بعد أن تحدّى الكاتالونيين الدولة الإسبانية، وشاركوا في استفتاء حول استقلال إقليمهم، وسط توتر ومواجهات خلّفت عشرات الجرحى. وسرعان ما تحوّلت العملية إلى صراع إرادات بين الجانبين ( مدريد وبرشلونة ) ..خيمت هواجس القلق على القارة العجوز (أوروبا) من تصاعد موجة الانفصال العرقي، مما يهدد دول القارة بالتفكك.
الدول الاوروبية تتابع بقلق تطورات الأزمة في «كتالونيا» وتتجنب التعليق عليها، إذ أن معظمها يعاني من حركات انفصالية متجذرة، من اسكتلندا الى كورسيكا، ولومبارديا، وفالونيا.. فيما اكتفى الاتحاد الأوروبي باعلان استعداده للتوسط استجابة لطلب من الحكومة المركزية.
8 أقاليم ومناطق أوروبية تسعى إلى «الاستقلال»
ولم يعد إقليم كتالونيا الاسباني، الإقليم الوحيد في أوروبا الذي يسعى للانفصال عن البلاد، فهناك عدد من الأقاليم موزعة في أوروبا، تنشط فيها الحركات والاحزاب الانفصالية، وإن بدرجات متفاوتة.
إقليم الباسك
من أهم تلك الأقاليم، الباسك، ويقع شمالي اسبانيا، وقد سقط مئات القتلى على مدار 40 عاما من العنف الذي تسببت فيه حركة «هيري باتاسون» الانفصالية، لكنها أعلنت حل نفسها عام 2013، بيد أن النزعة الانفصالية مازالت مستمرة في الإقليم.. واشتعلت الرغبة في الانفصال تجاوبا مع «استفتاء كتالونيا».
لومبارديا، وإقليم فينيتو
وهواجس القلق الأوروبي، تصاعدت حدتها مع إعلان إقليمين إيطاليين، إجراء استفتاء للمطالبة باستقلال «أكبر» عن روما، في الثاني والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري .. وهما: إقليم لومبارديا، وإقليم فينيتو الذي ظهرت رغبتة «العرقية» في الاستقلال عن روما خلال عام 2014 عندما نظم الإقليم استفتاء لم يعترف به رسميا، وصوت فيه مليونا نسمة من سكان المنطقة بـ «نعم» لصالح الانفصال عن باقي أراضي البلاد..ومن المنتظر أن يصوت سكان الإقليمين هذا الشهر، للمطالبة بالاستقلال.
جزيرة كورسيكا
وتسعى «جزيرة كورسيكا» الفرنسية، التي تقع في البحر المتوسط، للإستقلال عن فرنسا، حيث لم تخفت أصوات مطالبة بالانفصال، وقد شهدت الجزيرة عمليات مسلحة شنتها «جبهة التحرير الوطني» ، لكنها تخلت عن العمل المسلح عام 2014 واتجهت لتعزيز العمل السياسي من أجل الإنفصال، غير أن باريس ترفض استقلال الجزيرة.
اسكتلندا
وأيضا هناك، إقليم اسكتلندا في المملكة المتحدة البريطانية، ورغم رفض سكانه الاستقلال بالأغلبية، في استفتاء عام 2014، فإن الحركة الانفصالية مازالت قوية، خاصة بعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروربي، وهناك توجه في الإقليم لاجراء استفتاء ثان لتحدد مصير الإقليم.
إقليم الفلاندرز
وفي بلجيكا هناك إقليم «الفلاندرز»، الذي يقع شمالي البلاد ويتحدث سكانه اللغة الهولندية، ويسعى حزب التحالف الفلمنكي إلى قيام الجمهورية الفلمنكية، والاستقلال عن باقي مناطق بلجيكا.
جزر فارو
وهناك «جزر فارو»، التي تقع شمالي المحيط الأطلسي، وتتبع الدنمارك، وتتمتع بحكم ذاتي، ومن المتوقع أن تنظم استفتاء لاقرار دستور جديد العام المقبل، الذي من شأنه منحها حق تقرير المصير، و«الاستقلال» عن الدنمارك.
دوافع اللغة والقومية التاريخية
وتؤكد المراكز البحثية في أوروبا، أن الحجج التي تدعم المطالبات بالاستقلال والانفصال، تعتمد على «اللغة، والقومية التاريخية، والتأييد الشعبي، وحق تقرير المصير» مع عدم الإعتداد باللغة الرسمية للوطن الأم ، وبالإستناد الى حركة القوى والأحزاب السياسية والمنظمات الأهلية.
