ميار محمد موسى، فتاة في عمر الزهور، فقدت حياتها إثر عملية ختان، كمئات بل آلاف من الفتيات مازالوا يتعرضون لهذا العمل غير الإنساني، فعلى الرغم من القوانين والتشريعات، التي تجرم هذا العمل، وبالرغم من الفتاوى الدينية، التي أكدت أنه عادة جاهلية ليس علاقة بالشريعة الإسلامية، إلا أنه مازال منتشرا في بعض المجتمعات داخل مصر.
توفيت ميار، التي تبلغ من العمر 17 عاما، السبت الماضي، عقب إجراء عملية ختان لها بمستشفى خاص، حيث أصيبت بنزيف بسبب العملية تبعه هبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى وفاتها.
اكتشفت الواقعة حينما حاولت أسرة الضحية استخراج شهادة وفاة وتصريح بالدفن، وبكشف مفتش الصحة على الجثة تبين أن سبب الوفاة هو إجراء عملية ختان، وليس بسبب جراحة لإزالة كيس دهني من على الرحم، كما ادعيت أسرة الضحية، فحرر مفتش الصحة محضرا ضد أسرة ميار بقسم شرطة فيصل.
وانتفضت محافظة السويس لتلك الجريمة، وقرر محافظ السويس إغلاق ذلك المستشفى الخاص، الذي تمت فيه عملية الختان، وتم اتخاذ الإجراءات لنقل المرضى المتواجدين بداخل المستشفى لمستشفيات أخرى، فيما قرر نواب البرلمان عن محافظة السويس التقدم بطلبات إحاطة عاجلة للمطالبة بمحاسبة المقصرين، وسرعة التحقيق مع المتهمين بالتسبب فى وفاة.
وأثارت القضية اهتمام وسائل الإعلام الغربية، حيث نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، اليوم تقريرا عن الفتاة، ذكرت فيه أنه على الرغم من صدور القوانين المجرمة لعملية الختان في مصر، إلا أن تلك العملية ما زالت منتشرة على صعيد واسع، خاصه في الأماكن الريفية، وأن تلك عادة قديمة يمارسها المصريون المسلمون، كما يمارسها بعض من الأقباط.
وأشارت الصحيفة إلى أول حكم ضد طبيب بسبب عملية الختان في العام الماضي، حيث حكم على الطبيب بعامين مع الشغل وغرامة 500 جنية، بينما حكم على والد الطفلة بثلاثة شهور مع إيقاف التنفيذ.
وأضافت الصحيفة أن 200 مليون امرأة وفتاة حول العالم يتعرضون لعملية الختان، ولكنها أكثر انتشارا في مصر، وليبيا، وبوركينا فاسو، وكينيا، بحسب ما ذكرته كلوديا كابا، عضو وكالة الأطفال التباع للأمم المتحدة.
وعلى الرغم من تجريم الأزهر الشريف للختان، وأنها ليست من صحيح الإسلام، وأنها تمارس في مجتمعات غير مسلمة، وأنه لم يرد نصا في القرآن ذكر فيه الختان، ولم يثبت أن الرسول ختن بناته يوما، إلا أن هذه العادة تعتبر من العادات الموروثة شعبيا، وما زلت تمارس في الظلام حتى بعد القوانين التي شرعت للحد منها.
ووفقا لتقرير أجراه المجلس القومي للصحة والسكان لعام 2014، فإن 72% من تلك العمليات تمت على يد مُشتغلين بالطب، على الرغم من إصدار وزارة الصحة عام 2007، مرسوما يحظر على كافة المُشتغلين بالطب إجراء ختان الإناث، سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة أو في العيادات.
