انطلقت، مساء اليوم الخميس، بمدينة الأقصر ، احتفالية تاريخية بافتتاح طريق الكباش الأثري، بحضور الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ومشاركة عدد كبير من المسؤولين وسفراء دول أجنبية وعربية ومسؤولين حكوميين.
ووصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي إلى مقر احتفالية افتتاح طريق الكباش بين معبدي الكرنك والأقصر. واستعرض وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني، أمام الرئيس السيسي أعمال مشروع إحياء طريق الكباش.
كما بيّن الوزير للرئيس السيسي أن مدينة الأقصر مدينة مسجلة على التراث العالمي، وبها أكبر تجمع أثار في العالم، مشيرا إلى أن الأقصر كانت عاصمة مصر القديمة.
وأكد سيادة الوزير أن المصريين القدماء خاضوا معاركهم ضد الهكسوس من محافظة الأقصر، موضحا أن طريق الكباش يتزين بتماثيل على هيئة جسم أسد ورأس كبش.
ويشارك في تغطية الحدث العالمي أكثر من 200 وكالة أنباء أجنبية ومحلية، وعدد كبير من المراسلين المصريين والأجانب.
ويضم الحدث التاريخي أكثر من احتفالية في نفس الوقت، حيث يكون هناك جزء من الاحتفال في نهر النيل، كما يتم إنارة جميع الأماكن الأثرية الموجودة هناك، هذا بالإضافة إلى العرض الرسمي الذي تسير فيه المواكب من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر.
ويُحيي الحفل الفنان محمد حماقي، كما يتم عزف أنشودة آمون المكتوبة على المعابد، فيما يشارك في الاحتفالية حوالي 3000 طالب من جامعات ومدارس الصعيد.
وتتجه أنظار العالم إلى الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، احتفالا بالانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى “طريق الكباش”، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها.
وقد تم الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 عام، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011، وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
طريق الكباش الفرعونى
وطريق الكباش الفرعونى عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة، وكان يتم الاحتفال داخله بأعياد مختلفة، منها عيد “الأوبت”، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية الأخرى.
وكان يوجد بالطريق قديما سد حجرى ضخم كان يحمىه من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود تاريخ طريق الكباش إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة “الأقصر حاليا” طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة.
وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز “طريق الكباش” يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية “آخر أسر عصر الفراعنة”.
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م – 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول.
كما قام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة أعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.
الترويج للسياحة
من جانبه، أكد عمرو القاضي الرئيس التنفيذي لهيئة تنشيط السياحة، أن احتفالية افتتاح طريق الكباش أهم حدث إقليمى يروج للسياحة بشكل كبير، ويروّج للحضارة المصرية، وكل المقومات السياحية في الأقصر وليس فقط الآثار بمحافظة الأقصر.
وأضاف الرئيس التنفيذي لهيئة تنشيط السياحة، أن السائح يمكن أن يرى مظاهر خلابة في المحافظة من بينها شروق الشمس وغروبها في المعابد، كما أنه يوجد العديد من المناطق السياحية التي يمكن للسائح أن يستمتع بها في المحافظة.
