في اليوم الـ41، انتصر إضراب الحرية والكرامة، بعد 40 يوما من الصمود والإضراب عن الطعام ، رغم قسوة ممارسات واستفزازات سلطات الاحتلال، ومحاولات بائسة لكسر صمود الأسرى.. ورضخ الجلاد أخيرا لمطالب الأسرى الإنسانية، والذين قرروا تعليق إضرابهم عن الطعام الذي بدأوه في 17 أبريل/ نيسان الماضي، للمطالبة بتحسين أوضاعهم الحياتية داخل سجون ومعتقلات الاحتلال.
وكشفت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، وكذلك نادي الأسير الفلسطيني، أن تعليق الإضراب جاء عقب مفاوضات بين ممثلين عن المعتقلين المضربين ومصلحة السجون الإسرائيلية استمرت لحوالي 20 ساعة في سجن عسقلان.. ومن جانبها أكدت المتحدثة باسم إدارة السجون الإسرائيلية، أنه تم الموافقة على طلبات الأسرى، ومن بينها السماح للمعتقلين بزيارتين في الشهر في مقابل زيارة واحدة، وكان هذا أحد المطالب الرئيسية.
وتزامن تعليق الإضراب مع بدء شهر رمضان.. بينما شهد يوم أمس، نقل أكثر من 300 أسير فلسطيني من المضربين عن الطعام، إلى المستشفيات الإسرائيلية بسبب تردي أوضاعهم الصحية خلال اليومين الماضيين، وتمت إعادتهم مرة أخرى إلى العزل الانفرادي، وبقي قسم منهم في المستشفيات.. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نبهت الخميس الماضي، إلى أن حالة مئات من الأسرى «حرجة»، وذلك بعدما التقت جميع المضربين عن الطعام.. وقال رئيس دائرة الصحة في اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، غابرييل سالازا، «بعد ستة أسابيع من بدء الإضراب عن الطعام، نشعر بالقلق حيال التداعيات المحتملة على صحتهم. من وجهة نظر طبية، ندخل مرحلة حرجة».
وقاد الإضراب الذي خاضه أكثر من 1600 أسير، القيادي في حركة «فتح» مروان البرغوثي، المحكوم بالسجن المؤبد أربع مرات، وانضم إليه الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات، وكريم يونس، الذي يعتبر من أقدم الأسرى الفلسطينيين.. ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بنحو 6500 معتقل، من بينهم 29 أسيرا، محتجزين ما قبل اتفاق السلام الذي وقع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في العام 1993
وبعد انتصار إضراب الكرامة، ونضال الأسرى في مواجهة الجلاد.. بقيت أبرز المحطات في الإضراب شاهدا على الصمود من أجل الحرية والكرامة طوال 40 يوما:
- بدأت من اليوم الأول للإضراب: حين شرعت إدارة سجون الاحتلال بسلسلة إجراءات ردا على إضراب نحو (1500) أسير فلسطيني، وتمثلت بـحملة تنقّلات للأسرى المضربين ولقيادة الإضراب، كنقل الأسيرين مروان البرغوثي، وكريم يونس، من سجن «هداريم» إلى عزل «الجلمة»، ومصادرة ممتلكات المضربين وملابسهم والإبقاء على ما يرتدونه فقط، وتحويل غرف الأسرى إلى زنازين عزل، وإقامة مستشفى ميداني في صحراء النقب لاستقبال الأسرى المضربين ورفض استقبالهم في المستشفيات المدنية، وحجب المحطات التلفزيونية المحلية والعربية عنهم.
- وفي اليوم الثالث: نفذت إدارة السجون عمليات نقل منها، نقل 70 أسيرا من المضربين إلى سجن الرملة، منهم 40 نُقلوا من سجن «هداريم»، و30 من سجون «نفحة» و«ريمون» و«عسقلان».
- وتواصلت مسيرة الصمود داخل سجون ومعتقلات دولة الاحتلال في الشهر الثاني.
- وفي اليوم الثامن والثلاثين: نقلت إدارة مصلحة سجون الاحتلال العشرات من الأسرى المضربين عن الطعام إلى المستشفيات المدنية بعد دخولهم مرحلة الخطر؛ وفي سجن «هداريم» نقلت 20 أسيرا مضربا، فيما نقلت 60 أسيرا من سجن «أوهليكدار».
- اليوم التاسع والثلاثين: وفي خطوة هي الأخطر منذ بدء الإضراب؛ بعض المستشفيات الإسرائيلية بدأت بمناقشة عملية تنفيذ التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، وذلك بإيعاز من المستوى السياسي وإدارة السجون. ونقلت مصلحة سجن «عسقلان»، 15 أسيرا إلى المستشفيات، بعد تدهور أوضاعهم الصحية، وتتواصل عمليات نقل الأسرى إلى المستشفيات في ظل استمرار إدارة السّجون بإجراءاتها ضد الأسرى ورفضها الاستجابة لمطالبهم.
- اليوم الأربعون: ومع حلول شهر رمضان، أعلن الأسرى المضربون عن الطعام الصيام رغم أوضاعهم الصحية الصعبة، وذلك بالتوقف عن شرب الماء وأخذ الملح حتى آذان المغرب وسيكون إفطارهم على الماء والملح فقط.
- اليوم الواحد والأربعين: علق الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام، بعد محادثات استمرت لمدة 20 ساعة بقيادة الأسير مروان البرغوثي، وانتهت بانتصارهم.