بعد فشل «مبادرات التسوية».. هل وصلت الأزمة السودانية إلى طريق مسدود؟

رغم مرور قرابة أربعة أشهر على الحرب في السودان بين قوات الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو الشهير بحميدتي، فإن الاشتباكات بين الأطراف المتصارعة لم تتوقف لحظة.

وأمس الجمعة، قالت مصادر حكومية، إن البرهان يعتزم مغادرة السودان لإجراء محادثات في دول الجوار بعد زيارة قواعد للجيش وبورتسودان، في محاولة لحسم المعركة وإنهاء الصراع الدائر، إلا أن مراقبين يرون أن هذه المحادثات لن تؤتي ثمارها، خاصة أنه منذ اندلاع الحرب في 15 إبريل الماضي، وتتولى المبادرات الدولية لحل الأزمة، وتتعدد الوساطات والنتيجة صفر!

 

وساطة مصرية جنوب سودانية

في 16 إبريل الماضي، وفور اندلاع الحرب في السودان، عرضت مصر وجنوب السودان، الوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وناشدت الرئاسة المصرية، الأطراف السودانية «تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي»، وذلك خلال اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس جنوب السودان سلفا كير، إلا أن هذه الجهود المصرية لم تنجح حتى الآن في إحداث أي تهدئة بين الطرفين المتصارعين.

 

قمة مصرية لدول الجوار

في 13 يوليو الماضي، استضافت مصر مؤتمر دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.

وجاءت هذه القمة المصرية، حرصًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل، إلا أن هذه القمة لم تنجح في تحقيق الأهداف المنشودة حتى الآن.

وساطة إثيوبية

في 15 يونيو الماضي، أعلنت إثيوبيا عن مبادرة وساطة تعرض فيها استضافة لقاء بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، في العاصمة أديس أبابا.
وقالت الخارجية الإثيوبية، إن الهيئة الحكومية للتنمية «إيجاد» كلفتها بلعب دور للوساطة بين طرفي الصراع في السودان.

وبالفعل استضافت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أعمال قمة تضم 4 رؤساء من دول منظمة إيجاد الإفريقية لبحث الصراع في السودان.

وأصدرت منظمة إيجاد، التي تقود اللجنة الرباعية للوساطة في السودان بيانها الختامي بشأن الأزمة، أكدت فيه أن مبادرة الدول المشاركة في الوساطة، تهدف إلى دعم مسار وقف إطلاق النار والوصول إلى حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوداني.

 

وحثت «إيجاد» في بيانها الختامي للقمة، طرفي الصراع على وقف فوري لإطلاق نار غير مشروط، مؤكدة أن اجتماع القمة يشارك الأهداف التي يسرتها السعودية والولايات المتحدة للوصول إلى حل سياسي.

وحذر البيان من أن الحرب توسعت، وباتت تتخذ منحى عرقيًّا، وكشفت دول الوساطة عن أنها قررت بذل جهود مكثفة لعقد لقاء مباشر بين أطراف الأزمة السودانية، إلا أن هذا اللقاء لم ير النور حتى الآن.

منظر عام لأديس أبابا – رويترز

 

تعثّر مفاوضات جدة

في 29 يوليو الماضي، أعلن الجيش السوداني، تعثر مفاوضات جدة بالسعودية بسبب خلاف بشأن بعض النقاط الجوهرية، أدت إلى عدم التوصل إلى اتفاق، ما أدى إلى عودة الوفد السوداني إلى الخرطوم.

وقالت وزارة الخارجية السوداني، إن السبب الرئيس في تعثر المفاوضات يعود إلى تعنت قوات الدعم السريع وعدم انصياعها لتنفيذ التزاماتها الموقعة عليها.

وأكدت وزارة الخارجية السودانية، أن وفد الجيش جاهز للعودة إلى مدينة جدة متى ما تمكن الوسيطان السعودي والأميركي، من تذليل العقبات التي عطلت المباحثات.

وقالت الخارجية السودانية، في بيان لها، إنها تثمن عاليًا الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية في رعاية وتسهيل جولات مباحثات جدة وحرصهما على إنجاحها.

 

لماذا تتعثر المفاوضات؟

قال عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية، عبر شاشة الغد، إن الاتفاق على تسوية سياسية مشروط بدمج الدعم السريع في الجيش، حيث ينظر إلى الجيش لهذه القوات على أنها متمردة وخارجة عن النظام العام للبلاد، ويشترط دمجها في الجيش.

وقال ميرغني، إن قوات الدعم السريع تمارس خروقات كبيرة للمبادرات كافة، التي طرحتها الأطراف الخارجية.

