لا تتوقف التحركات الأممية والدولية للدفع نحو عودة ليبيا مجددا إلى مسار الانتخابات المتعثر، فالعاصمة الألمانية برلين احتضنت مؤتمرا دوليا حول ليبيا، وسط آمال واسعة لدفع المسار الانتخابي وإنهاء الانقسام السياسي في البلاد، وذلك برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة عدة دول من بينها مصر وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
وعلى هامش مشاركته في المؤتمر شدد سفير ألمانيا لدى ليبيا ميخائيل أونماخت Michael Ohnmacht ، على أن الوحدة الدولية ضرورية لمساعدة ليبيا في إيجاد حل مستدام.
وفي أثناء ذلك يترقب الليبيون تحركات المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا عبدالله باثيلي بعد محاولات لـ7 مبعوثين سابقين لم يفلحوا في المساهمة في قيادة البلاد إلى بر الأمان.
وتدور أسئلة حول قدرة المبعوث الجديد على المساعدة في رفع حالة “القوة القاهرة” عن الساحة الليبية، ذلك المصطلح الذي يعلن في حالة إيقاف الإنتاج النفطي، والذي كان كذلك حجة عدم إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في 24 من ديسمبر الماضي.
وكان باثيلي مكلفاً من الأمم المتحدة بتقييم ما قامت به بعثتها في ليبيا خلال السنتين الماضيتين، وبالمقارنة مع سابقيه فإنه مدرك طبيعة البنية الاجتماعية الليبية وخلفيتها القبلية المتحكمة في صناعة القرار السياسي بالبلاد، حسب مراقبين.
ومن جانبه أكد عبد الحكيم فنوش الكاتب والباحث السياسي الليبي، أنه لا توجد إرادة دولية للتوافق حول البحث عن حل للأزمة الليبية.
وأوضح فنوش، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن المجتمع الدولي يشعر بالقلق بعد أحداث طرابلس لذلك يبحثون عن حلول للاستقرار.
وأضاف أن المجتمع الدولي صنع أطرافا احتكرت القرار الليبي وهم من يحددون مستقبل البلاد.
ومن بنغازي أكد فرج زيدان الكاتب والباحث السياسي، أن مؤتمر برلين أكد غياب الوحدة في القرار الدولي تجاه الأزمة الدولية.
وأوضح زيدان، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن كثير من الدول المعنية بالأزمة الليبية ترعى ميليشيات مسلحة رغم مطالبتها بإجراء الانتخابات.
وأضاف أن تعاون الأطراف الليبية مع دول بعينها هو السبب في عدم التوافق في داخل ليبيا.
