بعد فشل محادثات جنيف.. ما السيناريوهات المتاحة أمام الليبيين؟
في السابع عشر من فبراير عام 2011 تغير وجه ليبيا ولم تهدأ من حينها، ومنذ ذلك التاريخ يتحدث الجميع عن بناء دولة مؤسسات بسلطات مستقلة تخضع لدستور يحفظ حقوق الليبيين ولا يهمش أحدا.
و لكن إعلان الأمم المتحدة عن خذلان ملتقى الحوار السياسي للشعب الليبي يكشف تباين أجندات المجتمعين في جنيف وإن دفع كل منهم بحرصه على مصلحة البلاد والعباد.
فهل تنظم الانتخابات الليبية في 24 من ديسمبر.. بالنسبة للبعثة الأممية السؤال ليس مطروحا للنقاش لكن اتهامها من قبل البعض بأن دورها السلبي في جلسات الحوار الأخيرة وتمييع النقاش يضعها هي الأخرى كطرف وليس كحكم في الأزمة الليبية.
وفي هذه المرة غابت الديناميكية التي عملت بها بعثة الأمم المتحدة قبل الوصول إلى خريطة طريق وانتخاب سلطة تنفيذية جديدة، بينما استُحدثت لجان تتقاذف مسؤولية حل المسائل الخلافية بشأن القاعدة الدستورية دون أن تتمكن أي منها حل العقدة الأساسية وهي حسابات الربح والخسارة الضيقة لكثير من الأطراف.
فشل الاتفاق في جنيف كان عنوانه الأبزر استفتاء الدستور أولا أم لاحقا للانتخابات وعلى أساس اي قاعدة دستورية ومن سيكون المستفيد في قلب رياح تغيير قوية في المنطقة، ما بين أفول نجم تيار الإسلام السياسي في دول وتراجعه في أخرى.
لكن رئيس البرلمان الليبي ذكر من اجتمعوا في جنيف أن لليبيا إعلانا دستوريا بمثابة دستور للبلاد إلى حين انتهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات عامة.
وحاول عقيلة صالح قطع الطريق عمن يبحثون عن طريقة لفرض أجندتهم على بقية الليبيين للحفاظ على وضع استمر لسنوات انغمس فيه كثيرون وحققوا من ورائه امتيازات سياسية ومادية بأبعاد داخلية وخارجية.
فما الأوراق المتبقية للبعثة الأممية ومن ورائها واشنطن وغيرها ممن يصرون على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر مسبقا ام تدخل ليبيا في حلقات جديدة من العنف والفوضى الأمنية.
من جانبه أكد عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي من القاهرة دكتور عبد الحميد جبريل، أن الاتجاهات السياسية المتناقضة في ملتقى الحوار الليبي دفعت إلى وقف الانتخابات الليبية.
وأوضح جبريل، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن اجتماع جنيف كان يجب أن يسير نحو الدفع بإجراء الانتخابات في ليبيا وليس العكس.
وأضاف أن إجراء الانتخابات لا يعتمد على وضع الدستور لأن ليبيا تمر بمرحلة انتقالية.
وفي سياق متصل أكد الكاتب الصحفي المختص بالشئون الليبية محمد أبو الفضل ، أن سبب فشل اجتماع جنيف سببه الرئيسي الخلل في تكوين وتشكيل ملتقى الحوار الليبي وهو ما حذرت منه كثير من القوى الإقليمية مثل مصر.
وشدد على أن جماعات المصالح والإخوان مسيطرين على ملتقى الحوار الليبي.
وأوضح أن الأغلبية المسيطرة على ملتقى الحوار الليبي تعمل على تعطيل خارطة الطريق واستمرار الوضع الحالي وذلك لخدمة مصالحهم.ن أنأأب
