بعد مبادرات مقاطعة الشبكة الذهب.. مصر تواجه ارتفاع الأسعار بـ«عيارات جديدة»
في ظل ارتفاع أسعار الذهب محليا وعالميا، وارتفاع سعر الدولار في مقابل تراجع قيمة الجنيه المصري، يجد الموطنون صعوبة في تحمل عبء تكاليف الزواج، لاسيما تحمل تكلفة شراء شبكة من الذهب الخالص، خاصة بعد وصول سعر جرام الذهب عيار 21 في بعض محلات الصاغة في مصر إلى 432 جنيه، فيما بلغ سعر الذهب عيار 24 إلى 494 جنيها، كما سجل الذهب عالميا نحو 1357.9 دولار أمريكي للأوقية.
ودفع ذلك إلى اتجاه بعض قرى الصعيد في مصر إلى الالتفاف لمواجهة تلك الأزمة الكبيرة، والتي تعتبر مشكلة كبرى لدي جميع الشباب المصري، وقرر البعض الاتفاق على إلغاء الشبكة من الزواج، الأمر الذي لقي قبول واستحسان المصريين.
فعقب إعلان أول قرية في صعيد مصر داخل محافظة قنا، تخلي الأهالي عن الذهب في شبكة الزواج، انطلقت دعوات مماثلة داخل محافظة بني سويف للتخلي عن الشبكة في الزواج واستبدالها بهدية بسيطة أو بشبكة من الفضة، توفيرا للنفقات وتسهيلا على الشباب الراغب في الزواج، خاصة بعد ارتفاع أسعار الذهب.
وأطلق «اتحاد شباب ببا» جنوب بني سويف، مبادرة بعنوان «من غير ذهب» لدعوة أهالي المركز للتخلي عن شراء الذهب في الشبكة وإرهاق الشباب بمبالغ طائلة، خصوصا بعد ارتفاع أسعاره.
ودعت المبادرة إلى بدء كل شخص بنفسه وأسرته، والانتقال إلى شارعه ومنطقته، وحث الأهالي على عدم وضع العوائق أمام الشباب من تكاليف الزواج الباهظة التي اعتاد عليها أهالي المحافظة، خاصة الشبكة.
ودفع ذلك الحكومة المصرية بإيعاز من شعبة الذهب بالغرفة التجارية إلى طرح مجموعة من الذهب عيار 9 و12 و14، وهي عيارات جديدة من الذهب أقل سعرا وتكلفة عن عيارات و24 و21 و18 التي اعتاد المصريون شراءها.
وصرح نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب بالغرفة التجارية، لموقع الغد، بأنه «في ظل عزوف بعض الشباب عن شراء الشبكة الذهب تم طرح عيارات جديدة من الذهب. تم اعتمادها من مصلحة الدمغة، ويتم استخراج فاتورة رسمية لهم كأي نوع آخر».
وأضاف نجيب، أن «تلك العيارات أقل نسبة من الذهب، حيث تم خلط الذهب الموجود فيها بنسبة أكبر من النحاس، بحيث يحتوي عيار 9 من الذهب على 375 سهم ذهب وعيار 12 يحتوي على 500 سهم ذهب، بينما يحتوي عيار 14 على 585 سهم ذهب، في حين يحتوي عيار 21 على 800 سهم ذهب».
وأوضح نجيب، أن «الهدف الرئيسي من طرح تلك العيارات الجديدة هو توفير فرص أفضل للشباب المقبلين على الزواج على شراء واقتناء شبكة من الذهب بدون تحمل التكاليف الباهظة وتسهيل زواج الشباب ومواجهة العنوسة».
كان الكثير من الشباب من مختلف الطبقات الاجتماعية قد اتجه مؤخرا إلى شراء الشبكة من الفضة، بحيث تضمن الشبكة بأكملها من الفضة الخالصة، ويتم التفنن في تصنيعها بأشكال مختلفة تناسب كافة الأذواق.
وتم الترويج لتلك الفكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة شبكة فيسبوك، وقد لاقت هذه الفكرة استحسانا، لاسيما أن معظم الفتيات اليوم يفضلن الفضة عن الذهب.
وقام أحد الشباب بإنشاء صفحة تحمل اسم «مش عاوزة شبكة خليها فضة» تملك أكثر من 71 ألف متابع، في محاولة للتصدي لظاهرة العنوسة في مصر.
وبالمثل قامت العديد من الصفحات بالترويج لتلك الفكرة، وأبدى الآلاف من مستخدمي فيسبوك إعجابهم بالفكرة.
بينما لايزال البعض يصر على اقتناء الشبكة الذهب تمسكا بالعادات والتقاليد القديمة، وأسوة بباقي فتيات العائلة، وتأكيد على أن الفتاة المصرية لن تتنازل عن حقوقها التي تعبر عن تقدير العريس لقيمتها كفتاة.
من ناحية أخرى، لا يزال المصريون يفضلون الذهب عيار 21 و24 منذ سنوات طويلة، بالرغم من أن الأجانب يقبلون على عيار 12 و عيار 14 واعتادوا عليهما.