لم تغب شمس الجمعة الماضية حتى أعلنت وسائل الإعلام البلجيكية اعتقال أهم مطلوب على قوائم الإرهاب وهو صلاح عبد السلام، المشتبه الرئيسي في تنفيذ هجمات باريس الإرهابية التي وقعت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وأسفرت عن مقتل أكثر من 130 قتيلا ومئات الجرحى.
أيام معدودة على اعتقال عبد السلام، حتى شن المتطرفون 3 هجمات في مطار ومترو بروكسل، على الرغم من تشديد السلطات البلجيكية لإجراءاتها الأمنية وتكثيف عملياتها لاعتقال أي مشتبه ينوي القيام بأي عمل إرهابي في البلد الذي يحتضن مقرات الاتحاد الأوروبي.
بعد تفجيرات باريس، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن أوروبا في حرب «ضد الجبناء»، مشيرا إلى أن الهجمات «أعمال حربية خطط لها في سوريا ونظمت في بلجيكا»، الأمر الذي تحركت بعده الشرطة البلجيكية لمداهمة حي «مولانبييك» المصنف معقلا للمتشددين الإسلاميين، إلا أنها ليست المرة الأولى التي تتجه فيها أصابع الاتهام لمتطرفين في بلجيكا.
مقاتلو «داعش»
تعد بلجيكا في صدارة جنسيات مقاتلي تنظيم «داعش» الأجانب، وأشارت بعض التقديرات إلى أن تعداد البلجيكيين في صفوف التنظيم بلغ 516 مقاتلا، بحسب إحصائية غير رسمية نشرتها مجلة «ذا أتلانتيك» في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأشارت إلى أن بلجيكا التي يبلغ تعداد سكانها 11 مليون نسمة بينهم 6% مسلمون.
ورجح فريق تحقيق استقصائي تابع للأمم المتحدة أن 500 مقاتل بلجيكي التحقوا بـ «داعش» في العراق وسوريا، خلال 2015، مشيرا في تقرير صدر أواخر العام الماضي إلى أن «128 بلجيكيا عادوا إلى البلاد، بينما قتل 77».
وأوضحت الإحصائيات أن الفرنسيين والبلجيكيين يمثلون ربع الجنسيات الأوروبية التي تقاتل في سوريا والعراق وتقدر بنحو 11 ألفا، واعترفت الحكومة البلجيكية بأن مئات من مواطنيها يقاتلون في صفوف الجماعات المتطرفة في الحرب بسوريا.
تفجيرات باريس الإرهابية
اعتقلت السلطات البلجيكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، 4 من المشتبه بهم في التفجيرات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس وأوقعت مئات الضحايا.
وأكدت السلطات الفرنسية أن العقل المدبر للهجمات الدامية هو عبد الحميد أبا عود، وهو بلجيكي من أصل مغربي، كان يعيش في حي مولانبييك، غرب العاصمة بروكسل.
11 سبتمبر 2001
قبل يومين فقط من أضخم الهجمات الإرهابية التي شهدها العالم في نيويورك التي عرفت بـ «أحداث 11 سبتمبر»، تمكن اثنان هما «عبد الستار دحمان ورشيد بورواي» من انتحال شخصية صحفية والسفر لأفغانستان لاغتيال قائد المقاومة الأفغانية «أحمد شاه مسعود» الملقب بـ «أسد بانشير».
كان دحمان ويورواي قد سافرا من تونس بزعم دراسة الصحافة في بلجيكا، وساعدهما «طارق معلوفي» البلجيكي من أصل تونسي، في استخراج جواز سفر بلجيكي مزوّر، لتنفيذ مخططات دبرها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأثناء حوار «مزعوم» مع «أسد بانشير» فجرا الكاميرا المخصصة لتصوير المقابلة.
كان اغتيال قائد المقاومة الأفغانية ردا على تعاونه مع واشنطن للقضاء على القاعدة في أفغانستان، ويعد يومين اهتزّت نيويورك في أحداث إرهابية هي الأبرز منذ مطلع الألفية، وربما في التاريخ المعاصر، بحسب مراقبين، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة في فصول الحرب ضد الإرهاب.
تفجيرات لندن
بعد وقوع تفجيرات لندن الإرهابية صباح 7 يوليو/تموز 2005، قال محققون إن المتهم الرئيس في التخطيط للهجمات الانتحارية التي أودت بحياة أكثر من 55 شخصا وجرح 700 آخرين، هو «مختار سعيد إبراهيم».
وأضاف المحققون أن إبراهيم ربما هرب بعد وقوع التفجيرات إلى بلجيكا التي كان يتخذها مقرا لمجموعته الإرهابية التي خططت للتفجيرات، وهو ما استدعى السلطات البلجيكية وقتها لتكثيف حملاتها الأمنية لمداهمة عدة مناطق.
وتمكنت الشرطة البريطانية بعد أيام من حملات مداهمة كبرى للشقق السكنية في العاصمة لندن من القبض على إبراهيم وعدد آخر من المشتبه بهم.
مطلوبون لدى السعودية
في أكتوبر/تشرين الأول 2004، اعتقلت الشرطة البلجيكية المغربي حسين محمد الحسكي، وهو واحد من أبرز المطلوبين في السعودية، للاشتباه في انتمائه لجماعة مسلحة، بينما تتهمه بلجيكا بالتخطيط لشن هجوم على أراضيها.
تفجيرات مدريد 2004
في فبراير/شباط 2005، ألقت السلطات البلجيكية القبض على «يوسف بلحاج» الملقب بـ «أبي دجانة»، للاشتباه بضلوعة في تفجيرات ضخمة في مترو العاصمة الإسبانية أودت بحياة أكثر من 191 شخصا وجرح 1900 آخرين، في الأحداث المسماه بـ «تفجيرات 11 مارس».
بعد التحقيقات في التفجيرات المتزامنة التي استهدفت 4 قطارات في مترو مدريد، قال المحققون إن متطرفين على صلة بها يعيشون في بروكسل أو هربوا إليها، بينهم «أبو دجانة»، الذي يعتقد أنه المتحدث باسم القاعدة في أوروبا، الذي وصل إلى مدريد قبل أيام من التفجيرات لإبلاغ زملاء آخرين له بموعد العملية، ثم غادرها عائدا إلى بلجيكا قبل التنفيذ.
الدار البيضاء 2003
شنت السلطات البلجيكية مداهمات لاعتقال متطرفين في فبراير/شباط 2015، أي عقب هجمات «شارلي إيبدو» الإرهابية التي ضربت فرنسا مطلع العام الماضي، أعلنت القبض على متهم بارز بالضلوع في تفجيرات مدريد وأيضا تفجيرات الدار البيضاء التي وقعت في 16 مايو/آيار 2003، وأوقعت 45 قتيلا على الأقل.
اعتقلت السلطات البلجيكية خالد بولدو، المتهم بالتورط في هجمات المغرب ودعم الجهاديين منفذي تفجيرات مدريد، وقالت إن الاعتقال جاء ضمن مداهمات في بلدة «ماسييك» غرب البلاد.
