خمسُ سنواتٍ، مرّت على المحاولة الانقلابية في تركيا، والتي تجمع كلّ الأطراف على أنها غيّرت وجه البلاد.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، تواصلت حملاتُ الاعتقالات التي طالت عشرات الآلاف من كلّ القطاعات، ضدّ من تقول السلطات التركية إنهم أنصار جماعة ىالداعية فتح الله جولن.
وفيما تتعهدُ الجهاتُ الرسميةُ التركيةُ، بمواصلة حربِها المفتوحة ضدّ هذه المنظمة داخل البلاد وخارجها، تقول المعارضةُ التركية، إن الجهات الرسمية لم تتعلم الدرس من تلك المحاولة، وإن حملات الاعتقال، قد خرجت من إطار محاربة عناصر جماعة جولن، لتطال الخصوم السياسيين، بحسب المعارضة.
قبل خمس سنوات، كان جسرُ في إسطنبول شاهداً على انطلاق المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، وما تبعها من متغيرات.. محاولةٌ أثّرت، على كلّ تفاصيل الحياة في البلاد.
وترى المعارضة الرئيسية بأن الجهات الرسمية لم تتعلّم الدرس من تلك المحاولة.
وقالت ميرال آكشينير، رئيسة حزب الخير القومي المعارض: “كنا نأمل أن تتعلم الحكومة والحزب الحاكم، من كارثة المحاولة الانقلابية، ولكن هذا الأمل قد ذهب سدى.. على الدوام طالبنا بالتحقيق في الذراع السياسية لمنظمة فتح الله جولن”.
وتابع “لكنّهم دائماً قالوا (لا) لكلّ المقترحات التي قدمناها، وحاولوا التشهير بنا واتهامنا بالارتباط بهذه المنظمة”.
وعقب تلك المحاولة، فُرِضت حالةُ الطوارئ لعامين كاملين، ثم بدأ العمل بالنظام الرئاسي.
وبحسب الأرقام الرسمية، فقد تم توقيف أكثر من 312 ألف شخصٍ بشبهة الارتباط بجماعة جولن.
289 قضية منفصلة، تتعلّق كلُّها بالمحاولةِ الانقلابية الفاشلة، تم رفعُها بالمحاكم التركية ضدّ من تقول أنقرة إنهم شاركوا فيها، وتتعهد السلطات بمواصلة (حربها المفتوحة) ضدّ جماعة جولن.
من جانبه، تحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن صعوبة مهمّة القضاء على كلّ نفوذ جماعة جولن المتغلغلة في كلّ المؤسسات، ولكنه تعهّد باستمرار محاربتها كما كلّ المنظمات الإرهابية.
وتابع الرئيس التركي: “مهمة القضاء على كلّ نفوذ جماعة جولن، المتغلغلة في كل القطاعات في تركيا، ليست سهلة، بل صعبة وتحتاج للكثير من العمل والجهد، ولكننا سنواصل محاربتها بكلّ إصرار داخل البلاد وخارجها، حتى القضاء على آخر عنصر فيها، ولن نسمح لأحدٍ بعد اليوم باستخدام رداء الدين لخداع شعبنا.
ومنذ سنوات، تطلب أنقرةُ من واشنطن، تسليمها فتح الله جولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، والذي تتهمه بأنه العقل المدبر للمحاولة الانقلابية، فيما تقول واشنطن إنها تدرس الأدلة التي قدمتها أنقرة، وإن الكلمة الأخيرة في هذا الملفّ، هي للقضاء.
