بعد «ورقة الطلاق».. بريطانيا تواجه 4 خيارات للمستقبل

دخلت بريطانيا مرحلة من الغموض فتحت الباب أمام اهتزازات عنيفة في المشهد السياسي المحلى والدولي، بعد استفتاء مصيري صوت فيه البريطانيون لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، لينهوا بذلك عضويتهم التي استمرت ٤٣ عاما، وبعث البريطانيون بورقة الطلاق إلى الاتحاد الأوروبي، وبقيت حسابات الخسائر والأرباح معلقة بين كيان سياسي بحجم قارة، وبين دولة عضو اختارت أن تعود جزيرة معزولة في المحيط الأطلسي، وهي حسابات بدأت مؤشراتها مبكرا في صورة إهتزازات وإرتدادات صاحبت زلزال الخروج البريطاني من البيت الأوروبي.

استفتاء بريطانيا-رويترز

ميزان الربح والخسارة

وفي معادلة حسابات الربح والخسارة، هناك ضحايا الاستفتاء البريطاني، وهم بحسب تحليل الدبلوماسي والمحلل السياسي اللبناني، عبد الله بو حبيب، السفير السابق لدى واشنطن، أولا : ديفيد كاميرون، الضحية الأولى لحصيلة الاستفتاء البريطاني، الذي جازف بالدعوة إلى الاستفتاء طمعا بتقوية مركزه وسلطته في حزبه المحافظ والمنقسم على نفسه.. والضحية الثانية قد تكون وحدة بريطانيا، خاصة أن الإسكتلنديين معروفون تاريخياً بعلاقاتهم الوثيقة والدائمة مع أوروبا. وخروج بريطانيا من أوروبا قد يشجع القوى الانفصالية هناك على الدعوة مرة أخرى لاستفتاء يُخرِج هذه المرة إسكتلندا من بريطانيا العظمى.

large-قمة-العشرين-تحذر-من-صدمة-خروج-بريطانيا-من-الاتحاد-الأوروبي-6b62c

بريطانيا لن تستعيد دورها القيادي عالميا

ويرى الدبلوماسي اللبناني “بو حبيب”، أن بريطانيا لن تستعيد دورها القيادي عالمياً بعد خروجها من أوروبا، خاصة أن اللاعبين الدوليين اليوم كتلا سكانية كبيرة ومنها الصين والهند والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا وإمكانية قيام سوق اقتصادية لدول أميركا اللاتينية.. وتخشى الدوائر السياسية من  نتائج الاستفتاء، التي ستقوي اتجاه الأحزاب الأوروبية اليمينية، وتقوية الشعور القومي المغلف بالعنصرية، خاصة أن قادة الخروج من أوروبا أخافوا البريطانيين بادعائهم أن انضمام تركيا (70 مليون نسمة) القريب إلى الاتحاد سيغير وجه بريطانيا.

تفكك القارة العجوز

أما الارتدادات السياسية المرتقبة فتبدو أكثر خطورة، وعنوانها العريض «تفكك أوروبا»، القارة العجوز، التي اهتزت جدران قصور حكامها، منذ أن بدأ يظهر شعار «الخروج» بلونه الأحمر، على الشاشات التي كانت تنقل تباعاً نتائج الاستفتاء على العضوية الأوروبية، والتي تسمّر أمامها الملايين منذ اغلاق صناديق الاقتراع، وحتى ساعات الفجر الأولى.. وبات مؤكداً، أن ثمة قلقاً عالمياً إزاء «تأثير الدومينو» للاستفتاء البريطاني على باقي دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعدما سارعت العديد من أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية ـ وإلى حد ما اليسار الأوروبي السيادي ـ إلى المطالبة باستفتاءات مماثلة، في حملة منظمة، قادها سياسيون مغامرون، أمثال خيرت فيلدرز في هولندا، ومارين لوبن في فرنسا، وكريستيان ثولسن في الدنمارك، وجيمي اكيسون في السويد، و «حركة الخمسة نجوم» و «الرابطة الشمالية» في ايطاليا.

y3mPV7aAAV20PiCDImFl6L8yIyxdBUjENacYRZEeAamba8TlHApebP-vMettoYvqdF2ZIvXvFHnUW12Zg_Qksrz96sH82q2rQcPPjs1Lzwowr7h9GACUrSgXtD2pIp_qP_3

وحدة بريطانيا على المحك

ويرى المراقبون، أن القلق لا يقتصر على أوروبا وحدها، بل يشمل بريطانيا، نفسها، ومن أول المؤشرات على أن وحدة بريطانيا قد باتت على المحك، استقبال رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستارجون، نتائج الإستفتاء بتصريح مثير للجدل، ألمحت فيه إلى إجراء استفتاء جديد على الاستقلال عن باقي بريطانيا، فيما دعا حزب «شين فين»، الواجهة السياسية لـ «الجيش الجمهوري الإيرلندي»، إلى استفتاء على توحيد ايرلندا. وامّا اسبانيا فاعتبرت أن الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي يتيح لها استعادة جبل طارق الذي صوّت سكانه بغالبية 90% لصالح البقاء في الاتحاد الاوروبي. لا بل أن ثمة من خرج في لندن نفسها، للإعلان عن عريضة جمعت حتى الآن مليون توقيع، للمطالبة بالانفصال عن بريطانيا والالتحاق بأوروبا، مع الإشارة إلى أن العاصمة البريطانية صوتت بنسبة 60 % لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي.

c1b72c75-b2fa-4ac1-b573-4d640fee99a2

4 خيارات أمام بريطانيا

لكن خروج بريطانيا لن يكون بهذه السهولة، فالاجراءات تحتاج الى أشهر طويلة ، وربما الى سنوات، لفصل المسارات على المستويات الاقتصادية والسياسية، وعلى مستوى الموظفين البريطانيين في مقر الاتحاد والذين يقدرهم هؤلاء بـ2000 موظف .. ومن المتوقع أن تواجه بريطانيا 4 خيارات للمستقبل ، سواء بشأن العلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، أو بمستقبل كيان المملكة المتحدة نفسها .. وهي:

1 ـ خيار النموذج النروجي، وهي الدولة الاوروبية التي لم تدخل الاتحاد ولا مؤسساته السياسية والديبلوماسية والتشريعية، لكنها عضو في الاتحاد الاقتصادي لدول أوروبا، وهي تعامل على المستوى الاقتصادي كواحدة من دول الاتحاد.

2 ـ خيار النموذخ السويسري، وهي الدولة الاوروبية التي رفضت دخول الإتحاد، وعلاقتها مع بروكسيل محصورة باتفاقات ثنائية، تناقش كل اتفاق على حدة، لكن سويسرا تعيش دوماً تحت الضغط الاوروبي عند مناقشة أي اتفاق عقاباً لها على عدم انضمامها الى الاتحاد.

3 ـ الخيار الثالث، أن تتحول بريطانيا، كما يهدد بعض زعماء أوروبا الآن، مثل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، دولة عادية تقوم علاقتها مع دول الاتحاد على أساس الروابط عبر المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية.

4 ـ الخيار الرابع والأخطر، الدخول في دوامة التفكك .. وتواجه بريطانيا خطر التفكك من الداخل، بعد تصويت كل من اسكوتلندا وايرلندا الشمالية على البقاء في الاتحاد الاوروبي بنسبة وصلت الى ثلثي الناخبين. وبدأت الدعوات تخرج من الزعماء السياسيين في هذين البلدين لتنظيم استفتاء على الاستقلال عن المملكة المتحدة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]