بدأت مهام قوى المعارضة في السودان تتنوع خارج إطار التفاوض والسياسة، إذ وفر الاعتصام داخل العاصمة الخرطوم مساحة جديدة مع الجماهير.
ومع استمرار الاعتصام لأسابيع بحثا عن حل سياسي في السودان، تبدو مظاهر الحياة أكثر ثباتا على الأرض بين المحتجين.
معالجة الصرف الصحي
شكلًت قوى المعارضة في اعتصام الخرطوم مؤخرا لجنة خدمات للقيام بصيانة ومعالجة شبكة الصرف الصحي المجاورة،
وكان من ضمن الأعمال الموكلة لهذه اللجنة إصلاح التلفيات الموجودة في الشارع الفاصل بين مسجد جامعة الخرطوم ودار الخريجين.
كما قررت لجنة الخدمات إغلاق الشوارع التي تنفذ فيها تلك الإصلاحات، مطالبة المحتجين باستخدام شوارع بديلة.
برامج ثقافية وأمسيات شعرية
في مساحة أخرى بعيدا عن السياسة، تحاول قوى المعارضة تبني أعمالا فنية داخل الاعتصام. حيث لم يغب الفنانون عن المشهد.
وفي داخل الاعتصام الذي فرضته المعارضة السودانية بالقرب من موقع القيادة العامة للقوات المسلحة، انطلقت فعاليات مختلفة من فقرات مسرحية وغنائية وثقافية وأمسيات شعرية.
وكان هناك اهتمام من المنظمين بتخصيص حفلات للأغاني الوطنية بعد تناول وجبات الإفطار الرمضاني،
وإلى جانب النشاط الفني، يجري تخصيص برنامج حواري مع قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير.
الفن التشكيلي.. هُنا يكتب تاريخ الثورة
لم ينس المحتجون توثيق تلك المرحلة بأيديهم منذ رحيل الرئيس المعزول عمر البشير، حيث أقاموا معرض البوسترات بساحة الاعتصام، وهو ما اعتبروه الكتاب الحافظ لتاريخ الثورة.
وطالب منظمو المعرض المعتصمين بعدم الكتابة أو التوقيع على اللوحات المعروضة للحفاظ عليها.
أطعمة سودانية تعبر عن الموروث الثقافي
لم يتخل السودانيون عن موروثهم الثقافي داخل موقع الاعتصام بالقرب من القيادة العامة للجيش. وحرصوا خلال شهر رمضان تجهيز قدح الضيفان، وهو إناء ضخم يعد فيه طعام للضيوف، وهو أحد شواهد الكرم السوداني.
وتسابقت الجمعيات والمنظمات الخيرية على إنشاء عدد من المطبخ لإعداد الوجبات للصائمين من إفطار وسحور.
وزخرت موائد الاعتصام بمأكولات سودانية مختلفة، حيث تقدم أطباق من العصيدة، الطعمية، الفول،البلح، والعصائر.
كما حرصت السيدات السودانيات على تجهيز «الحلو مر»، وهو المشروب الرسمي للسودانيين في المائدة الرمضانية، ويتم تجهيزها قبل شهر رمضان بفترة كافية.
روايات من داخل الخيم الرمضانية
ويشير المعتصمون إلى أن وجودهم طوال اليوم تحت أشعة الشمس المباشرة دون أجهزة تكييف أو قاعات يجلسون فيها، يؤكد على أنهم أصحاب قضية.
كما يؤكد المشاركون في الاعتصام على أن الإفطار مصدره من التبرعات وما يأتي به المحتجون إلى الاعتصام من مساهمات.
