أعلن رئيس كازاخستان، نور سلطان نزاربايف، الثلاثاء، تنحيته من منصبه بشكل مفاجئ، بعد ثلاثة عقود في الحكم.
وقال نازاربايف، البالغ من العمر 78 عاما، في كلمة تليفزيونية وجهها للشعب: “اتخذت القرار بوقف صلاحياتي بصفة رئيس الدولة”.
وتولى نازاربايف رئاسة كازاخستان منذ العام 1990، وفي 2015 انتخب لفترة رئاسية خامسة.
وسيتولى رئيس مجلس الشيوخ في برلمان البلاد، قاسم جومار توكايف، مهام القائم بأعمال الرئيس حتى انتخاب رئيس جديد خلفا لنازاربايف.
وتأتي استقالته إثر تزايد النقمة الاجتماعية والاستياء بسبب الوضع الاقتصادي، الذي لا يزال يتعافى من تداعيات تدهور أسعار النفط عام 2014.
كما يأتي بعد أسابيع على قيام نزارباييف بإقالة الحكومة، ورغم ذلك سيواصل نزارباييف لعب دور مهم في صنع القرار السياسي في البلاد بعد استقالته بسبب وضعه الدستوري كـ”قائد الأمة”. كما أصبح رئيسا لمجلس الأمن في البلاد السنة الماضية.
ولد نور سلطان أبيشولي نزارباييف في 6 يوليو عام 1940 بشيمولجان (جمهورية كازاخستان السوفيتية الاشتراكية).
تولى رئاسة البلاد في عام 1990، ثم انتخب مرة أخرى في عام 1999، وأعيد انتخابه لفترة أخرى مدتها سبع سنوات في عام 2006، وكذلك مرة أخرى في أبريل 2011، ثم أعيد انتخابه في عام 2015.
كانت القرية التي نشأ فيها ريفية، ووالده كان عاملا فقيرا يعمل لصالح عائلة ثرية محلية حتى مصادرة السوفييت لمزرعة الأسرة في سنة 1930، خلال سياسة العمل الجماعي لستالين، وفي أعقاب ذلك، قرر والده أن يأخذ عائلته إلى الجبال ليعيشوا حياة الترحال.
في نهاية الحرب العالمية الثانية، عادت العائلة إلى القرية، وبدأ نزارباييف بتعلم الروسية ونجح في دراسته، وعمل في عدد من المصانع لصهر الحديد.
انضم إلى الحزب الشيوعي في عام 1962 وسرعان ما أصبح عضوا هاما لعصبة الشبيبة الشيوعية وعضوا متفرغا للحزب، وبدأ الدراسة في معهد البوليتكنيك في قراغندي، ثم أصبح سكرتيرا للجنة الحزب الشيوعي وبعد أربع سنوات، أصبح السكرتير الثاني للجنة الإقليمية للحزب.
اهتم نزارباييف بالوثائق والمشاكل القانونية، وتسوية المنازعات الصناعية، وكذلك اعتمد لقاءات مع العمال لحل المشاكل الفردية، وفي عام 1984، أصبح نزارباييف رئيس وزراء جمهورية كازاخستان الاشتراكية السوفياتية، وعمل مع دين محمد كوناييف، الأمين الأول للحزب الشيوعي في كازاخستان.
في عام 1985 أطيح بكوناييف وحل محله الروسي جينادي كولبين، والذي كان على الرغم من وظيفته قليل النفوذ في كازاخستان، وأصبح نزارباييف زعيم الحزب الشيوعي في 22 يونيو 1989، ثم منصب رئيس المجلس الأعلى لكازاخستان السوفييتية من 22 فبراير إلى 24 أبريل 1990، وفي عام 1990، عُين نزارباييف أول رئيس لكازاخستان من قبل مجلس السوفييت الأعلى.
في 18 مايو 2007 تبنى برلمان كازاخستان تعديلا دستوريا يسمح لنزارباييف بالترشح عدة مرات كما يشاء، طُبق هذا التعديل على وجه التحديد لصالح لنزارباييف، وتم منحه لقب “زعيم الأمة” من قبل مجلس النواب في 2010.
وعلى الرغم من عضوية كازاخستان في منظمة التعاون الإسلامي فإن للبلد تحت رئاسة نزارباييف علاقات جيدة مع إسرائيل. أقيمت العلاقات الدبلوماسية في عام 1992 وذهب الرئيس نزارباييف إلى إسرائيل في عام 1995 وعام 2000 وفي عام 2005، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 724 مليون دولار.
وخلال الحقبة السوفياتية، تم إجراء أكثر من 500 تجربة نووية عسكرية من قبل العلماء في المنطقة الكازاخية، ومعظمها في المضلع النووي بسيميبالاتينسك، ما تسبب في أمراض مرتبطة بالإشعاع، ومشاكل عند الولادة، و مع زوال الاتحاد السوفياتي، أغلق نزارباييف الموقع، وشجع الحركة أولزاس سليمانوف المناهضة للأسلحة النووية في كازاخستان.
يعتبر نزار باييف واحد من القلة الأخيرة في دول آسيا الوسطى الذي احتل منصبا في الاتحاد السوفياتي السابق، ونقل ما لا يقل عن 1 مليار دولار من عائدات النفط إلى حساباته المصرفية الخاصة في بلدان أخرى وتتحكم عائلته في شركات رئيسية أخرى في كازاخستان.
تزوج من سارة نزارباييفا، وهي مهندسة اقتصادية، وترأس الصندوق الخيري الدولي للأطفال، ولديهما ثلاث بنات وهن داريجا نزارباييفا، دكتورة في العلوم السياسية، و دينارا وترأس مؤسسة للتعليم وهي أغنى امرأة في كازاخستان، وعلية وتدير شركة.
وحصل نور سلطان نزارباييف خلال رئاسته على عديد الأوسمة والجوائز التقديرية، منها وسام الشرف للخدمة المشرفة لجمهورية النمسا، وسام أحمد قديروف، قلادة النيل العظمى، وسام صليب تيرا ماريانا، وسام الوردة البيضاء.
