«هو يمشي».. شعار رفعه طلاب الثانوية العامة في مصر، للمطالبة بإقالة الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، وهو ما يعيد إلى الأذهان الكثير من التظاهرات السياسية التي مرت بها مصر على مدار الأعوام السابقة، خاصة احتجاجات يناير 2011.
في تجاهل تام لقانون التظاهر، تجمع طلاب الثانوية العامة، اليوم الإثنين، أمام وزارة التربية والتعليم، احتجاجا على قرار إعادة امتحان مادة الرياضيات التطبيقية «الديناميكا».
هتافات طلاب الثانوية العامة لم تقتصر على الوزير فقط، بل امتدت للحكومة والمنظومة التعليمية كلها، حيث رددوا «منظومة فاشلة وحكومة فاشلة»، وعبروا عن استيائهم من إلغاء امتحان الديناميكا وتأجيل باقي الامتحانات بسبب التسريبات، متسائلين عن ذنبهم إذا كانت الوزراة لا تستطيع أن تحمي امتحاناتها.
وانضم إلى الطلاب عدد من أولياء الأمور للتنديد بقرار الوزارة، وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا أمام الطلاب بشارع الفلكي، وتم إغلاق البوابة الرئيسية للوزارة.
وكانت وزارة التربية والتعليم قررت أمس، الأحد، إلغاء امتحان الديناميكا، الذي أداه الطلاب، لتسربه قبل بدء الامتحان بساعتين، وتم تأجيل موعد امتحانات المواد الأخرى.
وأغلق الطلاب وأولياء الأمور شارع الفلكي، بسبب زيادة أعدادهم، وقرر عدد من أولياء الأمور التوجه بمسيرة لمجلس النواب، لعرض مطالبهم على أعضاء المجلس.
فيما تسلق عدد من الطلاب أسوار وزارة التعليم، وقاموا بتعليق لافتات مكتوب عليها «ارحل»، و«حق الطلبة مش هيضيع.. وابن الباشا طلع غشاش».
وردد الطلاب هتافات منها «ارحل يعني امشي.. يا اللي مبتفهمشي»، و«سيبوا العدل ياخد مجراه»، و«دبّ برجلك طلع نار.. والوزير لازم يقال»، فيما لجأ الطلاب لرش المياه على بعضهم البعض، لتخفيف حرارة الشمس.
فيما وقع عدد من حالات الإغماء بين طلاب الثانوية العامة، بسبب الزحام وارتفاع درجات الحرارة أمام مقر الوزارة، مرددين هتافات: «عاوزين إسعاف».
وإقليميا.. تظاهر العشرات من طلاب الثانوية، الإثنين، أمام الإدارة التعليمية بزفتى، احتجاجًا على قرار وزير التعليم بإلغاء امتحانات الديناميكا وتأجيل امتحانات التاريخ والجيولوجيا والجبر والهندسة الفراغية.
وردد الطلاب هتافات منها «ياللي بتسأل إحنا مين.. إحنا الطلبة المظلومين»، و«صوت الطلاب مش هيموت»، وطالبوا بإقالة الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم.
وكذلك نظم عدد من طلاب وطالبات الثانوية العامة، الإثنين، مظاهرة أمام مبنى مديرية التربية والتعليم بمدينة دمياط، للمطالبة برحيل الوزير الهلالي الشربيني ومحاسبة المتسببين في تسريب الامتحانات.
ورفع الطلاب لافتات تطالب برحيل وزير التعليم ومحاسبة المتسببين فيما وصفوها بـ«مهزلة التسريبات».
فيما التقى اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، واللواء علي العزازي، بطلاب وطالبات الثانوية العامة، الذين تجمع العشرات منهم أمام مقر ديوان عام المحافظة، الإثنين، في وقفة اعتراض منهم على تسريب امتحانات الثانوية العامة لهذا العام.
كان المحافظ يرافقه اللواء على العزازي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسماعيلية، والمهندس أبوالسعود جهلان، السكرتير العام للمحافظة، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، التقوا الطلاب المعترضين واستمعوا إلى مطالبهم وشكاواهم.
