بوتين يخطو بحسم نحو إعادة مجموعة فاغنر إلى أحضان الدولة الروسية
في خطوة نحو حسم ملف التعامل مع الشركات العسكرية التي تقاتل مع الجيش الروسي، سواء في أوكرانيا أو خارجها، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، مرسوما يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية أداء قسم اليمين مثلما يفعل جنود الجيش.
وجاء القرار الروسي ذلك بعد يومين على مقتل قائد قوات فاغنر، يفغيني بريغوجين في حادث تحطم طائرة، والذي كان قد تمرد على الرئيس فلاديمير بوتين في يونيو/حزيران الماضي.
قسم اليمين
شروط جديدة أقرها الرئيس الروسي، اليوم الجمعة، للتعامل مع العسكريين غير النظاميين، حيث أصدر، اليوم الجمعة، مرسوما يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية أداء «قسم اليمين» مثلما يفعل جنود الجيش.
وبموجب نصّ المرسوم الذي نشره الموقع الالكتروني للحكومة الروسية، بات لزاما على هؤلاء العناصر التعهد بـ«الإخلاص» و«الوفاء» لروسيا، و«الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين (الأعلى رتبة)».
العقود خطوة أولى
قبل هذا المرسوم، طالب الجيش الروسي قائد قوات فاغنر بتوقيع عقود مع وزارة الدفاع، وهي الفكرة التي أيدها الرئيس بوتين قبل مقتل بريغوجين بأشهر عدة، إلا أن الأخير رفض ذلك، وواصل هجومه على وزير الدفاع الروسي، واتهمه بالفساد.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي نيكولاي بانكوف في يونيو/حزيران الماضي إن تشكيلات المتطوعين سيطلب منها التوقيع على عقود بشكل مباشر مع وزارة الدفاع الروسية، ليرد عليه قائد قوات فاغنر، يفغيني بريغوجين بإنه سيقاطع العقود.
وأوضح الرئيس فلاديمير بوتين لاحقا أن العقود ضرورية للسماح لجميع المشاركين في الحملة الروسية في أوكرانيا بتلقي مستحقاتهم من مدفوعات الدعم الاجتماعي. وتشمل هذه المستحقات تعويضات للمقاتلين في حالة الإصابة ولعائلاتهم إذا قتلوا أثناء المعارك.
كما ذكرت وزارة الدفاع آنذاك أن فكرة العقود مهمة لتقنين أوضاعها.
تشريع تنظيمي
وفي إطار إحكام السيطرة على المجموعات العسكرية الروسية، أكد الرئيس الروسي خلال مقابلة مع صحيفة كوميرسانت الروسية في يونيو/ حزيران الماضي، على أن «أمام مقاتلي فاغنر فرصة لمواصلة الخدمة داخل الجيش الروسي النظامي».
وفقا للمصدر ذاته، قال بوتين آنذاك «الشركات العسكرية الخاصة ومن ضمنها فاغنر غير موجودة من الناحية القانونية في ظل غياب تشريع ينظم عملها».
لم تحدث استجابة قوية من جانب قائد قوات فاغنر يفغيني بريغوجين، الذي تمرد على القيادة العسكرية الروسية، في يونيو/حزيران الماضي، واتهم القادة العسكريين بالفساد وعدم الكفاءة، وحملهم مسؤولية تعثر الهجوم الروسي في أوكرانيا.
واليوم، بات لزاما على عناصر فاغنر التعهد بـ«الإخلاص» و«الوفاء» لروسيا، و«الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين (الأعلى رتبة)». بحسب المرسوم الذي وقعه بوتين اليوم.
ويأتي هذا بعد محاولات سابقة فتح فيها بوتين بوابة الهرب أمام عناصر فاغنر، المجموعة العسكرية الأبرز على الساحة الروسية، إذ صرح بعد إنهاء تمرد قائدهم بريغوجين، بأنه سيفي بوعده بالسماح لمقاتلي فاغنر بالانتقال إلى بيلاروسيا إذا أرادوا ذلك أو توقيع عقود مع وزارة الدفاع أو العودة إلى عائلاتهم.
وأكد في تصريحاته خلال تلك الفترة، أن «الدولة الروسية مولت مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة بالكامل وأنفقت 86 مليار روبل (مليار دولار) عليها في الفترة ما بين مايو/أيار 2022 والشهر نفسه من العام الجاري».
وهكذا يعمل بوتين على استرداد مجموعة فاغنر إلى أحضان الدولة الروسية مجددا بالمرسوم الذي وقعه اليوم الجمعة.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لأسر ضحايا حادث تحطم الطائرة التي كان على متنها مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين في مقاطعة تفير الروسية.
ونفى الكرملين الجمعة الادعاءات بأنه أمر باغتيال رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الذي يرجح مقتله الأربعاء في حادث تحطم طائرة بعد شهرين من تمرده على قيادة الجيش الروسي، ووصفها بأنها «كذب محض»
وفتحت السلطات الروسية تحقيقا في الحادث لكنها لم تؤكد رسميا هوية الجثث العشر التي تم انتشالها من بين حطام الطائرة.
