بعد عاصفة القدس..أمريكا تسطو على «حائط البراق»

في خطوة استفزازية جديدة للعالمين العربي والإسلامي، واصلت الإدارة الأمريكية، عدوانها على الحقوق الفلسطينية المغتصبة، وتحديا صارخا للشرعية الدولية، ولجقائق وشواهد التاريخ، باعتبار ملكية «حائط البراق» لدولة الاحتلال !! ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية، أمس الجمعة، عن مسئول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبيل جولة يقوم بها نائب الرئيس مايك ينس إلى منطقة الشرق الأوسط: إن الولايات المتحدة تري الحائط الغربي ( حائط البراق) كجزء من إسرائيل في إطار اتفاق سلام نهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. وأضاف المسئول الأمريكي للصحفيين : «لا نستطيع أن نتصور أي موقف لن يكون فيه الحائط الغربي «حائط المبكى» جزءا من إسرائيل!!

 

 

 

 

 

 

مزاعم «المبكى» .. في المسألة اليهودية

والفصول الأولى لقصة «أكذوبة حائط المبكى»، كانت تقريبا مع بداية الحكم العثماني لفلسطين، حين استغل اليهود تسامح المسلمين وكشفوا عن نواياهم بالاستيلاء على المقدسات الإسلامية ، وبدأت تحركاتهم لخلق أكذوبة حائط المبكى ( حائط البراق )، وترجع أهمية هذا الحائط بالنسبة للمسلمين إلى أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربط عنده «البراق» الذي أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ( والبراق هو اسمٌ للدابة التي ركبها رسول الله ليلة أُسرِي به إلى المسجد الأقصى، ومنها عرج إلى السماء السابعة، وقد اشتُقّ اسم البراق من البرق لسرعته، وقيل سُمّي بذلك لشدّة صفائه ووضوح ألوانه وتلألئها) .

 

 

ويزعم اليهود أن الحائط يمثل جزءا من جبل الهيكل «معبدهم القديم» يبكون عنده حزنا على تدمير الهيكل .. وتتعارض المزاعم الإسرائيلية بشكل لا يدع مجالا للشك مع جميع الأسانيد التاريخية والدينية والقانونية التي تؤكد أحقية المسلمين في حائط البراق، وأن فكرة حائط المبكى لم تظهر عند اليهود قبل القرن الـ 16 الميلادي، عندما طردتهم الدولة الإسبانية وسمحت لهم الدولة العثمانية بالإقامة في الأراضى التابعة لها، وبدأ تحول في سياق المزاعم اليهودية المتعلقة بالقدس الشريف عام 1520

 

 

 

 

 

نقل «البكاء» من جبل الزيتون إلى حائط البراق

وبعد سنوات من الفتح العثماني لفلسطين أصبح حائط البراق جزءا من التقاليد اليهودية الجديدة، وصار جزءا مقدسا منها، وقد تحول إلى حائط لبكاء اليهود عنده .. وقبل ذلك كان اليهود يتجمعون للصلاة و«يبكون» عند جبل الزيتون وبوابات الحرم حتى أصدر السلطان «سليمان القانوني» فرمانا يسمح بوجود بمكان لليهود للصلاة فيه عند الحائط الغربي .

 

 

وكان تسامح العثمانيون مع اليهود هو السبب وراء المطامع في حائط البراق واختراع الأكذوبة المتعلقة به .. وتؤكد الموسوعة اليهودية أن المصادر المتعددة التي تتحدث عن اليهود خلال العصور السابقة للقرن الـ 16 الميلادي لم تذكر شيئا عن تقديس اليهود للحائط الغربي أو حائط البراق، وأن التجمع اليهودي للعبادة كان يجري في جبل الزيتون، وأن المعبد اليهودي الكبير كان مبنيا في محازاة الحائط الغربي .. ولم يشر «ناحي نديس» الذي وضع تصورا مفصلا للهيكل وموقعه عام 1267، إلى حائط البراق .. لم تتضمن تصوراته عن مزاعم «الهيكل» أية إشارة أو تلميحا لحائط البراق !!

