بعد قرارات تبون الأخيرة.. هل وصلت العلاقات الفرنسية الجزائرية إلى مرحلة القطيعة؟
كشفت وسائل إعلام جزائرية، عن تعليق السلطات الجزائرية كامل اللقاءات والاجتماعات المقررة مع الجانب الفرنسي، وتجميد الاتصالات الدبلوماسية مع باريس.
وكشفت ذات المصادر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمر وزارة الخارجية بعدم الرد على أية اتصالات أو مراسلات من السفارة الفرنسية في الجزائر، أو من الخارجية الفرنسية في باريس، ومن كلّ الهيئات الفرنسية حتى إشعار آخر، على خلفية الأزمة التي أثارتها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحق الجزائر .
وبينما لم تؤكد الرسالة أو تنفي الخبر، يرى المراقبون أن العلاقات الثنائية، لابد لها أن تعود وفق الاحترام المتبادل بين البلدين.
وقال عبد الوهاب بن زعيم، عضو مجلس الأمة، إن أي رد جزائري سيكون مدروسا بعناية، وبالتشاور بين السلطات العليا في البلاد، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، وبتنسيق مع المؤسسات السيادية والطبقة السياسية، خاصة فيما يتعلق بتجريم الاستعمار.
وتدهورت العلاقات الجزائرية الفرنسية بسبب تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أساء فيها إلى تاريخ الجزائر وأمتها، حيث استدعي سفير الجزائر بفرنسا عنتر داود منذ أكتوبر الماضي، كما أغلقت الأجواء الجزائرية أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، في أزمة وصفها الرئيس تبون، بالأخطر منذ 15 عاما.
ويرى مراقبون أن العلاقات الجزائرية الفرنسية ستعود يوما إلى سابق، بحكم التاريخ المشترك والجالية الجزائرية الكبيرة في فرنسا، لكن ذلك مجمد إلى أجل غير مسمى، في ظل الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين الجزائر وباريس.
ويرى ناصر زهير، رئيس قسم العلاقات الدولية بمركز جنيف للدراسات الدبلوماسية، عبر برنامج حصة مغاربية، أن هناك نوع من التشدد في الدبلوماسية الجزائرية خلال تعاملها مع الجانب الفرنسي في الفترة الأخيرة.
وقال زهير، إن هناك حسابات داخلية داخل كل دولة، فيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، مشيرا إلى ماكرون بادر بالاتصال بنظيره الجزائري، وحاول التقرب، إلا أن السياسات الجزائرية اتسمت بالتشدد.
وأشار زهير، إلى أن ماكرون حاول الاعتذار بشكل غير رسمي خشية تعرضه للانتقادات من قبل اليمين المتطرف، معتبرا أن هذا التوتر في العلاقات سيستمر حتى إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال الدكتور فريد بن يحيى، أستاذ العلاقات الدولية، عبر برنامج حصة مغاربية، أن العلاقات متوترة بين الجانبين، بسبب تصريحات ماكرون المسيئة للشعب الجزائري وللقيادة الجزائرية، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما.
واعتبر بن يحيى، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يتعامل مع الجزائر بحذر شديد، حتى لا يتعرض لهجوم في الداخل الفرنسي من قبل متشددين وعلى رأسهم اليمين المتطرف.
