بعد عام كامل من الفراغ.. حكومة جديدة في لبنان
بكى رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، الجمعة، خلال أول مؤتمر صحفي له عقب الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، بعد عام كامل من الفراغ الحكومي.
وقال ميقاتي، إن “دمعتي من القلب، واليوم يكفينا جدل ثلث وثلثين، رجاء دعوا السياسة على جنب، نحن بدنا نشتغل”.
وأعلن الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني، محمود مكّية، الجمعة، تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة نجيب ميقاتي.
وضع صعب
وبدا ميقاتي متأثرا خلال تعليقه على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، داعيا إلى التضامن وتجنب الجدال لتجاوز المشكلات.
وعقب توقيع مرسوم تشكيل الحكومة، قال ميقاتي، إن الوضع في لبنان صعب بشكل كبير، وتعهد بالعمل من اللحظة الأولى على تأمين أساسيات الحياة للشعب اللبناني، مضيفا أن لبنان بحاجة إلى العالم العربي، مشددا على انه لن يدع أي فرصة لدق أبوابه.
وشدد ميقاتي على أن هناك خطة ستعمل عليها الحكومة في أسرع وقت لإنقاذ البلد وإعادة ازدهاره.
أفضل ما في الإمكان
من جهته، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن الحكومة التي أعلن عنها هي أفضل ما أمكن التوصل إليه.
وعقب توقيع مرسوم تشكيل الحكومة، قال عون، إنه سيتم العمل على حل المشكلات الأساسية، مشيرا إلى ما وصفه بميراث من الأزمات نتيجة الحكم السيئ منذ ثلاثين عاما على حد قوله.
ترحيب عربي ودولي
وفي السياق، رحب الاتحاد الأوروبي، الجمعة، بالإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، واعتبر أنها مفتاح معالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان.
وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، “نرحب بتوقيع الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي على مرسوم تشكيل الحكومة في لبنان”.
وأضاف بوريل، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، “أن هذه الخطوة هي المفتاح لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية في لبنان”، مؤكدا أن “هذه الخطوة تسهل تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها والتحضير للانتخابات عام 2022”.
كما رحب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعة، بتشكيل حكومة جديدة في لبنان.
وقال ماكرون، إن من الضروري أن يلتزم الساسة اللبنانيون بالتعهدات الضرورية لإجراء الإصلاحات الكبرى.
وكذلك رحبت جامعة الدول العربية، الجمعة، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد حالة الانسداد السياسي، التي امتدت ما يزيد عن ثلاثة عشر شهرا.
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الجمعة، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة، إن آمال اللبنانيين معقودة على تشكيل تلك الحكومة والخطوات الإصلاحية التي ستتخذها ضمن صلاحياتها الدستورية، بما يسهم في تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يواجهها الشعب.
وأشار المصدر إلى أن الجامعة العربية مستمرة في مواكبة ودعم لبنان في جميع استحقاقاته، للخروج من الوضع الصعب الحالي إلى وضع أكثر استقراراً يستعيد فيه لبنان عافيته وتوازنه.
كما رحبت مصر، الجمعة، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، برئاسة نجيب ميقاتي.
وثمنت وزارة الخارجية المصرية هذه الخطوة الهامة على صعيد إعلاء المصلحة العليا للبنان بما يحقق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق نحو إنهاء الأزمة الممتدة في البلاد.
تحديات كبيرة جدا
وفي السياق، عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر، وليد الأشقر، إن المشكلة التي كانت تقف حائل أمام تشكيل الحكومة ذللت، وتم التوافق على التشكيلة الحكومية.
وأضاف الأشقر، خلال مشاركته عبر النشرة الإخبارية على شاشة الغد، أن المباركة الأساسية ليست بتشكيل الحكومة، ولكن فيما ستنتجه بدءا من البرنامج، الذي من أساسه ستحصل على الثقة من عدمها في المجلس النيابي.
وأوضح الأشقر، أن الحكومة أمامها تحديات كبيرة جدا، ولكن نأمل أن يكون هناك فريق عمل ينتشل البلاد من الحالة المتردية التي يعيشها منذ فترة، لافتا أن الشعب اللبناني يعاني من قرار رفع الدعم عن المحروقات.
وعن نيل الثقة، أكد الأشقر أن التيار الوطني الحر لن يعطي الثقة لأي حكومة بدون النظر إلى برنامجها، موضحا أن الإصلاحات الاقتصادية شرط أساسي لنيل الثقة.
موافقة جماعية
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة سفير الشمال، غسان ريفي، إن لبنان تراجع كثيرا للوراء، بسبب أزمات عديدة كان منها عدم تشكيل الحكومة، موضحا أن اللبنانيين بدأو يشعرون أن هناك أمل في هذا البلد.
وأضاف ريفي، أنه لا يمكن لبلد أن يواجه الصعوبات من دون حكومة، مشيرا إلى أن كل ما يثار ضد الحكومة ليس له لزوم على الإطلاق الآن، مؤكدا أن هناك موافقة جماعية (سلطة تنفيذية ورئاسية وحكومية) على هذه الحكومة.
كما أوضح ريفي أيضا، أن الحكومة الجديدة بقيادة ميقاتي ستعمل على وقف الانهيار، خاصة وأن لديها 3 أهداف أساسية أولها وقف الانهيار وتوفير الوقود، وتسيير العام الدراسي، بالإضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية العاجلة لنيل ثقة المجتمع الدولي.
