«بلومبرج»: الاضطرابات التركية تعزز أسعار النفط
لاتزال ناقلات النفط وتحميل وتفريغ الشحنات تبحر في المياه الإقليمية التركية بدون انقطاع، عقب فشل الانقلاب الذي حاول الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان.
وعلى الرغم من ذلك، يرى البعض أن محاولة الانقلاب فى تركيا قد تعمل على رفع أسعار البترول عالميا، وذلك نظرا لأن تركيا تعد بمثابة ممر رئيسي للطاقة.
كذلك تعد تركيا موطنا أساسيا لخطوط أنابيب نقل النفط الخام وبعض المكثفات لدول هامة في إنتاجه، مثل العراق وأذربيجان إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط فى جنوب تركيا.
وتعليقا على ذلك صرح مسؤول مطلع في وزارة الطاقة التركية، رفض الكشف عن اسمه تمشيا مع قواعد الوزارة، لموقع «بلومبرج» الإخباري، «تسببت محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا في وقف حركة السفن عبر مضيق البوسفور لوقت قصير يوم السبت الماضي، إلا أن الملايين من شحنات البترول تمر في الوقت الحالي عقب استقرار الأوضاع عبر الممرات المائية وخطوط الأنابيب في تركيا».
وأشار المصدر إلى أن «أي اضطراب سياسي تتعرض له تركيا خلال الأيام القادمة، سيؤثر على حركة نقل البترول في المنطقة، لا سيما دول الجوار التي تعتمد على تركيا كممر بحري استراتيجي لعبور شحنات البترول الخاصة بها».
وأضاف المصدر، «يعد أكبر دليل على تأثير الاضطرابات السياسية في تركيا على أسعار النفط هو ارتفاع عقود النفط الآجلة يوم الجمعة الماضي، عقب اندلاع الانقلاب في تركيا بنسبة تبلغ نحو 1.9%».
ووفقا لموقع «بلومبرج»، فإن محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة ساعدت على تذكير العالم بالأهمية المتزايدة لهذا البلد كممر في مفترق الطرق بين القارات لعبور السلع الأولية، وكونه حلقة الوصل بين روسيا وآسيا الوسطى وأوروبا.
من ناحية أخرى، تأثر خام برنت بالاضطرابات في تركيا وارتفع من مستوى 48 دولاراً، ما يؤهله فنياً لاستكمال الصعود في جلسة غدا الثلاثاء والوصول إلى مستوى 48.5 دولار،ومنها إلى ما فوق 49 دولار مجدداً، وذلك في ظل عدم استقرار الأوضاع بتركيا بشكل كامل.
يذكر، أن أسعار النفط قد واصلت صعودها أثناء التعاملات الصباحية في آسيا، اليوم الإثنين، متزامنة مع تراجع الدولار واستقرار شبه حذر بالأوضاع في تركيا.
وبحلول الساعة 3:50 بتوقيت جرينتش، صعد سعر التسوية في العقود الآجلة لبرنت 0.55%؛ ما يعادل 23 سنتاً بالغاً 47.85دولار للبرميل، وذلك بعد ارتفاعه 1.5عند إغلاق الجمعة الماضية.
وارتفعت أسعار عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط بنحو 0.24%؛ ما يعادل 11 سنتاً إلى ِ46.74 دولار للبرميل، وذلك بعد صعوده 1.3% عند إغلاق الجلسة الماضية.
من جانبه قال، مصباح قطب، المحلل الاقتصادي، لموقع «الغد»، أن «أحداث تركيا هي السبب الأساسي في دعم صعود أسعار النفط في الوقت الحالي».
وأضاف قطب، «بالاضافة للاضطرابات في تركيا، فإن عودة المضاربات لاستغلال المستويات المتدنية لأسعار الخام أحد الأسباب الفنية لصعود أسعار النفط بشكل مؤقت في الوقت الحالي، حيث استغل البعض انخفاض أسعار النفط في وقت سابق، ما أسفر عن صعوده اليوم».
وتعد المضائق التركية مثل مضيق البوسفور، والدردنيل، واحدة من نقاط الاختناق الرئيسية في العالم لعبور شحنات البترول الخام المحمولة بحراً وعبر حوالى 2.9 مليون برميل من البترول من هذه النقاط في عام 2013، وفقا لموقع «بلومبرج».
حيث قام خط أنابيب باكو تفليس جيهان، الذى تديره شركة «بريتيش بتروليوم» البريطانية بتصدير 67 مليون برميل من البترول الخام، أو حوالى 740 ألف يومياً من الميناء فى الربع الأول من عام 2016.
