لبنان معه إلى دوامات من المعاناة تستقطب اهتمامات اللبنانيين حاليا والغالبية العظمى منهم تواجه وضعا «شبه مأساوي»، ولذلك سوف يمر يوم صدور حكم المحكمة الدولية دون مفاجآت أو تداعيات مؤثرة.


بينما ترى صحيفة «النهار» اللبنانية، أن أهمية الحكم لا تقف فقط عند حدود الإدانة المرتقبة ما لم تكن هناك مفاجأة كبيرة للمتهمين الأربعة في الجريمة من«حزب الله »، وما سيتركه ذلك من تداعيات عميقة وأكثر أثرا بكثير مما حاول الأمين العام للحزب التقليل منها في كلمته الأخيرة، بل تتمدد هذه الأهمية الى تداعيات توقيت الحكم وتزامنه مع احتدام لحظة داخلية شديدة التأزم عقب الانفجار الزلزال.

 

  • واذا كان «حزب الله» يتعامل وفق لامبالاة ظاهرة مع المحكمة، وبالتالي مع الحكم، منذ اليوم الأول لقيام المحكمة بطابعها الخاص، ويعتبر أنها وجدت لإدانته سلفا، فان الأنظار تتجه الى «لاهاي»  لأسباب عدة:

أولها الكلام الذي سيطلقه الحريري الابن بعد القرارـ حيث يشهد  سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق، جلسة صدور الحكم في لاهاي ـ وعلمت  صحيفة «النهار»، أنه أعد كلمة للمناسبة، مع فريق عمله، وهو سيوجهها مباشرة بعد صدور الحكم، يتوجه فيها إلى المجتمع الدولي، وإلى اللبنانيين عموما، لكنها لا تقود حتما الى خلق فتنة بين اللبنانيين، إذ أن الحريري الابن، وفق قريبين منه، حريص على السلم الأهلي، وخصوصا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان، وبعد الكوارث التي حلت باللبنانيين، وآخرها الانفجار الكارثي في المرفأ، والذي يرقى في حجمه إلى العملية الإرهابية التي أودت بوالده.

ويرى البعض الآخر ان احتمال تصاعد التوتر وارد..بينما يرى المراقبون في لبنان، أن مسألة الامن، والحفاظ على الاستقرار تتقدّم على ما عداها، سواء من أهل «الحريري» وتياره، أو القوى السياسية المعنية لا سيما حزب الله، الذي اتخذ إجراءات لمنع الانجرار إلى أية محاولات في ضوء طبيعة الحكم الذي يصدر وصورته.

 

 ومن جانب آخر، ترى مصادر سياسية، أن على «حزب الله» ملاقاة اولياء الدم (الرئيس الحريري وعائلته وتياره) عند منتصف الطريق، والسعي إلى تسليم المحكوم عليهم إلى العدالة.

 

وتلفت صحيفة اللواء اللبنانية، الانتباه إلى أن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان فور سماع حكم المحكمة اليوم: لو إنحصر التحقيق في إغتيال رفيق الحريري، بالقضاء اللبناني، هل كانت عُرِفت وقائع الجريمة، وتم التوصل إلى الإمساك بطرف الخيط وتحديد إسماء الفاعلين والمتهمين؟

وتشير الصحيفة إلى جرائم كبرى من حجم: إخفاء الإمام الصدر، نسف المفتي حسن خالد، تصفية العلامة الشيخ صبحي الصالح، إسقاط طائرة الرئيس رشيد كرامي، إغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل، تفجير موكب الرئيس رينيه معوض، وغيرهم العشرات، تم إحالتها إلى المجلس العدلي، أعلى سلطة قضائية في لبنان، ولكن بقيت كلها مجهولة النتائج، ولم يتم التوصل إلى كشف المخططين والفاعلين والمتورطين معهم.

وهكذا، يبدو أن هناك ثلاثة مسائل محسومة سلفاً، وقبل صدور الحكم «النهائيّ» عن المحكمة مساءً:

  • أولهما مضمون الحكم نفسه، والذي يستبعد العارفون أن يحمل أيّ «مفاجآتٍ نوعيّة» تُذكَر، باعتبار أنّ أسماء المتهَمين المحسوبين بمجملهم على «حزب الله» معروفة، تماماً كالاتهامات الموجَّهة إليهم، والتي لن يخرج الحكم النهائيّ عن «جوهرها»، رغم كلّ «الاجتهادات».
  • أما الأمر المحسوم الثاني، بحسب «لبنان 24»، فهو موقف «حزب الله» الذي يتعاطى منذ سنواتٍ طويلة مع المحكمة كأنّها ليست موجودة من الأساس.
  • الأمر الثالث، وبين هذا وذاك، تتركّز الأنظار على مكانٍ آخر، يرجَّح أن يخطف الأضواء من كلّ ما سبق، وهو موقف رئيس الحكومة السابق، الموجود فيلحضور جلسة النطق بالحكم، والذي يتسلّح بـ «الصمت المطبق» بانتظار صدور الحكم مساءً، ليُطلق موقفه أمام الصحافيين بناءً عليه، وهو موقف يُرجَّح أن تمتزج فيه الحسابات السياسيّة، في ضوء الاستحقاقات الداخلية الداهمة، مع المشاعر العاطفيّة والوجدانيّة، رغم “صعوبة” مثل هذا “الخليط”.

ويؤكد المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري، باسم الشاب، أن الحكم سيكون له تداعيات..وقال «أنا لا أتوقع اضطرابات في الشوارع، اعتقد ان الرئيس الحريري حكيم بما يكفي لضمان الا يتحوّل الأمر إلى مسألة طائفية».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]