بعد نحو نصف قرن.. ما زالت النيران مشتعلة حول الأقصى

48 عاماً مرت على ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك، حين أقدم اليهودي المتطرف “مايكل دينس روهن”، الذي ينتمي لإحدى الكنائس ذات التوجه الإنجيلي المتطرف، على إشعال النار في المسجد القبلي ( الجناح الشرقي) للمسجد الأقصى، في 21 أغسطس/آب 1969. حيث أتت النيران على كامل محتويات الجناح، بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، والذي كان يعتبر رمزاً في للفتح الاسلامي والتحرير والنصر على الصليبيين.

لم يكن ذلك التاريخ، الذي مر عليه قرابة نصف قرن، حدثا عادياً تسبب فيه متطرف ديني، إذ استمر هذا النهج على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعاتها المتطرفة بشتى الطرق والوسائل لاستهداف مدينة القدس بأكملها، في محاولة لتغيير الواقع الديموجرافي والتاريخي والطابع العربي الاسلامي للمدينة.

وليس هناك أدلة على نهج الاحتلال في تهويد القدس وتخريب الأقصى من هدم وتدمير أكثر من 105 منازل ومنشأة سكنية وتجارية منذ مطلع العام الحالي، لتضاف إلى قائمة من آلاف القرارات الباطلة التي تم بموجبها هدم المنشآت السكنية والتجارية العربية، علاوة على إنشاء آلاف الوحدات الاستيطانية تمهيدا لتهويد المدينة المقدسة وطرد سكانها العرب الأصليين.

أضرار واسعة
لحق بالمسجد الأقصى ومرافقة أضرار جسيمة؛ إذ هدد الحريق المشؤوم قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة، كما تضرر مسجد عمر، الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى مدينة القدس وفتحها، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودي مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.

كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافدة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

إطفاء الحريق
ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الحريق في المسجد الأقصى، هب الفلسطنيبون بما يستطيعون وبما يملكونة من أدوات بسيطة لإطفاء الحريق وإنقاذ المسجد الأقصى قبل أن تجهز عليه النيران. ثم وصلت سيارات الإطفاء من مدن الخليل وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ المسجد، رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعها من ذلك، بل وأقدمت على قطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، فيما تعمَّدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس؛ عدم المشاركة في إطفاء الحريق حتى وقت متأخر، بما يدلل بشكل واضح على مخطط إحراق وتدمير المسجد الأقصى بصورة كاملة ومتعمدة وبمعرفة مسبقة من سلطات الاحتلال.

ردود فعل
أثار إحراق المسجد الأقصى ردود فعل كبيرة عند العرب والمسلمين، حيث أدى  آلاف المسلمين في اليوم التالي للحريق صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، واندلعت تظاهرات في مختلف أحياء المدينة المقدسة.

وعلى أثر عملية إحراق المسجد الأقصى، تم عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في العاصمة المغربية الرباط، حيث تأسست منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية.
ومن بين ردود الأفعال الدولية، صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يحمل الرقم 271 لعام 1969 بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول وهو القرار الذي أدان إسرائيل لحرق المسجد الأقصى، ودعا إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس، والتقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري.

وتولت لجنة إعمار المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية إزالة آثار الحريق وبدء عملية الترميم وإعادة صنع منبر صلاح الدين الأيوبي، من خلال فريقها الفني المتكامل الذي بدأ عمله مطلع 1970.

دعوة للوحدة
وفي الذكرى 48 لإحراق المسجد الأقصى، دعا النائب حمد أبو حلبية رئيس مؤسسة القدس الدولية، للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني والتكاتف ونبذ الخلاف بين الدول العربية والإسلامية لمواجهة المخططات والمؤامرات الإسرائيلية التي تستهدف الأقصى.
و قال “إن الذكري الأليمة لإحراق المسجد الأقصى تدعونا للوحدة على الصعيد الفلسطيني ونبذ كل خلافاتنا الحزبية والتنظيمية والتفرغ لمقاومة الاحتلال والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض للعدوان ‘الاسرائيلي’ كل يوم، وللعمل لإفشال مخططات الاحتلال بالسيطرة عليه وتقسيمه زمانياً ومكانياً وتهويد القدس وتحجيم الوجود الفلسطيني خصوصاً في بلدة سلوان وفي البلدة القديمة من القدس”.
وأكد أبو حلبية أن الذكري 48 لإحراق المسجد الأقصى هي بمثابة ناقوس خطر للعالمين العربي والاسلامي، سواء على المستوى الشعبي والرسمي؛ داعيا لرص الصفوف ونبذ خلافاتهم جانباً والدفاع عن مسرى رسول الله صلي الله عليه وسلم، ثالث أقدس المساجد في الإسلام، والذي يتعرض يومياً للمؤامرات بهدف تدميره وتهويديه وبناء الهيكل المزعوم مكانه.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]