«بيت القصيد».. جديد الشاعرة فاطمة يس
أصدرت الشاعرة المصرية الدكتورة فاطمة يس، مدرس الأدب الانجليزى، أحدث قصائدها الشعرية باللغة العربية بعنوان” بيت القصيد”، وهي إحدى قصائد ديوانها الشعرى المرتقب.
قل للذي قد كانَ يوماً في دمي
بالأمسِ كنتَ في قَصِّي البالْ
اليومَ أنتَ كالمرارةِ في فمي
في الغدرِ صرتَ مضربَ الأمثالْ
***
عامٌ مضى لملمتٌ فيهِ
بعضاً من بعضِي الذي
فَتَقتْ سهامُ الغدرِ رَهَفَ جدارِهِ
وَرَتقْتُ فيهِ الجُرحَ بمشرطٍ ونِصال
***
عامٌ مضى. .
أحرقتُ فيهِ مراكبي ..
مزقتُ فيهٍ خرائطي
كلُ الجسورِ التي تُفضي اليك هددتُها..
ولعنتُها و قطعتُ ادبارَ الوصال
***
قد كنتُ يوماً ربما..
كالطيرِ يرفُلُ في قيودهِ مُغرما
يقتاتُ من كفيك زهرَ رحيقِها
بنبيذِ ثغركْ يشتهي شهدَ الوصال
***
أعتقتنيْ ..من أيمِ عهدكَ مُرغمة
أطلقتَ أسري من براثنِ صبوتي
ما عدتُ رهنَ الفرضِ أو رهنَ احتمال
**
يا سيدي … يا كلَ من أحببتُ يوماً دُلَّني
ما كنتَ تعني حين قلتَ حبيبتي
أوكان عشقاً قاصداً
أم أنه فرط ُ ارتجال ؟
**
قلّي بربك ..
كيف استبحتَ ف الحنينِ براءتي
كيف فضضتَ ف الأنينِ بكارتي
كيف جعلتَ من الحرامِ حلال ؟
***
كيف ارتديتَ قناعَ يُوسفَ تدَّعي
أني قدَدتُ قميصَك َ المزعومَِ دُبُراً
وأنا التي قددتُهُ إقبال ؟
***
وجعلتَ مني زُليخةً
تهفو إليك بغنجِها.
ترنو إليك بشوقِها
توصدُ الأبوابَ فتَنتشي بدلال!
***
ربّاهُ .. يا ربّاهُ تلكَ خطيئتي
إني وهبتُهُ خافقي
حد َ اكتمالِ البدرِ في عليائهِ
حدَ التَّعَشُّقْ والتَمزّقْ والتّمنيَ والمُحال
***
تَبَّتْ يداكَ..
تلكَ التي استعْطَرَتْ بأسيلِ دمعي
واستعذبتْ من نزفِ قلبي أبْحُرا
واستمْرَأتْ رميُ النبال
***
تبَّت يداك…
تلك التي أضممتُها بين ارتعاشةِ خافقي..
قبّلتُها ..وكففتتُ منها عَبْرتي..
وأخذتُ منها موثقاً إلا تخونَ
فخُنتني.. أو هكذا عهدُ الرجال؟!
***
أنا من أنا….
حتى وان سيفُكَ المسمومُ قسراً طالني
مزقتني.. وقطعتَ دابرَ بهجتي
وغرستَ فوق رفاتُ قلبي نبتةً
أو تنبتُ الأزهارُ بين حبات الرمال ؟!
***
أنا من أنا…
أنا التي من سحرها
صُنعتْ تمائم في الهوى
ضُربت قداحٌ .. واستقريءَ الفنجال
***
أنا التي عُرفَ الغرامُ لأجلها
دُرَّتْ قصائدُ ف الحنينِ ومثلِه
نَطقَ الحجرْ و تحركَ التمثال
***
أنا التي ليس لحرفيَ مُعجما
حين أتمتمُ بالغرامْ…
تَتَرنَّمُ الأفلاكُ من فرط الهوى
وحين أبوح فالحديث خيال!!
**
مُلتاعةٌ. . لا أستطيعُ نُكورِها
خبأتُها بين الضلوعِ وف الوتينِ كرامةً
لجنين عشقٍ قد تَخصَّبَ بالجوي
وماتَ ف الأرحام غدراً من غير اكتمال
***
مُلتاعةٌ ليس لأنك خُنتني ..
وهبتُك مني الحشا
فطففتَ ميزانَ الهوى
وبضاعتي رُدَّتْ إليّ…
بعضُ الدماء … وبعضُها أسمال
***
ملتاعةُ أني منحتُ..أني جنحتُ
أني بلغتُ من الحنين قَصيهُ
وغرامُك المزعوم كان مكرا وافتعال !!
***
فيا رفيفَ الوجدِ أَقْبلْ..
لملمْ نساءَكَ كلّهُن..
الحمقاءُ والرعناءُ والميداءْ
الغادةُ الشمطاءْ ومَطّيةُ الأحمال
***
وارحل بركبك كله حتى تردْ
بحراً فتشربَ نصفَه..
فلعل مرَ أُجاجَهُ
يرويكَ من ظمأ النُهال!!
***
أما أنا..
فلقد برئتُ من تخاريفِ الهوى
سبحان من يشفي الصدورَ بعفوهِ
فيصيرُ بعدَ الحالِ حالْ!!
***
عْصَمُ المودةِ قد حللتُ وَثاقَها..
مزقتُها…ونسجتُ منها بردَتي.. وطويتُ فيها قصتي
واوٌ تَخاطَفَها الجوى و تبعثرتْ ف القلبِ دال
***
بيتُ القصيدْ..
لا عشقَ يردعُ عثرةً
لا صدقَ يمنعُ غدرةً..
طوبي لقلبٍ قد تَعَشَّقَ واصطلي
خثراتِ دمِهِ في يديكَ تزال!!
***
الكلُ باطلُ سيدي ..
من ذاقَ شهدَ المُشتهي
ومن ذاقَ مُرَّ المُنتهي
وأنا لها ..أنا لها
فمن قالَ أن الريحَ يوماً
قد تعتصْر صبرَ الجبال؟
***
أيا رجلاً
حُمّْلتُ وزرَ غرامِهِ..
إنَّ التَسَّكُعَ ف القلوب خطيئة
حتى وإن جادَ الزمانُ بعفوهِ
فمُحالِ أن تعفو القلوبُ مُحال !!