“فوز أردوغان يأخذ تركيا إلى عصر حكم الفرد الواحد” .. تحت هذا العنوان نشرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية تقريرًا حول “التبعات السياسية” التي تنتظر تركيا بعد فوز الرئيس التركي بولاية جديدة.
وقالت الوكالة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني إن رجب طيب أردوغان حاكم تركيا المعاصر الأكثر بقاء في السلطة، فاز باستفتاء للحكم بسلطات جديدة واسعة بعد تحقيقه فوزًا مزدوجًا في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وحصل أردوغان على 53% في الانتخابات الرئاسية، مقارنة بـ 31% لأقرب منافسيه وهو محرم إنجه مرشح الشعب الجمهوري العلماني بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات، وفقا لوكالة أنباء الأناضول (رسمية).
كما حصل تحالف “الجمهور” المؤيد للرئيس التركي على 53% من الأصوات في الانتخابات التشريعية، مقابل 34% حصل عليها تحالف “الأمة” المعارض، وذلك بعد فرز أكثر من 94% من الأصوات. كما تخطى حزب الشعوب الديمقراطي المحسوب على الأكراد عتبة 10% من الأصوات، ليضمن وجوده بالبرلمان.
ولم تعلن الهيئة الانتخابية الرسمية النتائج الرسمية حتى الآن لكنها أكدت فوز أردوغان.
ووسط حشد من مؤيديه المبتهجين في إسطنبول قال أردوغان “يجب أن نترك التوترات الانتخابية وراءنا. “ثم طار إلى أنقرة وألقى خطاب النصر التقليدي من شرفة في العاصمة، قائلاً إن البلاد صوتت “للنمو، من أجل التنمية، والاستثمار”.
وأقر إنجه الذي عارض حزبه في وقت سابق الأرقام التي أعلنتها وكالة الأناضول وزعم أن هناك تلاعبًا في التصويت، بالهزيمة في رسالة نصية بعث لقناة هالك التلفزيونية، رغم أنه قال إن الانتخابات ليست “سباقا عادلا”.
وحصل الرئيس وحلفاؤه على الغالبية العظمى من أصوات الناخبين. وخضعت البلاد رسميًا لحكم الطوارئ خلال الحملة الانتخابية، ما أعطى الحكومة صلاحيات واسعة لقمع المعارضة، بحسب “بلومبرج”.
وستكون هذه الانتخابات بداية تطبيق نظام رئاسي تنفيذي قوي يسعى إليه أردوغان منذ فترة طويلة، وأيدته أغلبية بسيطة من الأتراك في استفتاء جرى في 2017.
ويقول منتقدون إن ذلك سيقوض الديمقراطية بشكل أكبر في تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، كما سيرسخ حكم الفرد الواحد.
وفي تعليقه على فوز أردوغان، في مذكرة بعث بها عبر البريد الإلكتروني، قال ولفانجو بيكولي الرئيس المشارك لـ “تينيو إنتليجنس” وهي شركة تحليل مخاطر سياسية في لندن: “هذه النتائج تشير إلى الخطوة الأخيرة لتحول تركيا إلى نظام الفرد الواحد”.
ويمهد إعلان فوز أردوغان الطريق لفترة ولاية ثانية مدتها 5 سنوات. وبموجب الدستور الجديد فإن أردوغان سيبقى في الرئاسة حتى عام 2028.
وانطلقت احتفالات كبيرة في ميادين وشوارع تركيا مساء الأحد بعد ظهور النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي أظهرت فوز أردوغان بمنصب الرئاسة، إلى جانب حصول حزبه العدالة والتنمية وحلفائه على أغلبية برلمانية مريحة.
ورفع الأتراك المشاركون في الاحتفالات الأعلام التركية وصور الرئيس أردوغان ورايات حزب العدالة والتنمية، وأطلقوا الألعاب النارية.