 

 

وبحسب دبلوماسيين، فإن كل جانب يعتقد أن بوسعه حسم الحرب لصالحه، ويضع شروطًا صارمة خلال المفاوضات، ما أدى إلى تعثرها حتى الآن.

وقال مصطفى أبو العزائم الكاتب الصحفي والمحلل السياسي في تصريحات له: «توجد الكثير من المبادرات في الساحة للخروج مما نحن فيه الآن من أزمات، ويجد بها الكثير من التوافق، لكنها بحاجة إلى لجنة وطنية تجمع كل هذه المبادرات والتوافق على مبادرة واحدة، جامعة مانعة، يرى فيها الجميع أنفسهم، لأن ذلك هو بداية التوافق والوفاق المنشود، وإن لم يحدث ذلك فإن آمال هذا الشعب ستتبخّر، ولكن ما يحدث العكس المزيد من الشقاق والذي لا يقود إلى المزيد من الأزمات التي بدورها تقود إلى الفراق، محذرًا من خطورة عدم التوافق والوفاق السياسي، التي ستقود إلى مفترق طرق ويؤدي إلى نهاية غير سعيدة، خاصة مع تنامي دعوات الانفصال التي تجد من يغذيها من بعض أدعياء السياسة الذين لايرون في كل المشهد إلا أنفسهم ومصالحهم، دون مراعاة لوحدة الوطن، وبعضهم يريد أن يقاتل من أجل مصالحه دون مراعاة لنتائج الحرب التي تروع الآمنين، وتشرد المستقرين وتدفع بالآلاف إلى المجهول.

وطالب أبو العزائم، السياسين وقادة منظمات المجتمع المدني، وأهل العلم والتعليم، وقيادات المهنيين بضرورة تكثيف الجهود للتوافق قبل فوات الأوان، ورأى ضرورة الدعوة إلى عقد لقاء كبير موسع لا يستثني أحدًا، تتم فيه المدارسة حول كل المبادرات المطروحة، وأن يقدم أصحاب المبادرات أفكارهم وآراءهم بكل حرية، على أن يجري دمج المشترك في كل تلك المبادرات لنخرج بما يرضي الجميع.

أعمدة الدخان تتصاعد في الخرطوم – الصورة AFP

 

وضع كارثي
وفر أكثر من أربعة ملايين شخص من منازلهم، وانهارت الخدمات الأساسية، وأفسح القتال المجال أمام هجمات عرقية تشنها قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها في دارفور.

انتشار العنف الجنسي
أدانت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، انتشار العنف الجنسي المرتبط بالصراع في السودان، والذي قالت وزارة الخارجية الأميركية إن مصادر يعتد بها، منها الضحايا، نسبته إلى قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها.

وقالت الوزارة، في بيان: «التقارير العديدة عن الاغتصاب والاغتصاب الجماعي وأنماط أخرى من العنف القائم على النوع ضد النساء والفتيات في غرب دارفور ومناطق أخرى مثيرة للقلق البالغ. هذه الأعمال الوحشية تسهم في ظهور نمط جديد من العنف العرقي الموجه».

 

أزمة إنسانية
في محاولة لحث أطراف الصراع على المرور قُدمًا نحو تسوية جادة للأزمة، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس، أمس الجمعة، إن هذا الصراع الذي يستشري كالنار في الهشيم، وما خلفه من جوع ومرض ونزوح الآن، البلد بكامله.

وعبّر، في بيان، عن قلقه إزاء انتشار أعمال العنف في ولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم مباشرة، حيث توغلت قوات الدعم السريع، وتعد الولاية سلة الغذاء للبلاد.

وأردف قائلًا: «مئات الآلاف من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد، ويواجهون خطر الموت إذا تركوا بدون علاج». وحذر من أن أمراضًا مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك والإسهال المائي الحاد تنتشر.

وقالت سوزانا بورجيس من منظمة «أطباء بلا حدود» بعد أن عادت إلى جنيف من الحدود التشادية هذا الأسبوع للصحفيين إن اللاجئين لم يتلقوا حصصًا غذائية في أغسطس/ آب، وإن عدم كفاية إمدادات المياه دفع البعض إلى البحث عن المياه الجوفية.

 

دعوات للجهات المانحة

دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان صحفي، الجهات المانحة إلى الإسراع في تقديم المبالغ التي تعهدوا بها للسودان، حيث لم يتلق السودان سوى 26% من أصل 2.6 مليار دولار، الذي توعدت به الجهات المانحة من قبل.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]