بلا رحمة.. فيروس كورونا يضرب القارة العجوز

يضرب فيروس كورونا حاليا القارة الأوروبية بلا رحمة، حيث يواصل حصد الأرواح بوتيرة أسرع كثيرا من الفترات السابقة، لدرجة أن القارة العجوز تخطّت الصين في عدد وفيات الفيروس القاتل والذي ارتفع إلى ثمانية آلاف في العالم، بينهم 3422 في أوروبا.

وتنغلق أوروبا على نفسها لمكافحة فيروس كورونا المستجد الذي سبب عددا من الوفيات أكبر من ذاك الذي سجل في آسيا ودفع البنك المركزي الأوروبي إلى تقديم رد سريع بخطة مساعدة تبلغ قيمتها 750 مليار يورو، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إطلاق نداء من أجل “التضامن المالي”.

وإيطاليا هي البلد الأوروبي الذي يدفع الثمن الأكبر في القارة العجوز مع اقتراب حصيلة الوفيات فيه من ثلاثة آلاف شخص، بينما يبدو أن الوباء لم يبلغ بعد ذروته.

وبعد أسبوع على بدء تطبيق إجراءات العزل العام، سجلت شبه الجزيرة، الأربعاء، وفاة 475 شخصا خلال 24 شخصا، في أخطر حصيلة تسجل في بلد واحد تجاوزت حتى الأرقام الصينية في أوج انتشار المرض في ووهان مركزها الأول.

بهذه الوتيرة، يمكن أن تتقدم إيطاليا وحدها التي بلغ مجموع الوفيات فيها 2978 شخصا، على الصين 3245 وفاة لتصبح البلد الذي سجل فيه أكبر عدد من الوفيات.

ولم تعلن الصين، الخميس، عن أي إصابة منشأها محلي، في سابقة منذ بدء الوباء الذي ظهر في هذا البلد في كانون الأول/ديسمبر. وتحدثت السلطات عن 34 إصابة إضافية قادمة من الخارج.

ويفترض أن تعلن البرتغال اليوم فرض قيود على حرية التنقل بعد فرض حالة الطوارىء مساء الأربعاء.

وفي أول إجراء من نوعه في البرتغال التي تتهيّا لإعلان حال الطوارئ، عُزلت مدينة أوفار في وسط  البلاد.

أما بريطانيا حيث تجاوز عدد الوفيات المئة شخص، فقد أمرت بإغلاق المدارس اعتبارا من غدا الجمعة.

وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو” إن أكثر من 850 مليون شاب، أي نحو نصف التلاميذ والطلاب في العالم، أغلقت مدارسهم.

ورحب الرئيس إيمانويل ماكرون بهذه الإجراءات ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى القيام بتدخلات ميزانية.

وقال ماكرون: “من واجبنا نحن الدول الأوروبية، أن نكون حاضرين عبر تدابير ميزانية وتضامن مالي أكبر في منطقة اليورو”، مؤكدا أن “شعوبنا واقتصاداتنا بحاجة لذلك”.

امرأة تضع قناعا واقيا بالقرب من قوس النصر في باريس يوم الأحد. تصوير: جونزالو فوينتس – رويترز.

ولمحاولة الحد من انتشار الفيروس، تتضاعف إجراءات فرض قيود على حرية التنقل. فقد اكتشف البلجيكيون بعد الإيطاليين أو الفرنسيين، الحياة في المنزل، مع استثناءات للحالات الضرورية أو النشاط البدني.

وتعلق النمسا اعتبارا من اليوم كل رحلاتها المنتظمة.

أما فرنسا فتبدأ يومها الثالث من العزل بينما أصبح وسط باريس الذي يزدحم بالمارة عادة، أشبه بمدينة أشباح.

وأصبح وسط باريس، على سبيل المثال، المعتاد على ضجيج الحياة على جادته الكبرى في المساء، مدينة ميتة. ولم يُشاهد سوى بضعة أشخاص فرادى هنا وهناك، أحيانًا لإخراج كلب، فيما حركة السيارات متوقفة تقريبا.

وفي ألمانيا، دعت المستشارة ألألمانية أنجيلا ميركل مواطنيها إلى تنفيذ توصيات الحد من التنقلات، مؤكدة أنه لا بد منها لإنقاذ أرواح.

واعتبرت المستشارة الألمانية أنّ مكافحة فيروس كورونا المستجد تمثّل أكبر تحد تشهده ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في أول خطاب متلفز توجهه إلى الألمان منذ توليها السلطة باستثناء التمنيات التي تلقيها مع نهاية كل عام.

وأعلنت بلجيكا الإغلاق اعتباراً من ظهر الأربعاء باستثناء الذهاب إلى الطبيب والمتاجر الضرورية ولممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق.

وأعلنت منظمة اليونسكو أن أكثر من 850 مليون طفل وشاب في العالم اي نحو نصف التلاميذ والطلبة صاروا محرومين من التعليم نتيجة لبقائهم في منازلهم.

وأقرت المملكة المتحدة بدورها إغلاق المؤسسات التعليمية بدءاً من الجمعة.

وأدى الوباء إلى تراجع البورصات الاوروبية مما دفع السلطات إلى الإفراج عن مساعدة اقتصادية بالمليارات.

وفي هذا الإطار، أعلن البنك المركزي الأوروبي عن تخصيص 750 مليار يورو لإعادة شراء ديون عامة وخاصة.

