بولتون لـ«الغد»: على الفلسطينيين البحث عن بدائل لحل الدولتين
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، إن حل الدولتين ليس مجديا للفلسطينيين، وإن هناك حلولا أخرى قد تكون فعالة، ورأى أنه يجب العمل على حل آخر يستفيد منه الفلسطينيون على المدى البعيد.
وتابع بولتون، خلال لقاء خاص مع برنامج مدار الغد، أن حل الدولتين لن يحقق ظروفا اقتصادية فعالة للفلسطينيين.
ولفت إلى أن حركة حماس تمثل قوة سياسية في غزة، وفي دول أخرى، فإن هذا يمثل دولة إرهابية وهو ما لن تسمح إسرائيل أو دولة أخرى بوجوده، ورأى أن من مصلحة الفلسطينيين تكمن في إيجاد حل آخر يخدم مصالحهم الاقتصادية والسياسية للوصول إلى دولة قادرة على البقاء.
وأضاف أن سياسات الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، لم تحقق السلام في المنطقة، وأن التغييرات في المنطقة والتهديدات التي فرضها إيران هو ما سمح بحدوث تقارب بين دول عربية وإسرائيل.
وتابع السياسي الأمريكي السابق أنه يمكن ضم أجزاء من قطاع غزة إلى مصر، وجزء من الضفة الغربية إلى الأردن، وللفلسطينيين الحق في العيش في أي منها، وهو ما اعتبره أمرا سيضع نهاية لما وصفه بـ”الإرهاب الذي تفرضه حماس”.
وأشار إلى أن تنازل إسرائيل عن غور الأردن لن يكون فعالاً، وأنها بمثابة خط دفاع لتل أبيب.
وتابع: “أعتقد أن السؤال الحقيقي للشعب الفلسطيني كيف يمكن توفير الظروف السياسية والاقتصادية الملائمة لهم بما يخدم مصالحهم؟
بالنظر لحال الفلسطينيين نجد أن الاستقرار السياسي لهذه الدولة أمر ضروري وسيسمح للاستثمار الأجنبي بأن يتدفق لهذا البلد، ومصر والأردن قد تدعمان ذلك”، مضيفا “ولكن في ظل وجود حماس وهيمنتها فإن هذا ليس مناسبا”.
واستطرد أن القيادة الفلسطينية الحالية هي من تجعل الفلسطينيين غير مترابطين مع الشرق الأوسط في التحركات الإستراتيجية والتغيرات.
وعن مساءلة ترامب، أعرب بولتون عن اعتقاده بأن الرئيس السابق لن يُسجن بتهمة التحريض على اقتحام الكونجرس بموجب الدستور الأمريكي، وأن العقوبة الوحيدة التي يواجهها ترامب هي عدم إتاحة الفرصة له مرة أخرى من خوض الانتخابات لمنصب الرئاسة.
وتابع: “هناك تهديدات للديمقراطية الأمريكية، بسبب مخاطر تجسدت في إدارة ترامب والسياسات التي لم نر مثلها من قبل”، معربا عن اعتقاده بأن الأمور تحسنت بعد ترامب وأن توجهاته السياسية لن تدوم.
وقال إن اقتحام الكونجرس الأمريكي هو يوم حزين للولايات المتحدة، لكن لا يوجد تهديد كبير أو مستمر للديمقراطية الأمريكية.
وأشار بولتون إلى أنه استعرض خلال كتابه العديد من الأمثلة لعدم استماع ترامب لمستشاريه، مثل ملف إيران النووي، مؤكداً أن ترامب لم يفهم ما تضمنه البرنامج النووي الإيراني بالكامل وتداعيات هذا البرنامج على السلام في الشرق الأوسط.
كما أنه لم يحترم بالقدر الكافي البرنامج الذي تتبناه كوريا الشمالية، أو يقرأ تاريخ العلاقات مع روسيا والصين وطبيعة العلاقات معهم معتقداً أن العلاقات هذه الدول يمكن أن يتم تحقيقها عبر علاقات القادة فيما بينهم.
وأضاف أن إدارة بايدن لن ترتكب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها إدارة ترامب فيما يتعلق بإيران، مؤكداً أن الاتفاق النووي عام 2015 سيئ للغاية لدول المنطقة وللولايات المتحدة وللعالم أجمع.
وتابع: “لا أعتقد أن إيران وعزمها الحصول على أسلحة نووية أمر هين، بل خطير، والأسوأ ألا يحدث تجميد لهذا البرنامج”، وأن إيران استخدمت مواردها في الأعمال الإرهابية في المنطقة.
ولفت إلى أن إيران سوف تكون أكثر خطراً في هذا الوقت عن ذي قبل، مشيرا إلى أن بايدن أعلن أمس أنه لن يعود إلى الاتفاق النووي وقد يخفف من العقوبات حتى تعود إيران للالتزام بهذا الاتفاق، وهذا ما ترفضه إيران.
وشدد بولتون على أن الأسلحة النووية في أيدي نظام الملالي في طهران هو أمر خطير للغاية في المنطقة وللولايات المتحدة وللعالم أجمع، وإذا كان بالإمكان إيقاف طهران عن تطوير هذا البرنامج النووي عبر الضغوط الاقتصادية وأي وسائل أخرى يجب فعله، وأن أفضل سبيل لسلامة الجميع هو تعجيز القدرات النووية الإيرانية.
وأعرب عن اعتقاده بأن بايدن لن يشن ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية، وربما النظام في طهران لا يعرف ذلك ولكن هذا لا يعني أنهم لا يواجهون خطراً، متسائلا: “فهل ممكن أن تستخدم إسرائيل القوة لوقف هذا البرنامج النووي؟ سنرى ما الذي سيفعله بايدن، خاصة أن إيران تمثل تهديدا خطيرا لإسرائيل”.
وحول ملف العلاقات مع الصين، أعرب عن اعتقاده بأن الصين تمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، حيث توسعت في قدراتها العسكرية وتفرض تهديدات على دول الجوار، مثل اليابان وتايوان، وهاجمت الولايات المتحدة عبر هجمات سيبرانية، وتسعى لبناء منصة نووية، وشاركت في العديد من عمليات السرقات التي أثرت على التجار وعلى السياسة التجارية وتفرض ضغوطا على المنظات التجارية.
وتابع أن التعامل مع الصين سيكون من الملفات المهمة أمام بايدن، وفي عواصم أوروبية أيضا.
وأكد أن الخسائر التي لحقت بالحزب الجمهوري كانت بسبب ترامب، وأن ما فعله تسبب في الكثير من الضرر للسياسة الأمريكية وللحزب الجمهوري، وأن الحزب يعمل حاليا على رأب هذه الصدوع.
وقال بولتون إن الملفات الأساسية أمام إدارة بادين حاليا تتعلق بالشأن الداخلي، من التعامل مع فيروس كورونا والاقتصاد، معربا عن اعتقاده بأن بايدن يواجه وضعاً اقتصادياً صعباً، ومن الصعب التركيز على السياسة الخارجية في الوقت الحالي.
