بعيدا عن الاقتصاد.. إيران تواجه عزلة جديدة بطلها «كورونا»
على غرار العزلة العالمية، تتجه إيران نحو عزلة جديدة، لكنها مختلفة كليا هذه المرة، من حيث الأسباب والمقاطعين.
العزلة هذه المرة “مرضية” تتعلق بفيروس كورونا، الذي أخذ ينتشر أكثر فأكثر في البلاد، لدرجة تصريحات مسؤولي الصحة أن الفيروس ربما وصل جميع المدن.
وأعلنت إيران، صباح الجمعة، عن تسجيل 13 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليصل العدد الإجمالي للحالات إلى 18 بينها 4 وفيات.
ذلك الانتشار المتسارع للفيروس في إيران ألقى بظلاله على جيرانها، التي تملك مخاوف مشروعة على مواطنيها، وكل تصرف حسب رؤيته، فالعراق أغلق المنافذ الحدودية، وعلقت الكويت الرحلات الجوية، كما كانت للبنان إجراءاته أيضا.
العراق
من جانبه، قرر العراق، الخميس، منع الوافدين من إيران من دخول أراضيه عبر كافة المنافذ الحدودية، بعد وفاة شخصين بفيروس كورونا المستجد في مدينة قم، مستثنيا العراقيين الذين سيتوجب عليهم الخضوع للحجر الصحي، كما علّقت الخطوط الجوية العراقية رحلاتها إلى إيران حتى إشعار آخر.
وقالت وزارة الصحة في تعميم انّه تقرّر “منع كافة الوافدين من إيران من دخول الأراضي العراقية من كافة المنافذ وإلى إشعار آخر، عدا الوفود الدبلوماسية حيث يخضعون للفحص الطبي”.
واستثني من القرار العراقيون المتواجدون في إيران على أن يخضعوا للحجر الصحي لمدة 14 يوما، كما شملت القرارات منع العراقيين من السفر إلى إيران حتى إشعار آخر.
وأطلق ناشطون على الفور وسم “أغلقوا الحدود” على تويتر، فيما طلبت محافظات البصرة وميسان وواسط (جنوب) التي تتشارك بمئات الكيلومترات مع إيران، من السلطات المركزية في بغداد إغلاق المنافذ الحدودية.
وعلى خلفية الجدل القائم، قرّرت وزارة الداخلية العراقية، الخميس، تعليق العمل بمنح تاشيرة الدخول من المنافذ الحدودية للإيرانيين، وتجري السلطات اختبارات في مطاراتها لجميع المسافرين.
ومنعت السلطات العراقية في أوائل فبراير/ شباط دخول الصينيين العاملين في شركات النفط خوفًا من انتشار الفيروس.
الكويت
وفي السياق ذاته، أعلنت الخطوط الجوية الكويتية، الخميس، على تويتر، أنها علقت جميع الرحلات الجوية إلى إيران، بناء على تعليمات وزارة الصحة الكويتية والإدارة العامة للطيران المدني وسط مخاوف من تفشي فيروس كورونا.
كما قررت مؤسسة الموانئ الكويتية وقف نقل الأفراد من وإلى إيران، اعتبارًا من الخميس وحتى إشعار آخر، بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا في طهران، وفقا لوكالة أنباء الكويت.
لبنان
وفي لبنان، ناشد وزير الصحة كافة الوافدين من إيران ملازمة منازلهم لمدة 14 يوماً احتياطا.
وأعلن وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، الجمعة، تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا لدى سيدة لبنانية وصلت على متن طائرة آتية من مدينة قم الإيرانية.
وقال حسن، في مؤتمر صحفي عاجل في مقر الوزارة في بيروت، “بعدما اجتمعت اللجنة الوطنية لمكافحة وباء الكورونا، وبعد تبيان نتيجة فحص (بي سي آر) لمريضة عُزلت أمس من على متن طائرة آتية من قم، تثبّت لنا من حوالى ساعة إيجابية الفحص لهذه المريضة البالغة من العمر 45 عاماً وهي بصحة جيدة”.
وأضاف وزرير الصحة اللبناني، أن قرار وقف الرحلات ذهاباً وإياباً إلى ايران لم يتخذ بعد.
وقال مصدر طبي في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، حيث وضعت المصابة قيد الحجر الصحي، لوكالة فرانس برس، إن “عوارض حرارة مرتفعة ظهرت على المريضة لدى وصولها إلى المطار، وتم نقلها مباشرة إلى غرفة الحجر”.
وأوضح المصدر، أن “وضعها حالياً مستقر ولا تعاني من ضعف في جهاز المناعة”، لافتاً إلى أن “أربع غرف فقط في المستشفى مجهزة للمصابين بالفيروس”.
ويتوجّه آلاف اللبنانيين سنوياً إلى إيران لزيارة المقامات الشيعية فيها وأبرزها مدينة قم، حيث سجلت السلطات الإيرانية الأربعاء أولى حالات الوفاة المؤكدة جراء المرض في الشرق الأوسط.
سيطرة كاذبة
أعلن رئيس جامعة العلوم الطبية في مدينة قم جنوب العاصمة طهران عن السيطرة على انتشار فيروس كورونا.
وقال محمد رضا قدير في تصريح أدلى به لوكالة “ارنا” الإيرانية، إن المستشفيين “كامكار” و”فرقاني” جاهزان للحجر الصحي، وإن الأفراد الذين يشتبه بإصابتهم بمرض كورونا سينقلون إليهما، وإن جميع المراكز العلاجية في مدينة قم هي الآن في حالة تأهب.
يذكر أن فيروس كورونا، الذي ضرب الصين مطلع العام الجاري، أدى لغاية الآن إلى وفاة أكثر من 2000 شخص غالبيتهم الساحقة في الصين، وكان المرض قد بدأ بالانتشار من مدينة ووهان وبدأت دول العالم في اتخاذ التدابير اللازمة.