وخفض العديد من البنوك المركزية الفائدة وأعلن  العديد من الدول الكبرى خطط دعم كبيرة ولكن طالما يواصل الفيروس انتشاره، تبدو الأسواق مشككة في جدوى مثل هذه التدابير، حتى بعد أن وضع البنك المركزي الأوروبي الثلاثاء أكثر من 100 مليار يورو من السيولة في متناول البنوك.

وأقرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن السياسيين قللوا من حجم الخطر الذي يمثله وباء كورونا المستجد، في مقابلة نشرتها صحيفة بيلد الألمانية.

وقالت فون دير لايين: “لقد فهمنا أن كل هذه الإجراءات التي بدت قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قاسية ومجحفة، يجب اتخاذها الآن”، مشيرة إلى أن أوروبا هي في الوقت الحالي بؤرة الأزمة.

وعقد وزراء النقل الأوروبيون مؤتمرا عبر الفيديو ناقش حالة القطاع المتأثر بالأزمة الصحية، في حين تعاني شركات الطيران من تدابير الإغلاق وشل حركة السفر التي فرضت لاحتواء انتشار الوباء العالمي.

وأعلنت الحكومة الإيطالية من جانبها أنها مستعدة لتأميم شركة الخطوط الجوية أليطاليا، المتخبطة منذ سنوات.

وأعلنت إيطاليا، الدولة الأكثر تضررا من الوباء في الاتحاد الأوروبي عن  مساعدات بقيمة 25 مليار يورو.

وفي فرنسا، أعلنت الحكومة عن خفض أو تأجيل أو إلغاء رسوم تصل إلى 32 مليار يورو في شهر آذار/مارس وحده. ولم يستبعد رئيس الوزراء إدوارد فيليب تأميم شركات إذا لزم الأمر.

أما الدولة الإسبانية، فستضمن ما يصل إلى 100 مليار يورو من قروض الأعمال.

ومن جانبها، قالت لندن إنها ستقدم ضمانة الدولة على قروض الشركات التي تصل إلى 330 مليار جنيه استرليني (363 مليار يورو)، ومساعدات بقيمة 20 مليار جنيه استرليني.

وهكذا يلوح صانعو القرار السياسي بالمليارات في وجه عالم توقفت عجلته ويتعلم الانكفاء في المنزل أو أن يحمل شهادة تتيح له التنقل، تحت رقابة الشرطة.

وفي السياق، يتواصل إلغاء الفعاليات والأحداث الثقافية وآخرها مسابقة يوروفيجن للأغنية التي كانت مقررة في أيار/مايو في هولندا.

ومن ضمن جملة التوصيات الصحية العالمية حول تجنب الاختلاط قدر الإمكان، طالب البابا فرنسيس الأسر المعزولة بأهمية القيام ببادرات “تنم الرأفة” عبر تقديم “طبق ساخن” أو حتى “اتصال هاتفي”، وفق ما  جاء في مقابلة معه في صحيفة لا ريبوبليكا اليومية.

وقال هانز كلوج المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا إنه يتعين على كل دولة في أوروبا أن تتخذ أشد الإجراءات الممكنة صرامة في محاولة لوقف أو إبطاء عدوى مرض كوفيد-19 الناجمة عن فيروس كورونا المستجد.

وقال كلوج، الذي كان يتحدث بعد اجتماع عبر الإنترنت لممثلين عن وزارات الصحة في أرجاء المنطقة، إنه راض تماما عن قيام بريطانيا بتكثيف توصياتها للتباعد الاجتماعي وحث كل الدول على العمل سويا والتعلم من بعضها بعضا.

وتابع كلوج، خلال إفادة إخبارية على الإنترنت لوسائل الإعلام: “أوروبا هي مركز العدوى لأول وباء عالمي ىفيروس كورونا وإنه يجب على كل دولة، بدون استثناء، أن تتخذ أشد الإجراءات صرامة لوقف أو إبطاء انتشار الفيروس”.

وقال “هذا وقت لم يسبق له مثيل.. من المهم أن تعمل الدول سويا وتتعلم من بعضها وتنسق الجهود”.

 

وكان زعماء الاتحاد الأوروبي بعد قمة عبر الفيديو يوم الثلاثاء قد قرروا إغلاق الحدود الخارجية لأوروبا لمدة 30 يوما لمنع انتشار فيروس كورونا لكنهم اتفقوا على إقامة مسارات سريعة عند حدود بلادهم لمواصلة حركة السلع.

وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، في مؤتمر صحفي ،إن مسألة تطبيق إغلاق الحدود أمام المواطنين القادمين من دول أخرى تعود إلى الدول الأوروبية.

وتابع: “العدو هو الفيروس وعلينا الآن أن نبذل كل ما في وسعنا لحماية شعوبنا وحماية اقتصاداتنا.. نحن مستعدون لعمل كل ما هو مطلوب. لن نتردد في اتخاذ إجراءات إضافية مع تطور الوضع”.

وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن اجتماع وزراء مالية الدول السبع والعشرين الأعضاء بالاتحاد، الذي كان مقررا عقده غدا الجمعة لمناقشة إجراءات لتخفيف أزمة كورونا، تأجل الى موعد لم يتحدد بعد.

وأضاف المسؤول أن هناك حاجة إلى المزيد من الاستعدادات قبل الاجتماع.

وقال ماريو سنتينو، رئيس مجموعة اليورو التي تضم وزراء مالية منطقة العملة الأوروبية، إنه سيكون هناك مؤتمر أسبوعي عبر الهاتف أثناء الأزمة. والمرة السابقة التي اجتمع فيها الوزراء كانت يوم الاثنين هذا الأسبوع.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]