«بلومبيرج» تكشف تحايل الجزائر على «أوبك» لخفض إنتاج النفط
كشفت وكالة «بلومبيرج» الإخبارية عن أن لجوء وزير النفط الجزائري نور الدين بوتراف إلى حيلة وضع جميع الوزراء داخل فندق واحد كانت من بين الأسباب الرئيسية التي أسفر عنها اتفاق وصول الدول الأعضاء إلى الخطوط العريضة لخفض إنتاج النفط بنحو نصف مليون برميل يوميا، حيث تعد تلك واحدة من أقدم الحيل التي جرت ممارستها خلال استضافة الجزائر لاجتماعات منظمة أوبك الأخيرة.
وتمثلت خطة بوتراف في استضافة جميع الوزراء في طابقين من نفس الفندق وسكن هو معهم بعد أن غادر محل إقامته، الأمر الذي ساعد الوزراء على الالتقاء مع بعضهم بالاستمرار في الممرات والطرقات.
واستمر اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، أكثر من ست ساعات من المشاورات والنقاشات، في محاولة لتخطي أزمة زيادة إنتاج النفط التي أدت إلى انهيار أسعاره، في ظل خلافات وتعنتات عدة، لا تصب في صالح أي من الأطراف، بل توقف وتعرقل أي اتفاق محتمل.
وبعد مناقشات طويلة، تمكنت منظمة «أوبك» من اتخاذ قرار استثنائي بخفض الإنتاج، وهي المرة الأولى منذ 2008 التي تتخذ فيها المنظمة مثل هذا القرار، حيث أعلنت منظمة أوبك أنها قررت خفض إنتاجها إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميًّا، مقارنة بـ 33.4 مليون برميل في أغسطس الماضي، وأن هذا القرار سيتم تثبيته في اجتماع أوبك الرسمي المقرر انعقاده خلال نوفمبر القادم في العاصمة النمساوية فيينا، وتشكيل لجنة من الخبراء تضع آلية لتنفيذ هذا الاتفاق، وتوزيع الحصص الجديدة على الدول.
ورمت الجزائر بكل ثقلها لإنجاح هذا الاجتماع، مستغلة علاقتها الطيبة مع كل من المملكة السعودية وإيران، لحل الخلافات بينهما وتوفيق وجهات النظر بين الطرفين والتوصل إلى نقاط التقاء والابتعاد عن نقاط الخلاف التي أدت إلى إفشال كافة اجتماعات المنظمة السابقة.
وقد صرح وزير النفط الجزائري نور الدين بوطرفة، عقب انتهاء الاجتماع إن «الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اجتماع الجزائر «تاريخي»، وذلك ليس بسبب الاتفاق على تسقيف الأسعار فقط، بل لأن المنظمة تكلمت بصوت واحد، واتفقت على أن تعود للعب دورها كمتحكم في السوق النفطي، وهو الدور الذي تخلت عنه منذ سنوات».
وفور الإعلان عن التوصل لاتفاق خفض الإنتاج، صعد مؤشر خام برنت إلى أعلى مستوى له خلال الثلاثة أسابيع الماضية، حيث صعدت أسعار النفط نحو 6% بعد الكشف عن الاتفاق، لكن رغم ارتفاع مؤشر خام برنت، إلا أنه لم يلامس سقف 50 دولارًا، بل هو أدنى بنحو 3 دولارات من أعلى مستوى في 2016، البالغ 52.79 دولار.
وبعد مرور يوم من اتفاق المنظمة، ونتيجة للشكوك وتضارب الأقاويل بين روسيا وإيران والسعودية والعراق في طريقة تطبيق أوبك خطة تقليص إنتاج النفط الخام، تراجعت أسعار النفط من جديد، حيث تراجع خام برنت 17 سنتًا إلى 48.52 دولار للبرميل، بعد أن ارتفع إلى 49.09 دولار عند فتح السوق.