بعد فوز بايدن.. ما مصير العقوبات الأمريكية ضد إيران؟
تأرجحت سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران في عهد آخر رئيسين بشكل كبير، فعهد باراك أوباما شهد هدوءا وانفتاحا واتفاقا نوويا بينما استغل دونالد ترامب كل فرصة ممكنة لممارسة الضغوط على طهران.
ويفتح فوز الرئيس المنتخب جو بايدن باب التساؤلات بشأن سياسة واشنطن المقبلة تجاه إيران، هل يسير على خطى أوباما أم يستمر نهج ترامب ولو بحدة أقل، أم يكون لبايدن مقاربة مختلفة عن سابقيه؟
الدكتور أمير الموسوي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران قال إن ترامب منذ أن أتى إلي البيت الأبيض وهو يهدد إيران بالعقوبات المتصاعدة والشاملة أو بالتهديد العسكري.
وأضاف، “جربنا الإدارة الحالية والإدارات السابقة، وأمريكا لا تقوى على القيام بعمل جاد فهي تعلم حجم الفاتورة التي تدفعها، فالشعب الإيراني شعب مقاوم ولديه الكثير من الردود حال التصعيد الأمريكي”.
وتابع أن الرئيس الٍسابق بوش هو أكثر من هدد إيران وقبله كارتر وريجان، ولم يستطيعا فعل شيء، وإذا كان يتردد في وسائل الإعلام عن وجود أزمة اقتصادية في طهران فهذا محله في الإعلام فقط والأزمة الاقتصادية في أمريكا أكبر من الأزمة في إيران، على حد قوله.
وأشار إلى أن إيران وجدت بدائل ونظمت نفسها من الداخل، ورأى أن أهون العقود في العقوبات ضد إيران كانت في عهد ترامب وأصعبها كان في عهد أوباما الذي استطاع أن يحشد العالم ضد طهران بما فيه روسيا والصين اللتان صادقتا على العقوبات.
من جانبه، قال الدكتور خطار أبو دياب أستاذ العلاقات الدولية والسياسية في جامعة باريس إن التاريخ تغير في القترة ما بين 2008 إلى 2020، ولن تكون هناك عودة للوراء، وبداية المشكلات بين إيران وأمريكا بدأت في نهاية عهد أوباما، فالصفقة التي حلم بها أوباما كانت علي حساب المنطقة واستقرارها ومليارات الدولارات التي حولت لإيران تم استخدامها في التوسع الإقليمي ولم تلتزم طهران بكل ما تم الاتفاق عليه.
وتابع: “يوم توقيع الاتفاق النووي نشب خلاف بين فرنسا وأمريكا، باريس طالبت أن يكون برنامج الصواريخ الباليستية ضمن اتفاق البرنامج النووي وأمريكا وقتها سامحت في ذلك، وأوروبا تحاول الآن التنسيق مع بايدن للتفاوض، في مجمل الاتفاق لأن مدته تنتهي 2025.
وأشار إلى أن أوروبا تريد التشدد في منع إيران من الاستمرار والتوسع في بناء برنامج نووي سري مواز للوصول إلي إنتاج قنبلة ذرية، غير أن بايدن لن يتمكن في بدء العمل قبل الربيع المقبل في هذا الملف، كما أن إيران ستكون فيها انتخابات في شهر يونيو المقبل، والجميع بانتظار ما تسفر عنه هذه الانتخابات، ومن ثم من المتوقع أن بايدن وأوروبا وروسيا والصين سيميلون إلى بناء صفقة جديدة مع طهران.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي حسن هاشميان، إنه تم التشاور في البيت الأبيض في اجتماع الخميس الماضي حول الخيار العسكري، وبعض المصادر قالت إن الخيار العسكري ضد إيران ما زال موجودا ولم يتم التخلي عنه من قبل ترامب أو الرئيس القادم لن يتخلي عنه لأنه الوحيد الذي يدفع إيران للتفاوض مع أمريكا.
وتابع: “إيران أساسا كانت تخالف بعض الطروحات وبعض البنود في الاتفاق النووي، فقد كانت تتدخل في شؤون دول المنطقة ولم تتخل عن موضوع الحد من تخصيب اليورانيوم وإدخال أجهزة الطرد المركزي، وما فعله ترامب هو وضعها في زاوية ضيقة، ما تسبب في أزمة اقتصادية لها.