 

 

 

 

تسامح الحكم العثماني الإسلامي وراء مزاعم اليهود

وورد في وثائق «كارين أرمسترونغ» (المستشرقة والباحثة الأكاديمية البريطانية، والمتخصصة في علم الدين المقارن) أن السلطان سليمان القانوني رأى في منامه الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمره بالدفاع عن المدينة المقدسة وقبة الصخرة كعبة الأنبياء، فأمر السلطان «سليمان» بإقامة أسوار المدينة التي استغرق بناؤها عشرون عاما وتكلفت أموالا باهظة، ويبلغ طول الحائط الذي مازال قائما ثلاثة أميال وارتفاعه أربعون قدما، وكان الحائط يحمي المدينة المقدسة، وبه أربعة وثلاثين برجا وسبع بوابات، وصمم المهندس «سنان باشا» بوابة دمشق الرئيسية التي أطلق عليها ـ وقتئذ ـ بوابة سليمان ، وبعد أن تم الانتهاء من بناء السور عام 1541 وأصبحت المدينة محصنة، طلب السلطان سليمان من رعاياه الإقامة بها وخاصة اللاجئين اليهود والذين استقروا في أراض الإمبراطورية العثمانية بعد طردهم من إسبانيا المسيحية عام 1492م، ويعتبر ذلك التاريخ هو بداية هجرة اليهود إلى أرض فلسطين .

 

 

 

 

عصبة الأمم ومحكمة العدل الدولية تقران بملكية المسلمين لحائط البراق

وحاول اليهود خلال الفترة الأخيرة من الحكم العثماني شراء الحائط ولكنهم فشلوا فلجأوا إلى العنف في ظل الانتداب البريطاني على فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى عام 1929 وانتفض الشعب الفلسطيني للدفاع عنه، ونشبت معارك عنيفة بين الطرفين كادت تتحول إلى ثورة عربية شاملة في فلسطين مما دعا الحكومة البريطانية إلى التقدم لعصبة الأمم عام 1930 بتشكيل لجنة للتحقيق مع اشتراك محكمة العدل الدولية، وانتقلت اللجنة إلى القدس في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر/ كانون الأول من نفس العام ، واستمعت إلى شهود جميع الأطراف، وحققت في المستندات والوثائق، ثم أصدرت قراراها في مطلع عام 1931 وأكدت اللجنة أن المسلمين سمحوا لليهود بمزاولة شعائرهم الدينية عند الحائط على سبيل التسامح.

 

 

 

 

حقائق موثقة تاريخيا وعمرانيا

وطلبت اللجنة من اليهود مراعاة القيود والاشتراطات التي وضعتها السلطات الإسلامية عند ممارسة اليهود لشعائرهم، وهي الشروط التي سبق وأن وضعتها السلطات البريطانية في الكتاب الأبيض الذي أصدرته عام 1928 ومنها: عدم إحضار اليهود أية ستائر أو مقاعد أو آرائك أمام الحائط ، ويسمح لهم فقط بجلب كتب الصلاة اليدوية .. وكانت لجنة التحقيق قد أولت إهتماما كبيرا بالحقائق الموثقة تاريخيا وعمرانيا، وتؤكد بأن الحائط هو حائط «سليمان العثماني» لا «سليمان الحكيم»، كما أن مواد بنائه وطريقة إنشائه ترجع إلى العصر العثماني، بينما مواد البناء وطرق الإنشاء في عصر «سليمان الحكيم» تختلف تماما عنها في العصر العثماني الحديث ، وهي المواصفات التي أقام بها المهندس «سنان العثماني» سور القدس وحائط البراق جزء منه ، وليس جزءا من حائط هيكل سليمان الذي يبحثون عنه.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]