لا خيارات بديلة
وفي سياق متصل، يرى مدير مركز الاستشراف الإقليمي للمعلومات، عباس ضاهر، أن ريس الحكومة نجيب ميقاتي اعترف بالواقع الصعب في لبنان لذلك المعطيالت تؤكد أن الوضع الاقتصادي في لبنان سيحتاج إلى سنوات للعودة إلى سابق عهده.
وأضاف ضاهر، أنه لا يوجد خيارات بديلة إلى إعطاء هذه الحكومة فرصتها، وأن اللبنانيين سيقيمون أداء وعمل الحكومة قبل الانتخابات النيابية، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة عازم على وضع حد للانهيار.
كما أوضح ضاهر، أن “كل من درس الواقع في لبنان قالوا إن لبنان سيحتاج إلى سنوات لمواجهة الانهيار الذي حصل مؤخرا”.
مهمة محددة
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد أصفهاني، إن هذه الحكومة لن تكون حكومة انتخابات، لأن القوى السياسية تريد حكومة بأي شكل للتفاوض مع المجتمع الدولي ووقف الانهيار الحاصل في لبنان.
ويرى أصفهاني، أن هذه الحكومة لها مهمة محددة، وهي وقف الانهيار الحاص فقط لا غير، متوقعا أن تكون هناك حكومة جديدة حينما نقترب من موعد الانتخابات.
جدير بالذكر أن رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة نجيب ميقاتي هو ثالث رئيس وزراء مكلف يحاول تشكيل حكومة منذ استقالة حكومة حسان دياب قبل أكثر من عام بعد انفجار مرفأ بيروت وسط أزمة اقتصادية متفاقمة.
وتم تكليف ميقاتي بعد اعتذار سعد الحريري، الذي شغل من قبل منصب رئيس الوزراء، عن مواصلة محاولات تشكيل الحكومة. وتبادل الحريري وعون الاتهامات بشأن سبب الإخفاق.
توجيه الشكر لحسان دياب
وتلقى رئيس حكومة تسيير الأعمال، حسان دياب، الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس ميشال، عون شكره فيه على التعاون في المرحلة الماضية.
كما تلقى الرئيس دياب اتصالاً من دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للتنويه بالجهد الذي بذله، وقد تمنى له الرئيس دياب التوفيق.
وأصدر دياب بيانا هنأ فيه اللبنانيين بتشكيل الحكومة الجديدة، وتمنى لها النجاح في المهمة التي ستتصدى لها.
وتمنى دياب لميقاتي التوفيق في مهمته الصعبة لوضع لبنان على سكة الإنقاذ، خصوصاً أن الأزمة عميقة جداً وتحتاج إلى تضافر جهود كل المخلصين.
الحريري يهنئ
من جانبه، هنأ رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، الجمعة، رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة نجيب ميقاتي.
وكتب الحريري على صفحته الرسمية على فيسبوك، “كل الدعم للرئيس نجيب ميقاتي في المُهمّة الحيوية لوقف الانهيار وإطلاق الإصلاحات”.
وقال: “أخيرا وبعد 12 شهرا من الفراغ، بات لبلدنا حكومة، كل الدعم لدولة الرئيس ميقاتي في المهمة الحيوية لوقف الانهيار وإطلاق الإصلاحات”.
محطات أزمة الحكومة اللبنانية
10 أغسطس 2020.. استقالة رئيس الوزراء حسان دياب بعد أيام قليلة من انفجار مرفأ بيروت .
22 اكتوبر 2020.. تكليف رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة
2 ديسمبر 2020.. ماكرون يؤكد ضرورة تشكيل الحكومة خلال مؤتمر لتقديم المساعدات للبنان.
4 ديسمبر 2020.. إعلان عن تقديم 2.5 مليار دولار لإعادة إعمار لبنان من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.
10 ديسمبر 2020.. توجيه الاتهام لحسان دياب و3 وزراء سابقين في قضية انفجار المرفأ .
15 يوليو 2021.. أعلن سعد الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
26 يوليو 2021.. كلف الرئيس ميشال عون نجيب ميقاتي بمهمة تشكيل حكومة.
أسماء وزراء الحكومة الجديدة
نجيب ميقاتي.. رئيسا للحكومة
سعادة الشامي.. نائبا لرئيس الحكومة
عبد الله بو حبيب.. وزيرا للخارجية والمغتربين
عباس حلبي.. وزيرا للتربية والتعليم العالي
جورج قرداحي.. وزيرا للإعلام،
هنري خوري.. وزيرا للعدل
جورج كلاس.. وزيرا للشباب والرياضة
العميد موريس سليم.. وزيرا للدفاع
عصام شرف الدين شهيب.. وزيرا للمهجرين
يوسف خليل.. وزيرا للمالية
نجلا رياشي.. وزيرة للدولة لشؤون التنمية الإدارية
هيكتور الحجار.. وزيرا للشؤون الاجتماعية
كورك المعروف بجورج بوجيكان.. وزيرا للصناعة
جوني قرم.. وزيرا للاتصالات
وليد نصار.. وزيرا السياحة
بسام مولوي.. وزيرا للداخلية والبلديات
فراس الأبيض.. وزيرا للصحة العامة
وليد فياض.. وزيرا للطاقة والمياه
محمد وسام مرتضى.. وزيرا للثقافة
ناصر ياسين.. وزيرا للبيئة
مصطفى بيرم ..وزيرا للعمل
عباس الحاج حسن.. وزيرا للزراعة
علي حمية.. وزيرا للأشغال العامة والنقل
أمين سلام.. وزيرا للاقتصاد والتجارة.
