بعد قرارات قطع العلاقات.. خبراء: قطر في خطر
أثارت القرارت التي صدرت في الساعات الأولي من صباح اليوم، الإثنين، من قبل بعض الدول العربية، بشأن قطع العلاقات مع دولة قطر، العديد من التساؤلات، وسط تكهنات بما قد يترتب على ذلك من آثار سلبية قد تحيط بقطر، خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي أكده عدد من الخبراء بأن قطر باتت بعد ذلك القرارت في خطر.
من جانبة، قال الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الممارسات القطرية باتت تؤكد بشكل أو بآخر أنها صارت في المنطقة العربية مثل الزائدة الدودية، لا بد من استئصالها والقضاء عليها وبترها.
وأكد اللاوندي، في تصريح لـ«الغد»، أن السعودية بما أنها أكبر دول مجلس التعاون الخليجي، تولت هذا الأمر نظرا لما تقوم به قطر من احتضان لجماعات وشخصيات نبذها العالم وليست الدول العربية فقط، لاسيما أنها توجه آلتها الإعلامية، المسموعة منها والمقروءة، ضد مصر والدول العربية، وتحاول تأليب الشعب المصري على النظام، في الوقت الذي تجاهر فيها بالصداقة مع دولة إسرائيل، العدو الكلاسيكي لدى العالم العربي والإسلامي بأثره.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في تصريحاته، أن ما ذكر من قيام قطر بالسماح لعرض فيلم يسيء لشخص العاهل السعودي، في الوقت الذي يتمتع فيه العاهل السعودي بشعبية كبيرة في الوطن العربي، وفي الخليج على وجه الخصوص، يشير إلى أن قطر تجاوزت الحدود، ووضعت نفسها في حالة من العزلة، ويصدق على المير تميم قول القائل “رجل شنق نفسه”، لكونه قام بلف الحبل على عنقه.
الخبير السياسي أكد على أن قطر باتت في خطر، بعد قرار بعض الدول العربية، ومنها مصر، قطع العلاقات معها، وهو بالتأكيد سوف يؤثر على الحالة الاقتصادية في البلاد، وقد أدي ذلك إلى انهيار في البورصة القطرية، و المعاملات التجارية، خصوصا أن قطر تعتمد على المنتجات السعودية بشكل كبير، وقد أعادت قطر نفسها إلى العصور الوسطى، ولن يجدي معها قواعد عسكرية أمريكية ولن ينفعها أحد.
اللاوندي قال إن مثل هذه القرارات قد تؤثر على مستقبل تميم في الحكم، مشيرا إلي أن للأمير أخا غير شقيق يسعى لحكم قطر، وقد يؤدي ذلك إلى حالة من القلاقل في البلاد وسوف تكون مرشحة للتصعيد في الفترة المقبلة.
بدوره، قال الباحث المتخصص في الشأن العربي، محمود غريب، إن قرارات قطع العلاقات مع قطر يحمل نتائج سلبية على أطراف عدة، فبينما ترتبط الدوحة بعواصم الخليج باستثمارات هائلة إذ أن الإمارات والسعودية تسهمان بنحو 82% من التبادل التجاري بين قطر والدول الخليجية، كما تستثمر قطر حوالي 18 مليار دولار في مصر، وهو ما يعني أن حجم الخسائر التي ستتكبدها قطر وأيضًا بعض الدول العربية لن يكون قليلا، وفي النهاية ما يحدث ربما يرشح لمزيد من التفتيت لصالح دول غربية تستفيد جيدا من تشرذم العرب، أو ربما نستطيع تسمية ما يحدث خطوات نحو “بريكست عربي” مرتقب.
وأضاف غريب، في تصريح لـ«الغد»، أن هذه القرارت لها تأثير سلبي على المستويات السياسية والأمنية لدى قطر، يضاف إلى التخوف الأمني والواقع الاقتصادي المرشح للتوتر، فإن التأثيرات السلبية على المستوى الاجتماعي سيكون عميقًا بالنظر إلى حجم العمالة المتواجد في قطر حاليًا من كافة الدول خاصة مصر، لاسيما أن الفترة الحالية تشهد حجم عمالة أجنبية غير مسبوق في قطر لتنفيذ استعدادات كأس العالم، ما يضع غموضًا حول مستقبل هذه العمالة، قبل أن يضع غموضًا آخر أمام مستقبل إقامة البطولة في قطر، وسط العراقيل التي ستواجه الدوحة في عمليات الإنشاء المتبقية وسط الحصار المفروض عليها.
