بين الحرب والدبلوماسية.. ما مصير التدخلات الأمريكية في عهد بايدن؟

يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن أن ينأى ببلاده عن سياسة عسكرة الدبلوماسية، وهو ما أعلنه في خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد توليه منصبه، لكنه اصطدم بعد عام فقط بحرب في أوكرانيا أعادت لغة القوة العسكرية إلى الواجهة.

 

 

لكن في الوقت نفسه حصلت كييف من الولايات المتحدة وحلفائها على 60 ألف نظام مضاد للدبابات، وعلى أسلحة دفاعية تكتيكية.

كما تساهم الولايات المتحدة في تدريب جنود أوكرانيين داخل أراضيها، قبل إعادتهم إلى المعركة المستمرة في أوكرانيا منذ نحو شهرين.

تخوف أمريكي

من جانبه، يقول الدكتور علي الشعيبي أستاذ الإعلام في جامعة الإمارات، إن هناك مفارقة في أن يطرح الرئيس الأمريكي مسألة التوجه لعدم العسكرة، وفي الوقت نفسه تقوم أمريكا بإمداد أوكرانيا مئات الأطنان من الأسلحة.

وأشار إلى أن أمريكا ترى بمنظور واسع أن هناك قوى دولية أخرى تتحرك للوصول إلى منابع النفط، لذلك يوجد تخوف أمريكي من قدرة الآخرين على السيطرة ولعب دور الندّية.

 

 

وأضاف، أن الولايات المتحدة تعطي لنفسها الحق في أن تحمي العالم كله.

وأشار إلى أن العسكرية الأمريكية أثبتت فشلها الذريع لاحتواء العالم، وما حدث في فيتنام وأفغانستان والصومال والعراق يكشف عن أن الديمقراطية ما هي إلا غطاء أمريكي لاحتلال هذه الدول وجعلها تحت سيطرة المنظومة الأمريكية.

وتابع “نظام العسكرة الأمريكي يتمثل في الوصول لمنابع النفط والطاقة للاستيلاء عليها، وعندما تتراجع أمريكا عن نهج العسكرة فإنها بذلك تدرك أن هناك مارد أخر قادم، ومن شواهد ذلك روسيا وحربها في أوكرانيا، والصين الذي يعد العملاق الاقتصاد القادم”.

وقال “جميع المتغيرات دفعت أمريكا إلى الدبلوماسية الداعمة لعدم قدرة النظام الأمريكي العسكري على حماية الحلفاء”.

 

صراع أمريكي صيني

ليست تلك الأزمة وحدها ما تهدد نهج إدارة بايدن، ففي مارس الماضي وقعت أمريكا والصين في تبادل الاتهامات والتوبيخ خلال اجتماع لوزيري خارجية البلدين في ألاسكا، ما أثار مخاوف بشأن اشتعال الحرب الباردة بينهما.

من جانبه، يقول الدكتور جيمس بوسبوتينيس الباحث المتخصص في الدفاع والشئون الدولية والاستراتيجية، إن الصين في الوقت الحالي لديها موقف متغير ومتحول عن الذي كانت عليه خلال الحرب العالمية الثانية، إذ أنها ثاني أكبر اقتصاد، فضلا عن أنها تتزايد نموا، ولديها قدرات دولية قوية.

 

 

وأضاف: “لا أعتقد أن الولايات المتحدة تسعى للحروب، لكنها أصبحت الحليف الأساسي للعديد من الدول، وقدمت مساعدات ضخمة لها، ووجدت نفسها مشاركة في العديد من النزاعات”.

وأشار إلى أن أمريكا ملتزمة بملفات متعلقة بالناتو والأمن، والدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية، وتايوان ومنطقة آسيا، فضلا عن التزامها بالدفاع عن الدول في الخليج.

وقال: “الولايات المتحدة لم تسع لهذه الحروب لكنها القوة العظمى التي تقود العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ووجدت نفسها أمام التزام لحماية المصالح الأوروبية، ومنع حدوث نزاعات، والابتعاد عن الحروب والحلول العسكرية للمشاكل الخاصة بالمصالح الوطنية”.

وأضاف، أن الصين سيكون لديها مصالح كبيرة في النظام الدولي وآلياته، أما أمريكا فإنها قضت 20 عاما في حملات في العراق وأفغانستان، وتود أن تتحرك بعيدا عن هذا العهد الذي كانت فيه القوى العسكرية الشئ الأهم.

سياسة الاحتواء

لكن ما يهدد كذلك سياسة الاحتواء التي بشّر بها البيت الأبيض، تصريحات بايدن نفسه ضد الرئيس الروسي منذ بداية حرب أوكرانيا، بعد وصفه بمجرم حرب تارة، وبعد المطالبة بإقصائه من الحكم تارة أخرى، ما يهدد بتصعيد التوتر بين قوتين نوويتين.

كما أن الولايات المتحدة قامت برفع الميزانية الدفاعية بنسبة 8% خلال العام الجاري، فيما طلب البنتاجون للسنة المقبلة 133 مليار دولار لتطوير الصناعات العسكرية.

كما كشف قانون الإنفاق الحكومي الصادر في منتصف مارس الماضي عن مخطط لشراء أسلحة بـ 3.5 مليار دولار.

كذلك خاضت إدارة بايدن منذ توليها السلطة اشتباكات خطابية مع الخصوم الكبار كالصين وروسيا، ما دفع صحيفة واشنطن بوست إلى التحذير من انخراط البيت الأبيض في نهج قد يتسبب في نتائج غير متوقعة وفوضوية على المسرح السياسي.

ومن جانبه يقول جون ألكسندر الخبير في الشئون الاستراتيجية، إن الولايات المتحدة محقة حين تنشر قواتها خارج حدودها، لأنها تحمي مصالحها، وإذا لم تقم الولايات المتحدة بذلك. فمن سيفعل ذلك؟!

 

 

وقال، إن مصالحنا مرتبطة بديمقراطيات غربية تعول على العديد من الخدمات والدعم للديمقراطيات، لكن لا يوجد من يعطي تصريح لدولة أخرى لكي تخدم مصالحها.

وأضاف: “أمريكا لا تسعى للسيطرة على النفط، إذ أنه يوجد تجارة عادلة، ونحن لا نتحكم في الطاقة”.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]