بعد عملية القدس.. هل تتصاعد الأحداث بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟
يجتمع المجلس الوزاري السياسي الأمني لدولة الاحتلال (الكابينت)، مساء اليوم السبت، لمناقشة تطورات الأوضاع الأمنية.
تأتي هذه الجلسة، بعد عملية القدس التي أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين، وإصابة آخرين، مساء أمس، بمستوطنة «نافيه يعكوف» قرب بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة، فيما استشهد خيري علقم صاحب الـ21 عاما، من سكان الطور بمدينة القدس المحتلة، منفذ العملية التي جاءت بعد يوم واحد من مجزرة جنين التي ارتكبها الاحتلال وأدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن التشكيلة الجديدة للكابينت لا يوجد فيها الكثير من ذوي الخبرة، وهي تتألف بشكل أساسي من وزراء ذوي آراء قومية متشددة، بإمكانهم الدفع نحو إجراءات جذرية، وبدلا من تهدئة المنطقة، ستؤجج النيران أكثر.
واستمرارا للتقييم الأمني، أعلن مفوض شرطة الاحتلال، يعكوف شبتاي، اليوم السبت، عن حالة تأهب قصوى.
بدورها، قالت القناة 13 الإسرائيلية، إن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي أصدر قرارًا بتعزيز قوات الجيش في الضفة الغربية وعلى امتداد خط التماس، وطلب من قيادة جيش الاحتلال في الضفة الغربية بالاستعداد لسيناريوهات التصعيد.
تصعيد متفجر
وتعقيبا على جلسة (الكابينت)، قال المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي: «لم أستبعد أن يتخذ الكابنيت في جلسته اليوم قرارات تتعلق بفرض عقوبات على حركة حماس بغزة في حال ثبت علاقتها بالعملية التي وقعت في القدس المحتلة أمس».
أما المحلل السياسي لصحيفة إسرائيل اليوم يؤآف ليمور فقال: «إن عملية القدس هي من نوع العمليات التي تغير من الواقع، وذلك ليس فقط بسبب أنها أسفرت عن عدد كبير من القتلى الإسرائيليين أو لأنها وقعت في كنيس يهودي عشية يوم السبت، وإنما لكونها تشير إلى حقيقة أن الساحة الفلسطينية تشهد اتجاها تصعيديا انفجاريا بشكل خاص».
وأوضحت الصحيفة أن عملية القدس من نوع العمليات التي تغير من الواقع، وقد تشكل مصدر إلهام لأشخاص قد ينفذون عمليات أخرى خلال الفترة المقبلة بالقدس والضفة الغربية.
وفي إسرائيل، هناك تساؤل يطرح حول المهارة التي أظهرها منفذ العملية في استخدام السلاح، إذ ذكرت القناة 14 العبرية أن «هناك قلق لدى الاحتلال من النجاعة العالية التي أظهرها منفذ عملية القدس باستخدامه للسلاح وقدرته على إيقاع هذه الكم من الخسائر به».
كما قال موقع واللا العبري: «إن مسؤولين أمنيين يحققون في مهارة استخدام السلاح التي أظهرها المنفذ، وهناك شكوك أنه قد تلقى تدريبًا على السلاح ولذلك يجري البحث في إمكانية تلقيه مساعدة أو مشاركة نواياه مع آخرين، وأن هناك تحقيقا شاملا في العملية».
جولة قتال عقيمة ضد غزة
وحول المعضلات المتوقعة التي ستواجه حكومة نتنياهو، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية للاحتلال (أمان) تأمير هيمان: «الهجوم الذي وقع في القدس خطير لكن إحدى المعضلات المتوقعة والتي ستواجه حكومة نتنياهو هي ما إذا كان يجب الرد على حماس في غزة أو مواصلة الجهود العملياتية في الضفة الغربية».
وأضاف هيمان: «أعتقد أنه سيكون هناك شك في ما إذا كان ستتحرك المؤسسة الأمنية ضد حماس في قطاع غزة، فالهجوم صعب، والدم يغلي، وصور الاحتفالات والرقص على الدم لن تساعد في اتخاذ قرار مدروس، كما ستشجع احتمالية اتخاذ الحكومة اليمينية رد فعل عنيف وغير متوازن، لكن يجب تركيز جهودنا الاستخباراتية في القدس والضفة، وعدم الشروع بجولة قتال عقيمة ضد غزة».
وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الليلة الماضية، إنه «بعد الاجتماع مع الأجهزة الأمنية اتخذنا قرارات فورية عقب العملية، إذ سنعرضها للمصادقة عليها في جلسة الكابينيت السبت».
رد طبيعي على جرائم الاحتلال
فلسطينيا، رأت حركة حماس، أن عملية القدس هي ردّ طبيعي على مجزرة جنين، وردّ على تدنيس المسجد الأقصى المبارك، والجرائم والاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني، وهي رسالة من نار لحكومة الاحتلال بأنّ إرادة شعبنا لا تُكسر، وعزيمته لا تلين، ومقاومته تشتد رغم الألم والتضحيات.
وقالت حركة فتح إن «شعبنا الفلسطيني ليس عاجزا، وانفجار الأوضاع كان نتيجة حتمية لجرائم الاحتلال المتصاعدة، وقد حذرنا من ذلك مرارا، لكن منظومة الأمن والقانون الدولي لم تستجب لنداءات وقف العدوان ووضع حد لسفك الدم الفلسطيني».
