بعد 20 عاما في الحكم.. الرحيل الأخير لبوتفليقة

في جنازة رسمية يودع الجزائريون غدا، الأحد، الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي وافته المنية أمس الحمعة، ليكون الرحيل الأخير للرجل، الذي أمضى 20 عاما في حكم البلاد.

الرئاسة الجزائرية قالت، الجمعة، إن الرئيس السابق توفي عن 84 عاما، بعد أكثر من عامين على تنحيه تحت ضغط الاحتجاجات الجماهيرية والجيش.

وحكم بوتفليقة الجزائر 20 عاما قبل استقالته في أبريل/نيسان 2019، بعد مظاهرات في الشوارع رفضت خطته للترشح لفترة خامسة.

ونادرا ما شوهد بوتفليقة بشكل علني قبل تنحيه منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013، وكان من قدامى المحاربين في حرب الجزائر من أجل الاستقلال.

حداد وجنازة رسمية

وقرّر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إعلان الحداد لمدة 3 أيام، وتنكيس العلم الوطني، ابتداء من اليوم السبت.

وأفاد مراسل الغد، نقلا عن مصادر، بأنه من المقرر دفن جثمان الرئيس السابق غداً في مربع الشهداء بمقبرة العالية بعد صلاة الظهر.

وأضاف مراسلنا، أن مراسم دفن جثمان الرئيس الراحل يسبقها جنازة رسمية تحت إشراف الرئاسة الجزائرية، بحضور السلطات العليا في الدولة.

وتولى بوتفليقة رئاسة الجزائر لمدة 20 عاما منذ 1999 حتى عام 2019، حيث اندلعت مظاهرات في الشوارع رفضا لترشحه لفترة خامسة.

الثائر ضد الاحتلال

وولد الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة في 2 مارس/آذار 1937 بمدينة وجدة المغربية (شرق) على الحدود مع الجزائر.

والتحق بوتفليقة، بصفوف ثورة التحرير ضد فرنسا في 1956، وسنه لم يتجاوز 19 عاما، وتولى مهام القتال في جبهة مالي في أقصى الحدود الجنوبية الغربية للجزائر، من أجل حشد دعم قبائل الطوارق في الجنوب، لاستقلال الجزائر، وتزويد الثورة بالسلاح، وهو ما نجح فيه، وذاع صيته في الثورة ضد الاحتلال.

وفي أول حكومة جزائرية بعد الاستقلال تولى بوتفليقة عدة مناصب عليا، أبرزهم منصب وزير الشباب والرياضة، وهو في سن 25 سنة، ثم تولى حقيبة وزارة الخارجية ولم يتجاوز سنه 26 سنة، قبل أن يصبح من أبرز نظام حكم الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين بصفته وزيرا للخارجية.

وفي عام 1998 ترشح بوتفليقة لتولي السلطة الحاكمة لرئاسة البلاد، كخليفة للجنرال اليامين زروال، الذي قرر في 1998 تقليص فترته الرئاسية بسبب خلافاته مع قادة الجيش.

واعتلى بوتفليقة سدة الحكم في أبريل 1999، في انتخابات انسحب منها ستة من منافسيه، ليشغل منصب رئيس الجزائر لأربع ولايات متتالية.

محاولة اغتيال

ونجا بوتفليقة، من محاولة اغتيال نفذها انتحاري من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، واستهدفت موكبه في السادس من سبتمبر/أيلول 2007، في باتنة (شرق)، لكن الانتحاري، الذي اكتشف أمره أحد رجال الشرطة، فجر حزامه قبل وصول الرئيس.

كما عانى بوتفليقة من المرض خلال الأعوام الأخيرة، وفي 27 أبريل 2013 تعرض لجلطة دماغية تم نقله على إثرها للعلاج بفرنسا.

وبعد عودته للبلاد في يوليو 2013، مارَس بوتفليقة، مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدًا بدنيًا بحكم أنه ما زال يتنقل على كرسي متحرك.

وعلى كرسي متحرك ترشح بوتفليقة في أبريل 2014، لولاية رابعة (مدتها 5 سنوات)، فاز فيها بـ82% من أصوات الناخبين.

عزل شعبي

وفي فبراير 2019 اندلعت مظاهرات غير مسبوقة ضده دفعته للتنحي، رفضا لترشحه مرة أخرى، واستمرت الاحتجاجات في الجزائر حتى إجراء الانتخابات الرئاسية، وفاز الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

ومنذ تنحيه، كان بوتفليقة يعيش بعيدا عن الأنظار في عزلة في مقر إقامته الطبي في زرالدة في غرب الجزائر العاصمة.

وفي سياق متصل، أكد مراسل الغد في الجزائر، أن الرئيس الراحل كان يحظى برعاية صحية جيدة ومعاملة مميزة له، لكن شقيقه سعيد بوتفليقة ما زال في السجن على ذمة قضايا فساد مالي وسياسي.

وأوضح مراسلنا، أن عدد من المقربين من الرئيس السابق أكدوا أن الرئيس الراحل كان حزينا على سجن شقيقه، وأيضا أكد أنه لم يكن يتوقع أن تكون نهايته هي العزل.

تعزيات رغم الخلاف

وفاة بوتفليقة ألقت بظلال كبيرة محليا وإقليميا وعالميا، وكانت بين أبرز المواضيع، التي تناولتها الصحف العالمية الصادرة السبت.

