بيروت مدينة أشباح.. هل يكمن الحل في حكومة عسكرية؟
طرح محللون سياسيون لبنانيون، ضرورة تشكيل حكومة عسكرية برئاسة قائد الجيش، لإدارة شؤون البل ، والعمل على إخراجه من الصراع السياسي والأزمة الاقتصادية الحالية، وذلك في الوقت الذي تحولت فيه العاصمة اللبنانية إلى مدينة أشباح باتت تشبه البلاد وقت الكارثة الأكبر في فترة الحرب الأهلية في سبعينيات القرن الماضي.
وتتعقد الأزمة اللبنانية في ظل عدم القدرة على تشكيل حكومة ترضي الشارع في المقام الأول، ويتفق عليها الأحزاب والقوى السياسية، في ظل انتقادات لموقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حول عدم الانتباه لمطالب الشارع حول نوعية الحكومة لتكون مكونة من حكومة تكنوقراط، في حين أن المفاوضات حتى الآن أو المواجهات بين الأحزاب قائمة على المحاصصة وعلى المناصب الوزارية السياسية.
وقالت مراسلة الغد في بيروت، كلوي أبي حنا، إن الاجتماع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف حسان دياب، انتهى بدون أي تصريحات أو بيان، الأمر الذي يعني أن العراقيل ما زالت تعترض إعلان الحكومة في ظل ما كان يتردد عن أن الإعلان عن الحكومة الجديدة قاب قوسين، ولكن بهذا الشكل لا حكومة هذه الليلة.
وأوضحت مراسلتنا أنه كان هناك تعويل بأن هذه الحكومة قد تحظى بقبول معين من المجتمع الدولي ليبدأ مسار الحل المالي، أما الآن وسط ارتباك السلطة، فإن الخلافات على الحصص ما زالت مستمرة، والعقدة الأساسية هي حول ماهية التيار السياسي الذي سيتحكم في الحصص الأكبر من الحكومة المقبلة، هو سيد الموقف، في ظل رغبة التيار الوطني الحر في إحكام سيطرته على الحكومة المقبلة.
وتابعت:”السلطة بعيدة عما يحدث بالشارع، وذلك يعطي مؤشرات بأن لبنان سيتحول من انتفاضة كانت سلمية إلى انتفاضة يعطي البعض تبريرا بتحويلها إلى انتفاضة عنف”.
وعن الأوضاع الميدانية، أكدت “كلودي” أن التعديات مستمرة مساء اليوم الأحد على قوى الأمن في ظل رشق المتظاهرين قوى الأمن بالحجارة والمفرقعات النارية في حين أن القوى الأمنية لم تعمد استخدام القوة مع المتظاهرين.
وتمسكت القوى بإصدار بيانين في نصف ساعة، دعت في أولهما المتظاهرين لعدم استخدام العنف، ثم طالبت السلميين في البيان الثاني بالابتعاد مع تأكيد على أن قوى الأمن ستتعامل مع مثيري الشغب وفقا للقانون.
وأردفت: “الليلة تنبئ بأنها لن تنتهي قريبا، لاسيما مع وجود اعتصام آخر لمحتجين أمام مصرف لبنان”.
وتزامنا مع تأزم الوضع في الشارع، والاعتداءات على قوى الأمن، حث رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، السياسيين في البلاد، الأحد، على تشكيل حكومة جديدة بشكل عاجل، وإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية، وذلك بعد ليلة من المصادمات العنيفة بين قوات الأمن والمحتجين.
وكتب الحريري، الذي استقال من منصبه في أكتوبر الماضي تحت ضغط موجة من الاحتجاجات، على حسابه في تويتر: “هناك طريق لتهدئة العاصفة الشعبية. توقفوا عن هدر الوقت، وشكلوا الحكومة، وافتحوا الباب للحلول السياسية والاقتصادية”.
وأضاف: “بقاء الجيش والقوى الأمنية والمتظاهرين في حالة مواجهة.. دوران في المشكلة وليس حلا”.