أعلن اتحاد بلديات قطاع غزة وهو جهة “غير حكومية” حالة الطوارئ وتقليص الخدمات الأساسية المقدمة للفلسطينيين بنسبة 50%، بفعل اشتداد الحصار وانهيار الحياة الاقتصادية وتفاقم أزمة الطاقة، وتوقف معظم المنح والمساعدات الخارجية وتمويل المشاريع.
وقال نزار حجازي رئيس اتحاد البلديات رئيس بلدية غزة :” إن ذلك جاء في ظل استمرار تفاقم الأزمات التي تعصف بمدن وبلديات قطاع غزة، وتخلي كافة الأطراف عن السكان وتفاقم الكارثة الإنسانية والبيئية في قطاع غزة، المحاصر للعام الثالث عشر على التوالي”.
وأكد حجازي أن هذا الأمر يؤثر بشكل بالغ على قطاع الخدمات الأساسية، ويهدد بانعدام مقومات الحياة والصحة العامة في كافة أرجاء قطاع غزة، مشيرًا إلى إعلان البلديات في وقت سابق عن تقنين الخدمات الأساسية ومصروفاتها إلى الحد الأدنى، ودفع رواتب موظفيها بشكل مجتزأ.
وأوضح أن البلديات اليوم أصبحت غير قادرة على تقديم الحد الأدنى من هذه الخدمات للسكان مع تصاعد الأزمات وتراكمها وتجفيف موارد البلديات، مضيفاً “أمام كارثية الوضع الحالي وبدء انعدام مقومات الحياة، نعلن حالة الطوارئ بما يشمل تقليص كافة الخدمات الأساسية المقدمة للسكان بنسبة 50% لتجنب انهيارها بشكل كامل”.
كما أعلن عن إغلاق بحر غزة بالكامل، حيث سيتم ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة نحو البحر بسبب عدم قدرة البلديات على توفير الوقود اللازم لأداء عملها، واستمرار سياسة العقاب الجماعي المفروضة على السكان.
وأعرب حجازي عن أسفه لذلك بالقول: “إننا أجبرنا إجبارًا وبكل أسف على تقليص الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين إلى النصف، سعيًا لتقديم خدمات البلديات لمدة أطول وفق الإمكانيات المتاحة”.
وأطلق صرخة استغاثة بأن “استمرار هذا الوضع بالشكل الحالي هو مقدمة للوصول إلى كارثة إنسانية محققة ستتوقف معها كافة خدمات البلديات، وستؤثر على حياة المواطنين بشكل مباشر”.
ودعا رئيس اتحاد البلديات “الجميع إلى تحمل مسؤولياته والتدخل العاجل لمنع تدهور الحالة الإنسانية وانعدام خدمات البلديات بشكل كامل، وتراكم النفايات في الشوارع، وعدم إيصال المياه لمنازل المواطنين، وإغلاق شاطئ البحر، وانهيار منظومة الصرف الصحي”.
وشدد على أن هذا الأمر لا يعفى منه أحد، ويتطلب تكاتف الجميع مع البلديات للحفاظ على الخدمات التي تقدمها البلديات وتدارس الكارثة التي باتت شبه محققة، مؤكدًا أن القطاع لا يحتمل مزيدًا من الكوارث.
ويعيش أكثر من مليوني نسمة في غزة من أوضاع معيشية صعبة للغاية جراء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 عاماً، كما أدى تعثر المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس إلى تفاقم الأوضاع المعيشية المتردية.