محليا، أكد مراسل الغد في الجزائر، أن الساحة السياسية والأحزاب في الجزائر نشرت بيانات تعزية رغم خلاف البعض معه، لكن احتراما لتاريخه في النضال ضد الاحتلال ودوره في الحياة السياسية، مشيرا مراسلنا إلى أنه من المنتظر أن تعلن رئاسة الجمهورية تفاصيل الجنازة الرسمية له ودفنه في مقبر العائلة.

وأشار مراسلنا إلى أن التعليقات السياسية حول وفاة بوتفليقة  تمحورت حول ذكر خصال الرجل رغم الانتقادات السياسية، التي وجهت له خلال فترة حكمه، وسط إجماع على أهمية دوره في حرب التحرير، ودعمه للقضية الفلسطينية عندما كان وزيرا للخارجية.

وأوضح مراسلنا أن هناك مطالبات بعدم الانسياق وراء الحملات التحريضية التي تتعرض للرجل، وأن ما حدث في 2019 انتهى باستقالته.

الوفاة الأخيرة

عالميا، تناولت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، تحت عنوان «الوفاة الأخيرة لبوتفليقة» مسيرة حياة الرئيس الجزائري الراحل، الحافلة بأحداث وصراعات من النضال الوطني إلى دوره السياسي.

ووصف الكاتب الفرنسي، سيليان ماصي، الرئيس بوتفليقة، بالشخصية البارزة منذ استقلال البلاد، وميز تاريخ بلاده على مدى ستين عاما، حيث بدأ مشواره السياسي بخطى الدبلوماسي الجذاب لينهيها بالقائد المختلف عليه، لكن حلم بوتفليقة الأخير لم يتحقق، حلم الموت وهو على رأس السلطة مثل صديقه ومعلمه هواري بومدين

وأشار الكاتب في مقاله إلى الدور الذي لعبه عبد العزيز بوتفليقة على الساحة السياسية والأمنية الجزائرية خلال سنوات الثورة الجزائرية ،وإلى مسيرته الدبلوماسية بعد الإستقلال

وكتبت الصحيفة: لا يمكن الحديث عن دبلوماسية وحنكة الرجل دون الإشارة إلى قيادته شخصيا مفاوضات تحرير رهائن أوبك في 22 ديسمبر/ كانون الأول 1975 من قبل كارلوس الفنزويلي، وهو حدث أبهر الرجل من خلاله الشرق والغرب بفضل كفاءته وهدوئه، كما جاء على لسان السفير الأمريكي في الجزائر آنذاك.

ألف حياة وحياة

وفي السياق ذاته، أوضحت صحيفة «لوموند» الفرنسية، تحت عنوان “ألف حياة وحياة للرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة”، أن عودة بوتفليقة عام 1999 إلى البلاد كان تحت شعار استعادة الأمن والسلام بعد عشر سنوات من الحرب الأهلية.

وتميزت العهدة الأولى بحكم بوتفليقة بالموافقة على مشروع  العفو عن الإسلاميين، باستثناء مرتكبي جرائم الدم، حيث تمت الموافقة على قانون الوئام المدني بأكثر من 98٪ من الأصوات، وتمت المصادقة مرة أخرى على مشروع المصالحة الوطنية عام 2004 بنسبة 80٪ من الأصوات

وذكرت الصحيفة، أنه على الساحة الدولية ، تنتقل جزائر بوتفليقة من وضعية البلد المعزول إلى البلد المرحب به في المحافل الدولية، إلا أن بوتفليقة بإصراره تناسى المشاكل الداخلية مع نهاية العهدة الثانية حيث ارتفعت نسبة البطالة وظهرت الطبقات الاجتماعية بفعل الفساد وتراجع المستوى العلمي في المدارس وساء حال المنظومة الصحية، لينتهي به المطاف إلى التنحي عن السلطة عام 2019 تحت ضغط شعبي لم تشهده الجزائر لأكثر من 20 عاما.

دوره في القضية الفلسطينية

إقليميا، أشاد النائب والقيادي الفلسطيني، محمد دحلان، بالرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، وبدوره البارز في دعم القضية الفلسطينية، مقدما تعازيه للشعب الجزائري.

وقال النائب دحلان، في بيان صحفي اليوم السبت، “لقد فقّد الشعب الجزائري والأمة العربية، قائداً كرس حياته لخدمة وطنه وأمته ورفعة شأنها عبر مواقف مشهودة، أحد مناضلي حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، وأول وزير للخارجية عقب الاستقلال”.

وتابع دحلان، أن “التاريخ سيحفظ لبوتفليقة أنه نجح في وضع حدٍ لحرب أهلية دامية استمرت عقدٍ من الزمن في الجزائر، وتنحيه عن الحكم حقناً للدماء واستمراًرا لنهضة الجزائر”.

وأضاف دحلان “لقد لعب بوتفليقة دوراً بارزاً في حركة عدم الانحياز، ودعم حركات التحرر العالمية عامة، والقضية الفلسطينية خاصة، بإصراره بصفته رئيساً للجمعية العامة للأمم المتحدة على دعوة ياسر عرفات لإلقاء خطابه الشهير أمام المنظمة عام 1974، في خطوة تاريخية صوب الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]