بلدة حوارة في دائرة العقاب والاستهداف الإسرائيلي المتواصل
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، من إجراءاتها العقابية العنصرية ضد بلدة حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، لليوم الثاني على التوالي، بعد عملية إطلاق النار التي استهدفت مركبة للمستوطنين، فيما اعتقل الاحتلال 10 مواطنين في انحاء متفرقة من الضفة الغربية.
وجاءت تلك الإجراءات العقابية بعد عملية إطلاق نار استهدفت مركبة للمستوطنين على شارع حوارة الرئيس، ما أدى إلى إصابة مستوطنان بجراح أحدهما وصفت إصابته بالخطيرة، فيما تمكنت قوات الاحتلال إصابة منفذ العملية واعتقاله.
وأبلغت سلطات الاحتلال الارتباط الفلسطيني باستمرار إغلاق المحلات التجارية على الشارع الرئيس طوال ساعات اليوم.
وقال مراسل الغد، إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى بلدة حوارة تمتد على طول الطريق العام للبلدة وحتى مدخل بلدة بيتا، بالإضافة إلى مداخل الطرق الفرعية ومفترقات البلدات المجاورة، موضحاً أن قوات الاحتلال تقوم بالتدقيق في المركبات وهويات المواطنين.
وأضاف: الأوضاع الإنسانية في حوارة صعبة ومعقدة في ضوء التطورات الميدانية التي شهدتها البلدة في أعقاب اعتداءات المستوطنين الوحشية على البلدة بداية من 26 فبراير وحتى اليوم، وذلك بعد أن أقدم المستوطنين على إشعال الحرائق في مئات المركبات والمنازل والمنشآت في البلدة.
وأشار إلى أن الوضع الإنساني والاقتصادي في الانهيار بسبب إغلاق المحال والإجراءات العسكرية الإسرائيلية خاصة قبيل بدء شهر رمضان حيث تشهد المنطقة رواجا وحركة اقتصادية كبيرة.
وقررت مديرية التربية جنوب نابلس، تعطيل المدارس في بلدتي حوارة ومادما، وتحويل الدوام إلى إلكتروني، عقب أحداث شهدتها البلدة يوم أمس.
كما فرضت قوات الاحتلال إجراءات مشددة على عدد من الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة نابلس، خاصة حاجز حوارة الذي يشهد حركة مرور بطيئة بسبب تفتيش المركبات والتدقيق في هويات الركاب.
وكانت بلدة حوارة تعرضت لهجوم وحشي واسع من قبل المئات من المستوطنين الذين اقتحموا البلدة واعتدوا على سكانها وقاموا باحراق المنازل والاطفال والشيوخ والنساء بداخلها، في الوقت أحرقت مجموعات أخرى مئات المركبات والمنشآت والمرافق والبني التحتية ما ادى الى وقع خسائر مالية فادحة في الممتلكات. وذلك في ذوء تنفيذ عملية فدائية ادت لمقتل مستوطنين والتي جاءت ردا على ارتكاب الاحتلال جريمة روعة وعمليات اعدام راح ضحيتها 11 شهيدا فلسطينيا واصابة العشرات.
ولاقى هجوم المستوطنين على حواره في حينه إدانه دولية وإقليمية وعربية واسعة وسط مطالبات بوقف جرائم المستوطنين وملاحقتهم لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، كما قام المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط هادي عمرو بزيارة البلدة والاطلاع على حجم الدمار الذي لحق بها، فيما قامت البعثة الأوروبية والسفراء والقناصل الأوروبيين في فلسطين بزيارتها والاستماع إلى سكانها والاطلاع على حجم الكارثة التي لحقت بها جراء اعتداءات المستوطنين.
وتقع بلدة حوارة على بعد 9 كم جنوبي مدينة نابلس، ويعتبر موقعها موقعاً مشتركاً لأنه يحتوي على الطريق الرئيسي الرابط بين جنوب الضفة الغربية وشمالها، ويستخدمه المستوطنون من أربع مستوطنات إسرائيلية في منطقة نابلس وفلسطينيون من منطقة نابلس، وهو عامل مسيطر على الحياة في حوارة. يوجد في البلدة العديد من المحلات التجارية الواقعة على الطريق والتي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي لضمان حرية المرور للمستوطنين اليهود.
واقتحمت قوات الاحتلال البلدة منذ بداية العام الحالي 2023 ، عشرات المرات واعتدت على سكانها وممتلكاتهم، بالإضافة إلى اغلاق مداخلها وطرقاتها بالسواتر الترابية في الوقت الذي يواصل فيه المستوطنون اعتداءاتهم المتواصلة بحق السكان وممتلكاتهم.
وفي السياق أعطب مستوطنون، اليوم الإثنين، إطارات مركبات، وخطّوا شعارات عنصرية تطالب بقتل العرب والإنتقام منهم في مدينة سلفيت بالضفة الغربية.
وقال مراسل الغد ، إن عدد من المستوطنين تسللوا إلى المدينة فجرا، وأعطبوا إطارات 20 مركبة، وخطّوا شعارات عنصرية على جدران المنازل في المنطقة الشمالية من المدينة.