ووعد المحافظ بنقل الصورة كاملة على الفور إلى الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، ورئيس الوزراء، ورفع الأمر إلى رئيس الجمهورية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلة، وطالب الطلاب بالعودة إلى منازلهم والتركيز في مراجعة دروسهم واستكمال الامتحانات في جو من الهدوء والاستقرار.
فيما يقيم حاليا الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، مؤتمرًا صحفيًا، بمقر مجلس الوزراء حول أزمة «امتحانات الثانوية العامة».
وقال الشربيني، إنه لن يتم إعادة امتحانات الثانوية العامة، كما يردد البعض باستثناء المواد التي ثبت تسريبها بشكل قاطع.
وأضاف، أنه يتم تصحيح العينات العشوائية للمواد ويتم رصد كل محاولات الغش الجماعي التي حدثت داخل اللجان.
وأشار وزير التعليم إلى أنه يتم استثناء أوراق الإجابة للطلاب الذين يثبت بالدليل القاطع حدوث غش فيها.
وفي السياق ذاته، أكد المهندس شريف إسماعيل ، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة تقدر تمامًا ما أثاره قرار تأجيل وإعادة امتحانات بعض مواد الثانوية العامة على الطلاب وأولياء أمورهم، مشيرًا إلى أن «هذا القرار جاء حفاظًا على مبدأ تكافؤ الفرص بين كل الطلاب».
وقال «إسماعيل» في تصريحات صحفية، عقب لقائه الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، الإثنين، إن «هذا القرار جاء من منطلق حرص الدولة على التعامل بمنتهى الشفافية والصدق والأمانة لإعلاء تلك القيم في المجتمع، وإيمانًا منها بأن بناء جيل واعد يسهم في تطور وطنه لا يتأتى إلا من خلال شباب يرفض الغش، ويؤمن بأن بذل الجهد هو سبيل النجاح والتفوق».
وأوضح أن «وزارة التربية والتعليم بذلت جهودًا كبيرة، لتأمين انعقاد الامتحانات في توقيتاتها مع الحفاظ على سريتها بشكل كبير، وأسفر ذلك عن انعقاد معظم الامتحانات فيما عدا امتحان التربية الدينية، والذي تقرر إعادته يوم 29 يونيو 2016»، مشيرًا إلى أنه «في 26 يونيو الجاري تم تسريب امتحان مادة الديناميكا قبل انعقاده بفترة زمنية تراوحت ما بين 6 إلى 7 ساعات، فقامت الوزارة بمراجعة الموقف بدقة، حيث تبين للجنة الامتحانات أن محتوى التسريب يتفق مع الامتحان الموضوع للمادة، ما يعني الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب».
وأضاف المهندس شريف إسماعيل أنه من منطلق الحرص على مصلحة جموع الطلبة الملتزمين، والذين بذلوا جهودًا كبيرة خلال العام الدراسي استعدادا لهذه الامتحانات، وللحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص وضمان الشفافية حتى يأخذ كل طالب حقه، لذا قررت وزارة التربية والتعليم إعادة امتحان الديناميكا يوم السبت 2 يوليو 2016، واتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الجهات السيادية، لضمان عدم حدوث أي تسريبات أخرى في امتحانات مواد التاريخ والجيولوجيا والجبر بتأجيلها ليوم الإثنين 4 يوليو 2016.
وأكد رئيس الوزراء أن «الحكومة آلت على نفسها مواجهة ظاهرة الغش ووضع حد لها بدلا من تمريرها، أخذا في الاعتبار أن هذه الظاهرة قد بدأت بالفعل منذ أكثر من 5 سنوات، مشيرًا إلى أن هناك إجراءات فورية سيتم اتخاذها لمنع تكرار تلك الظاهرة مستقبلا، كما ستتم محاسبة كل من يثبت تقصيره ومشاركته في حدوثها، وذلك وفقا للقوانين».
كان المهندس شريف إسماعيل، رئيس الووزراء، قد استقبل، صباح الإثنين، الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، الذي قدم لرئيس الوزراء تقريرًا حول سير امتحانات الثانوية العامة حتى الآن، وما شابها من بعض السلبيات، وإجراءات فورية لمواجهتها.
