يسعى الشباب الفلسطيني إلى التغلب على أزمة قلة فرص العمل في الأسواق المحلية مع إرتفاع مؤشرات البطالة وتأثير أزمة كورونا.
وانعكست آثار الأزمة الراهنة المرتبطة بجائحة كورونا منذ مطلع شهر مارس/آذار 2020 بشكل مباشر على مختلف فئات المجتمع، لا سيما فئة الشباب، الأمر الذي فاقم من معدلات البطالة بينهم، والمرتفعة أصلا، إذ بلغ معدل البطالة بين الشباب في الضفة والقطاع 38% لعام 2019 (31% بين الذكور و63% بين الإناث) بواقع 63% في قطاع غزة و23% في الضفة الغربية.
كما تظهر بيانات الجهاز المركزي لإحصاء الفلسطيني، أن أعلى معدلات بطالة بين الشباب سجلت بين الشباب الذين يحملون مؤهلا علميا بدءا من دبلوم متوسط فأعلى، حيث بلغ معدل البطالة بين الشباب الخريجين (18-29 سنة) من حملة الدبلوم المتوسط فأعلى 52% خلال العام 2019 (35% للذكور و68% للاناث).
طيور السمان تحارب البطالة
وأمام تغول البطالة بين صفوف الشباب، استطاعت الشابة الفلسطينية بيسان كتانة الطالبة في كلية الإدارة في جامعة القدس المفتوحة وهي في سنتها الثانية، أن تقيم مشروعا خاصا بها لتربية طيور السمان أو ما يسمى شعبيا في فلسطين “بطائر الفر”.
وتقسم الشابة بيسان وقتها بين دراستها ومشروعها الريادي الذى طالما بحثت عنه من أجل تحسين أوضاعها الاقتصادية للحصول على مصدر دخل لهم يكونون قادرين من خلاله على تلبية احتياجاتهم اليومية.
وقالت بيسان “طائر السمان هو طائر لطيف و تربية لا تحتاج لمشقة كبيرة، فحينما بدأت بتربيته كنت فقط امتلك عشرة أزواج منه، فبدأت تستهويني فكرة تربيتها كمشروع اقتصادي يدر دخلا ماديا يمكن أن يساعدنا في الحياة، فوجدت التشجيع من قبل والدى الذى يمتلك خبرة في تربية الطيور”.
وبينت بيسان خلال حديثها لقناة الغد، أن هذا التشيجع كان سببا لأن تتجه للبحث عن ممول لمشروعها من خلال المؤسسات الزراعية، وأن تعمل على توسعة مزرعتها لتصبح أول مزرعة لتربية طائر السمان فى مدينتها.
وأضافت “لدي الآن ما يقرب من 1000 طائر سمان، وتبدأ مراحل التفقيص من خلال الاعتناء بوضع البيض في حاضنة مخصصة للتفيس وهي تتسع لقرابة 1000 بيضة، حيث ينتج ما بين 250 إلى 300 بيضة في السنة الإنتاجية الواحدة، وبعد التفقيس نعتني بالطائر حتى يصبح جاهزاً للتسويق”.
وتطمح مربية طائر السمان الشابة بيسان، لأن يتطور مشروعها الريادي ليصبح مشروعا عاما يمكن من خلال أن تشغل العديد من الأيدي العاملة للقضاء على البطالة المنتشرة بين صفوف الشباب، وأن تجد المزيد من التمويل لكى يصبح المشروع أكبر مما هو عليه الآن.
دعم الشباب
وقال مدير مشروع الإغاثة الزراعية شمال الضفة الغربية عاهد زنابيط “إن مشروع بيسان لتربية طائرة السمان، هو من المشاريع الريادة التى تستحق المساعدة والمساندة وتقديم الدعم لها، فهذا المشروع الهدف منه هو محاربة البطالة وتمكين الشباب الرياديين من نجاح مشاريعهم الاقتصادية”.
وأوضح زنابيط خلال حديثه لقناة الغد، “هذا المشروع هو الأول من نوعه في مدينة طولكرم بشكل خاص وتقريبا في الضفة الغربية، لذا نحن نشجع جيل الشباب على هذه المشاريع ونعمل في الإغاثة الزراعية على دعمها و الوقوف بجانبها وتقديم كافة الإستشارات والمتابعة لها”.
يذكر أن نفقات التغذية والرعاية والتربية لطيور السمان منخفضة مقارنة بالدجاج والطيور الأخرى المستأنسة، ومدة التفريخ في السمان تعتبر أقصر مدة من جميع أنواع الطيور حيث تصل إلى 16 – 17 يوماً من بداية وضع البيضة في المفرخ.
ودورة رأس المال للسمان سريعة، حيث أن دورة حياته والتفريخ قصيرة، ويكون النضج الجنسي مبكراً للطير، إذ ينضج في عمر 45 يوماً، والسمان مصدر سريع ورخيص لإنتاج البروتين الحيواني من لحم وبيض، ويلعب دوراً كبيراً في الحد من أزمة اللحوم في بعض الدول التي تهتم بتربيته.
