قال الباحث نهاد خنفر، إن بريطانيا تشهد تغيرات سياسية غير منفصلة عن التطورات التي تجتاح العالم، وأبرزها صعود اليمين المتطرف في بعض الدول، وسيطرة المزاج السياسي الشعبوي على المشهد.
وأضاف خنفر، أن الموجة اليمينية الشعبوية تلخصت في استعادة ما يعرف بـ “السيادة الوطنية”، والتي جاءت على شكل أحزاب جديدة تحمل برامج سياسية متطرفة انتهجت معاداة مؤسسات الدولة، موضحًا أن الخطاب الذي وجهه جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، في الانتخابات الأخيرة ذكر فيه أن البرلمان معاديًا للتوجهات الشعبية ويعمل ضد إرادة الناخب، لذلك اقتنع الناخبون أن حزب المحافظين يناسب تطلعاتهم الوطنية.
وأشار الباحث والأكاديمي، إلى أن هناك تصورا واسعا من قبل المراقبين بأن جونسون رغم سياساته المتطرفة التي يلوح بها ضد الاتحاد الأوروبي إلا أنه يستطيع إنجاز اتفاقات مع أوروبا، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي لا يسمح للدول أن تنفرد بالقرارات، وبالتالي فإن القرارات البريطانية مع الدول الأوربية ستمر على الاتحاد الأوروبي، ومن ثم البرلمان للمصادقة عليه عبر إجراءات قانونية وسياسية معقدة.
وتستعد المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي في تمام الساعة 11 من مساء الجمعة بتوقيت جرينتش، بعد وحدة استمرت لنحو 47 عاما، حيث يلقي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خطابا يدعو فيه إلى ضرورة انتهاز هذه الفرصة التاريخية لتوطيد علاقات الشراكة مع دول العالم ولصياغة علاقات جديدة مع الاتحاد الأوروبي.
وفي إطار الاحتفال بالمناسبة ستطرح بريطانيا قطعة نقدية من فئة 50 بنسا كُتب عليها “سلام.. ازدهار.. صداقة” بينما ستتزين المباني الرسمية بأعلام وأضواء العلم البريطاني.
