تحولت هتافات الجزائريين، الثلاثاء، من “بوتفليقة ارحل” إلى “بن صالح ارحل”، عقب إعلان برلمان البلاد الشغور الرسمي لمنصب رئيس الجمهورية، وتولي عبدالقادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، رئيسا انتقاليا، وفقا للمادة 102 من الدستور.

بن صالح رئيس انتقالي 

سمّى البرلمان الجزائري، الثلاثاء، رئيس مجلس الأمة، عبدالقادر بن صالح، رئيسا لفترة انتقالية قد تمتد لـ90 يومًا، بعد أسبوع على استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، رغم إعلان الشارع مسبقا رفضه له باعتباره من نتاج نظام بوتفليقة.

بن صالح ارحل

وشهدت الجزائر، الثلاثاء، حالة من الغضب عقب الإعلان عن تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا مؤقتا، وردّد المتظاهرون هتافات “بن صالح ارحل” و”النظام ارحل”، وذلك في ساحة البريد المركزي بوسط العاصمة الجزائرية.

كما قاطع عدد من نواب البرلمان الجلسة التي عقدت اليوم للإعلان عن شغور منصب الرئيس وتطبيق المادة 102 من الدستور الجزائري.

وخرج الطلبة والأساتذة والعمال بجامعة بجاية في شوارع المدينة رافعين شعارات تطالب برحيل النظام، بينما استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع ضد الطلبة في بجاية بعد قيامهم بكسر حاجز أمني.

وهي المرة الأولى منذ سبعة أسابيع، التي تستخدم فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة طلاب في العاصمة الجزائرية.

ويتظاهر الطلاب منذ أسابيع كل يوم ثلاثاء، لساعات طويلة، ثم يتفرقون بهدوء، دون أن تتدخل الشرطة أو يتم تسجيل أي حوادث.

استمرار للنظام السابق

واعتبر المتظاهرون أن تعيين بن صالح هو استمرار للنظام السابق الذي كان رئيس البرلمان أحد رموزه، كما اعتبروا أن اختيار بن صالح تحركا جديدا ضد مطالب الحراك الشعبي.

وحكم بوتفليقة (82 عاما) الجزائر لنحو 20 سنة، بينها سبع سنوات، وهو مريض بعد إصابته بجلطة في الدماغ في 2013، وفجرت رغبته بالترشح لولاية خامسة إلى الانتخابات الرئاسية، التي كانت مقررة في 18 أبريل/ نيسان، على الرغم من مرضه، تظاهرات حاشدة ورفضا واسعا.

وبعد أكثر من شهر من التظاهرات غير المسبوقة في كل أنحاء البلاد، اضطر بوتفليقة إلى الاستقالة في الثاني من أبريل/ نيسان تحت ضغط الشارع، وضغط الجيش، الذي طالب بتنحيه الفوري.

وتمّ الثلاثاء ترسيم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة لمدة أقصاها 90 يوما طبقا لأحكام المادة 102 من الدستور، ولم يحصل تصويت خلال الجلسة.

مسؤولية ثقيلة

وقال بن صالح (77 عاما) بعد إعلانه رئيسا “فرض علي الواجب الدستوري في هذا الظرف تحمّل مسؤولية ثقيلة”، معربا عن أمله في “تحقيق الغايات والطموحات التي ينشدها الشعب الجزائري”.

وتولى عبد القادر بن صالح، الثلاثاء، بمقر رئاسة الجمهورية بالجزائر العاصمة، مهامه كرئيس للدولة، وكان في استقباله بمقر رئاسة الجمهورية، الأمين العام للرئاسة، حبة العقبي.

وبحسب الدستور، وفي حال شغور منصب الرئاسة، يتولى رئيس مجلس الأمة “مهام رئيس الدولة لمدّة أقصاها 90 يوما، تنظم خلالها  انتخابات رئاسية. ولا يحق لرئيس الدولة المعين بهذه الطريقة أن يترشح لرئاسة الجمهورية”.

الباءات الثلاث

ويرفض المتظاهرون الجزائريون أن تتولى شخصيات مرتبطة ببوتفليقة، وعلى رأسها بن صالح، قيادة المرحلة الانتقالية، وهو الذي يشغل منصب رئيس مجلس الأمة منذ 2002، وكان قبل ذلك رئيسا للمجلس الشعبي الوطني.

كما قاطعت أحزاب المعارضة جلسة البرلمان، رافضة المشاركة في ترسيم رئيس الدولة الجديد، ومطالبة بالإصغاء لمطالب الشعب.

ورفعت التظاهرات الحاشدة، التي نظمت في يوم الجمعة السابعة من الاحتجاجات، شعار رفض “الباءات الثلاث”، في إشارة إلى عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس مجلس الوزراء نور الدين بدوي.

إزاحة بن صالح

وإزاء رفض الشارع، اقترحت صحيفة “المجاهد” القريبة من السلطات إجمالا إزاحة بن صالح، وكتبت الثلاثاء “هذه الشخصية  غير مقبولة، ليس فقط من حركة المواطنين التي تطالب برحيلها فورا، إنما أيضا من المعارضة وقسم من ممثلي الأحزاب السياسية التي تشكل الغالبية في غرفتي البرلمان”.

السلام للشعب

لكن رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، الرجل القوي في الدولة، يصرّ على أن تتم خلافة بوتفليقة في إطار أحكام الدستور.

وأكد رئيس الأركان، الثلاثاء، أن الجيش سيبذل قصارى جهده لضمان السلام للشعب.

القضاة يتضامنون مع الجيش

عبر نادي قضاة الجزائر، في بيان الثلاثاء، عن تضامنه الكامل مع الجیش وقیادة أركانه، في مواجهة “التهديدات الخارجیة على الحدود الغربیة والشرقیة”.

وقال البیان، أن هذه الضغوطات الخارجیة تأتي بعد فشل “المخططات الداخلیة، التي أحبطت بفضل يقظة الشعب بتأطیر من جیشه تحت شعار “جیش شعب خاوة خاوة”.

وأشاد البيان بـ”الحكمة والرزانة ورباطة الجأش التي تحلى بها جیشنا الشعبي تحت الرعاية السامیة لقیادته الرشیدة، التي هي جزء لا يتجزأ منه”.

وأكد القضاة في بیانهم على تضامنهم الكامل مع الجیش وقیادة، ودعوا الشعب للالتفاف حول جیشه في كل الظروف ومرافقته “لنصل إلى ما هو صلاح هذا الوطن”.