في خضم الأحداث المتلاحقة التي واكبت محاولة الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضي، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي ومقابلات المحللين ومقالاتهم بالعديد من التساؤلات حعن سر غياب الرئيس عن مقر الحكم في أنقره، منذ توجه إلى إسطنبول بعيد بدء المحاولة الانقلابية.
وتساءل المحللون ومرتادو مواقع التواصل الاجتماعي، عن سر ابتعاد الرئيس عن مقر مؤسسات الحكم، التي تعرض بعضها مثل البرلمان للقصف أثناء محاولة الانقلاب.
وغرد أحد مرتادي تويتر ساخرًا، «السيد الرئيس في إسطنبول منذ الانقلاب، لا أفهم هذا. هل هناك انعدام للأمن في العاصمة؟».
وتساءل آخر: «عاصمة تركيا هي أنقرة فلماذا يعلن الرئيس من إسطنبول أن كل شيء تحت السيطرة؟ لماذا أرسل كل هؤلاء الجنود إلى إسطنبول؟»، بعد الإعلان عن إرسال 1800 عنصر احتياطي من قوات الأمن إلى معقل أردوغان السياسي لتعزيز الأمن في المواقع الاستراتيجية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مسؤول طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن «الرئيس يتابع تطورات الوضع من منزله في إسطنبول، بينما رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة موجودون في أنقرة».
وأضاف، يقضي الرئيس معظم إجازات نهاية الأسبوع في إسطنبول ولم ير ضرورة للعودة إلى أنقرة لأن رئيس الوزراء فيها، الوضع تحت السيطرة لكننا نطلب من الشعب البقاء في حالة تيقظ حتى يتم العثور على كل المتورطين، في محاولة الانقلاب.
ويفترض أن يحضر أردوغان، الأربعاء، اجتماعا لمجلس الأمن القومي الذي سيعلن بعده عن «قرار مهم»، وفق برنامجه.
يأتي ذلك، بالتزامن مع إعلان وكالات الأنباء، أن طائرة أردوغان كانت في مرمى بصر اثنين من الطيارين المتمردين يقودان مقاتلتين من طراز إف-16، ومع ذلك تمكنت طائرته من مواصلة رحلتها، لأن الطائرتين اكتفيتا بمحاولة التحرش بطائرة الرئيس، دون إطلاق نار، ما يشكل لغزًا جديدًا يضاف إلى العديد من علامات الاستفهام التي تحيط بمحاولة الانقلاب ككل.
وكانت طائرة أردوغان، التي أقلته إلى إسطنبول، مستهدفة، حيث تعرضت لـ«مضايقات جوية» أثناء رحلتها إبّان محاولة الانقلاب، ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر تركية، أنه في ذروة محاولة الإطاحة بالرئيس أردوغان، كانت طائرته في مرمى بصر اثنين من الطيارين المتمردين يقودان مقاتلتين من طراز «إف-16»، إلا أن طائرته تمكنت من مواصلة رحلتها، في ما وصفه مسؤول تركي بأن أردوغان «أفلت من الموت بفارق دقائق».
وكان أردوغان عائداً إلى إسطنبول من عطلة كان يقضيها قرب منتجع «مرمريس» الساحلي، بعدما بدأ فصيل من الجيش المحاولة الانقلابية مساء الجمعة الماضي.
وأكد مسؤول تركي رفيع، أن طائرة أردوغان تعرضت لمضايقات من جانب المقاتلتين اللتين يقودهما طياران من الانقلابيين، لكنه تمكن من الوصول بسلام إلى إسطنبول، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء بن علي يلدريم استُهدف أيضاً بشكل مباشر في إسطنبول خلال محاولة الانقلاب، ولكنه «نجا بأعجوبة».
وأوضح مسؤول كبير آخر، أن «طائرة الرئاسة واجهت متاعب في الجو»، معلناً أن أردوغان «أفلت من الموت بفارق دقائق»، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال ضابط جيش سابق مطلع على تطورات الأحداث: «طائرتان على الأقل من طراز إف-16 تحرشتا بطائرة أردوغان وهي في الجو متوجهة إلى اسطنبول»، مشيراً إلى أن «الطائرتين ثبتتا رادارهما على طائرته وعلى طائرتين أخريين من طراز إف-16 كانتا تحرسانه». وأضاف: «أما لماذا لم تطلقا النار فهذا لغز!».
اردوغان لم يعد الى انقرة منذ محاولة الانقلاب.. ومغردون يتساءلون كيف يعلن الرئيس من اسطنبول… https://t.co/JtFezZ9O5c pic.twitter.com/khRduEgmtp
#عاجل اردوغان لم يعد الى انقرة منذ محاولة الانقلاب: اسطنبول – أ ف ب – اتجه الرئيس رج… https://t.co/DQdHylG4Jo ـ #القدس
— صحافة برس ⇇ 200k (@alathadpress) ١٩ يوليو، ٢٠١٦