بين حزب الله وجيش الاحتلال.. خبراء يكشفون تفاصيل اشتباكات «شبعا»
ما حدث من تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، في مزارع شبعا الحدودية بين البلدين، والمتنازع عليها بين سوريا ولبنان، وضع العديد من التفسيرات حول أسباب اختيار حزب الله هذه المنطقة، وتمكنه من توجيه ضربة أولى رغم العلم المسبق من الاحتلال الإسرائيلي بوجود تحركات منه.
كيف يفكر حزب الله؟
يقول المحلل السياسي أكرم عطا الله، إن حزب الله يتحرك في معادلة بين خطين متوازيين، لمحاولة تحقيق نوع من الردع المتبادل بينه وبين إسرائيل، وهو لا يريد أن يخسر عناصره، لأن إسرائيل ستواصل بعد ذلك الضرب، كما لا يريد أن يذهب في اتجاه معركة على لبنان، فهو يدرك الوضع الحالي الاقتصادي الصعب.
وقال إن الوضع يدفع حزب الله لإجراء الحسابات لمنع الحرب، لكنه يوجه رسائل لا تصل إلى حد الحرب.
الرواية الإسرائيلية
عطا الله أوضح أن الرواية الإسرائيلية جعلت الرؤية أكثر وضوحا، فهم يتحدثون عن أن الخلية عادت لبنان، ومعنى ذلك أنه لا يوجد إصابات في حزب الله.
وقال إن إسرائيل تتحدث في إطار أنها رصدت ثلاثة إلى أربعة عناصر من حزب الله دخلوا عدة أمتار في الحدود الإسرائيلية، وكانوا تحت رصد السلطات السرائيلية التي أطلقت النار عليهم النيران.
وأشار إلى أن هذه الرسالة ينبغي التدقيق فيها، فهل إسرائيل رصدتهم يدخلون الحدود، وكانوا تحت السيطرة وأطلقت النار ولم تصب منهم لأنها لا تريد أن تذهب في معركة أو خسارة أكبر؟.
وتابع: “هل أرادت إسرائيل أن تقول إنها متنبهة لكنها لا تريد أن تدفع حزب الله للاستفزاز أكثر لأنه حينها يمكن أن يرد؟
وقال إن الطرفين كل منهما مكشوف للثاني، ولم يرد أي منهما أن يقع إصابات في صفوف الطرف الآخر.
وأشار إلى أن حزب الله لم يشف غليله حتى الآن.
حيرة إسرائيل
من جانبه استبعد الخبير العسكري العميد هشام جابر أن يقوم نتنياهو بهجوم على لبنان بعد عملية حزب الله الأخيرة.
وأشار إلى أن إسرائيل كانت حائرة حتى صباح اليوم، لا تعرف أين سيكون رد حزب الله، لكنها كانت متأكدة من أنه حتما سيرد، ويقوم بالضربة الأولى.
دلالات الاشتباك
من جانبه رجح الكاتب السياسي هاني حبيب، سيطرة حزب الله على الضربة تمامًا، حيث اختار منطقة الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي في منطقة شبعا، وهي محتلة من قبل دولة الاحتلال، رغم أن هناك تنازعًا بين لبنان وسوريا حول ملكية هذه المناطق.
وأضاف: “حزب الله منع من خلال هذا الاختيار أي إمكانية لإحراج الحكومة اللبنانية باعتبار أن ما قام به حزب الله كان في أراض محتلة تقف لبنان من ورائه في سبيل استعادتها”.
وقال إنه قام بالعملية في الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال مستنفرة بكل قواتها في شمال دولة الاحتلال الإسرائيلي مع الحدود مع لبنان، وبالتالي هذا يسجل لحزب الله أن قام بعملية في الوقت الذي كانت إسرائيل منتبهة لها.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، أمين قمورية، إنه من الطبيعي أن يكون هناك رد فعل لحزب الله، حيث اعتدنا منه على أن تكون هناك ضربة مقابل ضربة.
وأضاف: “أعتقد أن اختيار منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة أمر مختلف تماما، فهي منطقة غير مأهولة، وحدث تسلل فيها، وغير معلوم من الذي بادر بالهجوم.
وأشار إلى أن أي عملية في شبعا مختلفة عن أي مكان آخر، فهي لديها وضع خاص، نظرا لكونها متنازعا عليها، ولبنان يعتبرها أرضا تابعة لها بالكامل، ومن حق حزب الله أن يمارس الدفاع عنها.
يأتي ذلك وسط توتر تشهده المنطقة على خلفية مقتل مسؤول من الحزب بقصف إسرائيلي قرب دمشق قبل أيام.
وكان الجيش الإسرائيلي قال إن هناك حدثا أمنيا يجري التعامل معه في منطقة مزارع شبعا اللبنانية، التي لا تزال تحت سيطرة إسرائيل.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات لسكان المناطق القريبة من الحدود مع لبنان بالبقاء في منازلهم.
فيما أشارت المعلومات الأولية إلى أن حزب الله استهدف آلية إسرائيلية بصاروخ كورنيت، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن خلية من حزب الله فتحت النار نحو قوة من الجيش الإسرائيلي.
إلا أن حزب الله نفي أن يكون فد نفذ أي ضربات أو اشتباكات اليوم مع الاحتلال الإسرائيلي.
